دبي-الوحدة:
مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” عن مبادرة “المليار وجبة”، أكبر مبادرة إنسانية في المنطقة لمساندة الفقراء والمحتاجين حول العالم، والتي تنطلق من الإمارات إلى العالم مطلع شهر رمضان المقبل، تشكل الحملة الإنسانية الأحدث والأكبر من نوعها استكمالاً لحملة 100 مليون وجبة، التي وزعت حتى مارس 2022 أكثر من 220 مليون وجبة متجاوزة ضعف هدفها الأساسي المعلن الذي بدأته في شهر رمضان الماضي.
وتستكمل مبادرة “المليار وجبة” ما تم إنجازه العام الماضي ضمن حملة “100 مليون وجبة” للوصول إلى مليار وجبة ابتداءً من شهر رمضان المبارك، بحيث تضيف 780 مليون وجبة جديدة إلى 220 وزعتها حملة “100 مليون وجبة” حتى الآن. وستشمل مبادرة “المليار وجبة” 50 دولة حول العالم بتضافر جهود أكبر عدد من الأفراد والشركات والمؤسسات ورجال الأعمال والشخصيات المشهود لها بالعمل الإنساني، للمساهمة بتوفير شبكة أمان غذائي ودعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030 ومن ضمنها هدف القضاء على الجوع في العالم.
بداية
وكانت حملة 100 مليون وجبة انطلقت عشية بدء شهر رمضان 2021 تحت مظلة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، مرسلةً دعوة مفتوحة للأفراد والمؤسسات والشركات داخل دولة الإمارات وخارجها للمساهمة في توفير الدعم الغذائي للمحتاجين والفئات الأقل دخلاً في عشرات المجتمعات الأقل حظاً حول العالم.
وجاءت البداية من التغريدة التي نشرها صاحب السمو قبل يومين من بداية شهر رمضان المبارك في مايو 2021 عبر تويتر والتي قال فيها: “الإخوة والأخوات .. دفعت جائحة كوفيد العديد من الشعوب لتحديات معيشية غير مسبوقة .. يوجد 52 مليون شخص مهدد بالجوع على بعد 4 ساعات منا فقط .. نطلق اليوم حملة 100 مليون وجبة.”
تدفق المساهمات
وبدأ تدفق سيل التبرعات فور إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن إطلاق الحملة، في تجسيد حي لقيم التراحم والتضامن والعطاء الراسخة في مجتمع الإمارات الحريص على التضامن مع الجميع حول العالم دون تمييز بين منطقة جغرافية أو عرق أو معتقد، فيما ترافقت بداية الحملة مع إصدار الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، فتوى بجواز إخراج الزكاة نقداً لشراء طرود غذائية وتخصيصها للأفراد المحتاجين والأسر المتعففة ضمن “حملة 100 مليون وجبة”، وجاء بعدها تأكيد معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن من أفضل الصدقات إطعام الجائع، ومواساة المحتاج ومَدّ يد العون للفقير ضمن الحملة.
أول أسبوع
وفي الأسبوع الأول على انطلاقها، سجلت حملة “100 مليون وجبة” مساهمات تعادل 78% من هدفها الإجمالي بما يساوي 78 مليون وجبة من خلال تبرعات مؤسسية وفردية من مختلف القطاعات شكلت معاً تفاعلاً مجتمعياً شاملاً وحراكاً خيرياً غير مسبوق ترافق مع تبادل مقطع الفيديو المؤثر للإعلان عن الحملة، وتداول المتبرعين دعوات المساهمة في الحملة عبر تطبيقات التراسل الفوري ومختلف المنصات الرقمية والاجتماعية، دعماً لمستهدفاتها ورسالتها الإنسانية.
كبار المتبرعين
وساهم كبار المتبرعين في الإمارات من مؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص ومجتمع الأعمال في الحملة بعشرات الملايين لدعم الحملة، حيث ساهمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية بـ30 مليون درهم، وساهمت دار البر بـ20 مليون درهم أخرى، وتبرعت مجموعة الرستماني بـ10 ملايين درهم، وهيئة كهرباء ومياه دبي “ديوا” بـ5 ملايين درهم، وساهمت هيئة الطرق والمواصلات في دبي بـ5 ملايين درهم، وبنك الإمارات الإسلامي بـ5 ملايين درهم.
أربع قنوات لتلقي المساهمات
وسجلت قنوات التبرع الأربع التي خصصتها حملة 100 مليون وجبة، من موقع إلكتروني، ورسائل نصية، وحساب مصرفي، ومركز اتصال خاص بالحملة، مساهمات تعادل ملايين الوجبات تلقتها تباعاً من أفراد ورجال أعمال وشركات ومجموعات تجارية ومؤسسات حكومية وخاصة وفعاليات اقتصادية وخيرية وهيئات متخصصة بالعمل المجتمعي والإنساني.
مزادات خيرية
ولإشراك مزيد من القطاعات المجتمعية في الحراك الخيري الشامل، نظمت “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” مزاداً فنياً خيرياً داعماً لحملة “100 مليون وجبة” شمل مجموعة أعمال فنية نادرة لفنانين مرموقين ومشاهير ومقتنيات شخصية لقادة عالميين تضمنت رسومات للزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا، والفنانين بابلو بيكاسو، وسلفادور دالي، وهنري ماتيس، وخوان ميرو. كما شارك في المزاد صاحب أكبر لوحة فنية على القماش في العالم، الفنان ساشا جفري. وجمع المزاد في ساعات قليلة 36.6 مليون درهم.
وتلى ذلك تنظيم مزاد “أنبل رقم” الخيري للأرقام المميزة بالتعاون مع “الإمارات للمزادات” وبدعم من “هيئة الطرق والمواصلات بدبي” و”اتصالات” لمساندة حملة “100 مليون وجبة” والذي حقق أكثر من 50 مليون درهم بعد طرح أربعة أرقام مميزة للوحات المركبات وخمسة أرقام مميزة للهواتف المتحركة، حيث سجل المزاد الخيري بيع رقم اللوحة الفردي المميز AA9 بقيمة إجمالية توفر 38 مليون وجبة، ليصبح ثاني أغلى رقم في العالم يباع خلال مزاد علني.
كما ساهمت الشركات ومختلف قطاعات المجتمع وحتى طلبة المدراس بدعم حملة “100 مليون وجبة” من خلال مبادرة “المجتمع معنا”، والتي ترافقت مع تنظيم حملات تبرعات ضمن المؤسسات والشركات وتنظيم فعاليات رياضية ومجتمعية؛ مثل الماراثون، ورصد ريعها لتوفير الدعم الغذائي للأشد حاجة حول العالم من خلال الحملة.
وبعد 28 يوماً فقط من إطلاقها، تمكنت حملة 100 مليون وجبة، في السادس والعشرين من رمضان 2021، من مضاعفة هدفها النهائي واستقبالها مساهمات تعادل أكثر من 220 مليون وجبة، عبر قنوات مساهمة متعددة ومتنوعة، مكّنت 385 ألف متبرّع من المشاركة، إلى جانب مؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص ورجال الأعمال، في توفير شبكة أمان غذائي للمحتاجين والفقراء تمتد على أربع قارات.
واليوم وفيما تتواصل الاستعدادات لانطلاق حملة “المليار وجبة” التي تنظمها “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، تتحفز قطاعات الأعمال والمؤسسات وفئات مجتمع الإمارات كافة لموسم جديد من مواسم الخير والعطاء، مع بداية شهر رمضان المبارك المقبل قريباً.
وتترقب الجمعيات الخيرية والإنسانية فصلاً جديداً من فصول التضامن الإنساني من دولة الإمارات مع الفقراء والمحتاجين في خمسين دولة حول العالم، لصناعة الفرق والمساهمة في رسم الابتسامة على الوجوه في جهات العالم الأربع.