دبي – وكالات
أعادت وزارة العدل الأميركية فتح التحقيقات في خرائط غوغل لتحديد ما إذا كان الجمع بين الخدمة وبرامج أخرى من غوغل يخنق المنافسة بشكل غير قانوني.
ونقلت وكالة “رويترز”، عن مصدرين أن التحقيق الخاص بوحدة غوغل ظهر لأول مرة في أواخر عام 2020 وكان هادئاً حتى الأشهر الأخيرة، عندما بدأ المحققون مرة أخرى في إجراء تحقيقات، وفقاً لما اطلعت عليه “العربية.نت”.
وتركز التحقيقات على محورين، الأول على التطبيقات، بما في ذلك الملاحة، التي يتم توفيرها من خلال شاشات المعلومات والترفيه في السيارات، وتأتي ضمن حزمة Google Automotive Services لشركات صناعة السيارات، وتجمع معاً خرائط ومتجر تطبيقات غوغل بلاي، ومساعد غوغل، والعديد من الخدمات الأخرى.
وقال أحد المصادر إن شركات السيارات ممنوعة، من الخلط بين خرائط غوغل والمساعدات الصوتية التي طورتها شركات منافسة أصغر.
ورداً على ذلك، قالت Google إن التكامل يوفر أفضل تجربة للمستخدم، وفي بعض الحالات يمكن أن يعمل المساعد الصوتي المنافس مع خرائط غوغل.
ويركز المحور الثاني، على مطوري التطبيقات والمواقع الإلكترونية، إذ أشار أحد المصادر، أن الشركة تحظر على مواقع الويب أو تطبيقات الهاتف، التي تستخدم أحد خدمات غوغل من استخدام الخرائط أو غيرها من التقنيات التي طورها منافسو غوغل.
وخلصت لجنة مكافحة الاحتكار بالكونغرس في تقرير فريق Big Tech الصادر في عام 2020 إلى أن غوغل تفرض هذا الشرط بقوة، وتجبر المطورين بشكل فعال على “اختيار ما إذا كانوا سيستخدمون جميع خدمات خرائط Google أم لا”.
ودافعت الشركة عن سياستها قائلة، إنها تهدف إلى منع التجارب السيئة، مشيرة إلى أن خلط خريطة غوغل بمعلومات على خريطة أخرى قد يؤدي إلى أخطاء. وقالت إن السياسات تنبع أيضاً من القيود التي يضعها الشركاء على كيفية استخدام غوغل لبياناتهم.
كما تحتوي السياسات على بعض الاستثناءات، وأضافت غوغل أن المطورين “يتمتعون أيضاً بحرية استخدام خدمات الخرائط الأخرى بالإضافة إلى منصة Google Maps، كما أن العديد منهم يفعلون ذلك”.
وقال مطوران لرويترز خلال العام الماضي إنهما تلقيا إشعارات انتهاك من غوغل في السنوات الأخيرة بعد خلط البيانات من خدمات الشركة مع خرائط من مزودين آخرين. وأشار المطوران إلى أن الخيارات المنافسة كانت أقل تكلفة أو أكثر تفصيلاً من خرائط غوغل في بعض الحالات.
وأعرب المطورون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب الخوف من انتقام Google، عن قلقهم أيضاً بشأن خيارات الخصوصية الجديدة للشركة لمستخدمي نظام تشغيل الهاتف المحمول الذي يعمل بنظام أندرويد والتي يمكن أن تحد من جمع البيانات من قبل موفري الخرائط المنافسين.
يأتي ذلك، فيما لا تفصح غوغل بشكل منفصل عن المبيعات من ترخيص الأدوات المتعلقة بالخرائط. لكن Google على مر السنين رفعت رسوم الخرائط وربطت العمل بوحدة الحوسبة السحابية، التي يحظى نمو مبيعاتها باهتمام كبير من المستثمرين.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكّن الاستخدام الدائم لخدمات خرائط غوغل الشركة من جمع المزيد من البيانات للحفاظ على هيمنتها على الخيارات المنافسة.
ولا يُعد ربط المنتجات معاً أمراً غير قانوني دائماً، لكن جهات إنفاذ مكافحة الاحتكار تدخلت عندما لا يفيد مثل هذا التجميع المستهلكين.
وفي عام 1998، رفعت الحكومة دعوى قضائية ضد شركة مايكروسوفت بدعوى انتهاك قانون مكافحة الاحتكار من خلال ربط احتكار نظام التشغيل الخاص بها بـ Internet Explorer لسحق متصفح Netscape المنافس.
وقال أحد المصادر إنه لا يوجد ما يشير إلى أن موظفي الإدارة الذين يحققون في خرائط غوغل قد أوصوا بما إذا كان سيتم رفع دعوى أم لا.
وتواجه Google بالفعل دعوى قضائية رفعتها الوزارة في عام 2020، متهمة إياها بخرق قانون مكافحة الاحتكار للحفاظ على هيمنتها على إعلانات محركات البحث.