أخبار رئيسية

اللقيمات فاكهة القرية العالمية بدبي

دبي / سمير السعدي:
اللقيمات أو لقمة القاضي أو العوّامة.. هي من الحلويات الشرقية المشهورة التي تمتاز بسهولة تحضيرها حيث أنَّ مكوناتها متواجدة في كل بيت وفي جميع الأسواق.. سميت لقمة القاضي في القرن الثالث عشر الميلادي في بغداد وانتشرت عند العرب من ذلك الحين وإلى الأتراك واليونانيين.
تجمع شعوب البحر عادات وتقاليد مشتركة وأكلات متشابهة فنجد أصنافاً تتخذ أسماء ومسميات عديدة مما يثير نزاعاً طريفاً في ما بينهم حول أصلها, من بين هذه الأكلات لقمة القاضي وهي حلوى منزلية سهلة التحضير على شكل كرات ذهبية هشة تذوب في الفم, وهي تشبه حلويات الدونات العالمية.. تجمع هذه الحلوى ما بين المطبخ العربي والغربي فقد يظن البعض أنها عربية الأصل حيث يطلق عليها العرب “حلوى اللقيمات” أو “العوامة”, في حين أنها تعود للشعب اليوناني الذي يطلق عليها “لوكوماديس” وهي مشهورة في قبرص أيضاً بنفس الاسم وتعتبر من الحلويات المحلية.. أما السائل العسلي المذاق والذي يسمى الشربات الذي يستخدم لتزيين حلوى اللقيمات، فتعود أصوله إلى تركيا.
أما اليهود فقد كانوا يطلقون على لقمة القاضي اسم سوفجانيوت وهي عبارة عن حلوى هلامية مغطاة بالسكر.. وأطلق عليها المصريون “لقمة القاضي” أو “الزلابية” كحلوى شهية تؤكل مع السكر البودرة أو مع السكر والشربات, وهي من الحلوى المحببة في شهر رمضان.. ولا تزال هذه الحلوى تحظى بشعبية كبيرة في اليونان وهم يفضلون تناولها مع الآيس كريم بنكهة المستكة أو مع القرفة.. وتقدم لقمة القاضي في تركيا وأغلب الدول العربية مع القهوة التركية أو الشاي بعد الوجبات أو عند استقبال الضيوف.
ظهرت لقمة القاضي “اللقيمات” في شوارع الإسكندرية لاختلاط المحليين باليونانيين لحقب زمنية طويلة وهو ما أكسبها سمة الحلوى الشعبية التي تباع في الطرقات وكان أشهر من يتفنن في صنعها محل يوناني صغير, ولا يزال هناك العديد من محال الحلويات والمخبوزات التي تخصص مكاناً خارجها حيث يقف البائع أمام مقلاة كبيرة يغمرها الزيت لافتا أنظار الزبائن بحركة يده السريعة في تقطيع العجين مستخدما ملعقة صغيرة ليلقي بقطع منها في الزيت لتعطي شكل العوامات أو الكرات الذهبية.

واللقيمات لها الكثير من الأسماء ففي دول الخليج يطلق عليها اللقيمات, بينما في سوريا وبلاد الشام يسمونها العوامة, وفي مصر يطلق عليها لقمة القاضي.. وتعتبر اللقيمات السودانية من أهم الأكلات التي يداوم عليها السودانيون ويبدأون بها صباحهم في كل يوم, إذا يأكلونها بصحبة شاي الصباح.. واللقيمات من الحلويات سهلة التحضير وسريعة وهي تصنع بعدة طرق وكذلك بحشوات مختلفة تبعًا لذوق ربة المنزل وعائلتها, فهناك من يفضلها محشية جبنة وآخرين كاسترد والبعض يحبها بالسكر والآخرين بالقطر, وتصنع أيضاً مقرمشة أو طرية.. كما أن اللقيمات من الحلويات التي ارتبط تحضيرها بشكل كبير في شهر رمضان المبارك, وهي من الوصفات البَسيطة التي يُمكن لكل سيّدة تحضيرها بشكل سريع ومضمون مئة بالمئة حيث إنّها تتميز بقلة التكلفة المادية وتواجد كامل مكوّناتها في كل منزل.. وتقدّم اللقيمات باردةً مع المشروبات الساخنة مثل القهوة والشاي.
وفي الإمارات تغتبر اللقيمات من أبرز مظاهر التراث الإماراتي إذ يكون لها حضور واسع في الفعاليات التراثية المتباينة التي تقام في مختلف إمارات الدولة, وغالباً ما تقوم النساء بتحضير العجينة في المنزل وطهي هذه الحلوى أمام الناس وتقديمها لهم طازجة, وهي على شكل كرات ذهبية هشة تذوب في الفم, وارتبط تحضير اللقيمات في الإمارات بشكل كبير بشهر رمضان المبارك.
وفي القرية العالمية تتوزع ثلاثة محلات تقوم بعمل حلوى اللقيمات في أرجاءها, ولا أبالغ في القول أن معظم ضيوف القرية العالمية يتهافتون عليها وشراءها وتناولها, لذا هم يعتبرونها فعلا فاكهة القرية العالمية, فأينما تتجه تجد الضيوف يحملون أطباق اللقيمات وهم سائرون أو جالسون وهم مستمتعون بتناول اللقيمات الشهية اللذيذة لا سيما وأنها تكون طازجة وساخنة عليها دبس التمر أو العسل أو النوتيلا ليزيدها حلاوة وشهية ويزيد من حلاوة نكهتها.
= البداية كانت مع سيد كمال الدين الذي يملك محل لقيمات الفريج لعمل وبيع اللقيمات الإماراتية الساخنة والهشة والطازجة بجوار جناح الكويت, والضيوف أمام محله يقفون في طابور طويل انتظاراً لدورهم لشراء اللقيمات, وقوم بتسوية اللقيمات كل من زينب صديق ونور محمد وريحانة محمد وسكينة خدا ورشيدة عبد الحق وعميرة أحمد, ويقول إن اللقيمات لدية نوعان, اللقيمات العادية بدبس التمر أو العسل أو النوتيلا أو السمسم, والنوع الآخر اللقيمات المحشوة بالجبن والتي هو متفرد بها في القرية العالمية وتعمل بوضع الجبن السائل في آلة مخصوصة لذلك ثم يتم وخز اللقيمات الجاهزة والمستوية بواسطة سلك بالآلة يخرج منها الجبن الى داحل اللقيمة.. وعن مادة اللقيمات يقول أن عجينتها تتكون من الدقيق والسكر والخميرة وبودرة الزعفران والهبهان ويعجن كل ذلك لعمل عجينة طرية وتترك لمدة دقائق لتتخمر, ثم يتم وضعها في الزيت الساخن على شكل كرات صغيرة وتقلب في الزيت حتى تنضج ويكون لونها ذهبيا ثم توضع في مصفى خاص لتنقية الزيت منها وبهذا تكون جاهزة للأكل بعد إضافة دبس التمر أو العسل أو النوتيلا أوحشوها بالجبن حسب طلب الضيوف.. ويقول أن غالبية الضيوف لابد وأن يتذوقوا هذه الحلوى الهشة اللذيذة الساخنة وليس لديهم مانع من الوقوف طويلا في طابور انتظارا لدورهم.
= وأحمد عبد الغني.. صاحب محل المأكولات الإماراتية لعمل اللقيمات في شارع الأكشاك والذي يتفق تماما مع ما قاله سيد كمال الدين عن اللقيمات وطريقة عملها وتجهيزها وتحميرها ورغبة الضيوف في تذوق لقيماته, والفرق أنه ليس لديه اللقيمات بالجبن, وهو معه سميرة دوشمبل وفاطمة عبد الواحد وخالدة محمد وخديجة جاشي اللواتي يقمن بتسوية اللقيمات وتجهيزها للضيوف الذين يقفون في طابور طويل لشرائها وتذوقها.. ويقول أن اللقيمات موجودة في كل الدول العربية ولن تختلف أسماؤها من بلد لآخر, ففي منطقة الشام تسمى العوامة أو الزلابية, وفي مصر والسودان تسمى لقمة القاضي, كما أنها موجودة في بلاد المغرب العربي ولها أسماء خاصة بها.
= وأخيرا إسماعيل البوشي من محل المأكولات الإماراتية بجوار ميدان اليولة ومعه أم علي وأم سعيد وأم محمد وأم حمدان وأم إبراهيم لعمل وتسوية وتجهيز اللقيمات للضيوف, ويقول أن اللقيمات حلوى قديمة وتعتبر من الأكلات الإماراتية التراثية الشعبية وتؤكل مع دبس التمر أو العسل, وفي دولة الإمارات وكل دول الخليج يتم أكلها دائما, كما أنها تكون حاضرة في الولائم والمناسبات والتجمعات الأسرية وهي تعتبر جزء من المائدة الرمضانية في شهر رمضان المبارك, وفي القرية يتوافد عليها الضيوف لتذوقها بالنوتيلا أكثر من دبس التمر أو العسل وخاصة السياح والقادمين من الخارج الذين يحبون تجربة الأكلات الشعبية الإماراتية, وهو يعتبر أن اللقيمات فاكهة القرية العالمية وتعتبر احتفالاً معها في قلب الروائع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى