رغم بلوغه 90 عاماً… جسر ميناء سيدني ما زال يحتفظ بجمال تصميمه وأهميته

سيدني-(د ب أ):
في يوم من الايام، كتب المؤلف صاحب الكتب الأكثر مبيعا، بيل برايسون، عن جسر ميناء سيدني (أو “سيدني هاربور بريدج”) الذي يبلغ وزنه حوالي 50 ألف طن، قائلا: “إنه جسر بناه أشخاص شهدوا ثورة صناعية، أشخاص لديهم جبال من الفحم وأفران يمكنها إذابة سفينة حربية بأكملها… إنه جسر عظيم”.
ويشار إلى أن “سيدني هاربور بريدج” هو جسر من الصلب مبني على شكل قوس مهيب، يسمح بعبور الاشخاص والمركبات والقطارات من فوقه، ويربط بسلاسة وسط مدينة سيدني بشاطئها الشمالي.
وإلى جانب “دار أوبرا سيدني” القريبة، و”صخرة أولورو” الشهيرة، تصادف أن يكون هذا البناء الرائع أيضا أحد أهم المعالم البارزة في أستراليا .
وعلى الرغم من أن عمر الجسر المعدني يبلغ حاليا 90 عاما، مازال تصميمه يحتفظ بجماله، كما أنه يظل شريانا رئيسيا لحركة المرور، ورمزا تحمله البطاقات البريدية اليوم.
وقد شهد يوم 19 آذار/مارس عام 1932، حدثا ضخما بالنسبة لأستراليا، حيث تم وقتها افتتاح الجسر العملاق وسط احتفال كبير. وقد ذهب وقتها نحو 750 ألف شخص لرؤية الجسر والسير فوقه لأول مرة.
وبعد مرور سبعة أعوام من البناء، صار الجسر في النهاية ملكا لـ “رجل الشارع”. وقد شارك نحو 1600 شخص في أعمال بناء الجسر، التي اتسمت بالخطورة البالغة ولاسيما عند البناء على ارتفاعات عالية تصيب من يقف عليها بالدوار. وقد توفي 16 شخصا أثناء المشروع.
ومن جانبه، قال مدير بناء الشروع في ذلك الوقت، لورانس إينيس: “في كل يوم كان هؤلاء الرجال يذهبون إلى الجسر، و كانوا يذهبون بنفس الطريقة التي يذهب بها الجنود إلى المعركة، دون أن يعرفوا ما إذا كانوا سيعودون أحياء أم أموات”.
ولكن تلك الفترة كانت تشهد وقت “الكساد الكبير”، وكانت هناك حاجة للحصول على أي نوع من الوظائف.
ويبلغ طول الجسر 503 أمتار، وهو لا يزال يعد أحد أطول الجسور المقوسة في العالم، ويربط وسط المدينة بضواحيها الشمالية. كما يعد الجسر واحدا من المعالم الوطنية القليلة في العالم التي يمكن تسلقها.
وعند زيارة سيدني يمكن رؤية الأسطح البيضاء لدار أوبرا سيدني وهي تزهو تحت أشعة الشمس، ومن خلفها يرتفع “هاربور بريدج” فوق المياه الزرقاء. ويعد هذا المشهد المعماري العبقري واحدا من أجمل خلفيات صور السيلفي وأكثرها رواجا في العالم.
وكانت أعمال بناء الجسر الفعلية بدأت في عام 1925، باستخدام 6 ملايين من المسامير التي تم تثبيتها يدويا خلال الأعوام القليلة التالية. وفي آب/أغسطس من عام 1930، حان الوقت أخيرا وتم إغلاق القوس.
ويبلغ طول جسر سيدني 1150 مترا – تشمل المنحدرات – ويبلغ عرضه 50 مترا. وفي خلال أيام العمل على مدار الأسبوع (من الاثنين إلى الجمعة)، يسافر ما يقرب من 200 ألف سيارة من جزء في المدينة إلى آخر، عبر ثمانية ممرات للسيارات على الجسر.
كما يوجد خطان للسكك الحديدية ومسارات للمشاة وأخرى لراكبي الدراجات. وفي عام 2004، تم إدراج الجسر ضمن موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بوصفه أوسع جسر طويل في العالم.
ويتحول الجسر إلى مشهد عالمي مرة واحدة كل عام، عندما يتم الاحتفال بالعام الجديد في أستراليا، مع إطلاق واحدة من أروع عروض الألعاب النارية في العالم فوق الجسر.
وكتب بيل برايسون إجلالا لأستراليا “إن دار الأوبرا يعد صرحا رائعا، ولا أريد أن انتقص منه شيئا، إلا أن قلبي ينتمي إلى هاربور بريدج”.