حكم صيام الأطفال غير البالغين في رمضان وهل يُثاب الصَّبي على صيامه؟

إنَّ جميع التَّكاليف الشَّرعية والعبادات تجب على المسلم في حال بلوغه، ويعدُّ الصَّوم كهذه العبادات فقد أجمعَ أئمَّة المسلمين بأنَّه لا يجب على الصَّبي قبل البلوغ بل يعمل الأهل على تعويد الطِّفل الصَّغير ما قبل البلوغ على الصِّيام.[1] ففريضة الصِّيام في شهر رمضان غير واجبة عليه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ، وعنِ المجنونِ حتَّى يعقلَ”.[2][3] حكم صيام الأطفال البالغين في رمضان ما هي علامات البلوغ التي توجب الصِّيام؟ لقد أجمع العلماء أنَّه يجب صيام شهر رمضان بالنِّسبة للأطفال الذين بلغوا سنَّ التَّكليف والرشد، ويكون بلوغهم بعلامات مميَّزةٍ كالاحتلام للصبي والحيض للأنثى وغير ذلك من العلامات، ولا يلزم حدوث جميع العلامات ليكون الطِّفل بالغ وإنَّما يكفي حدوث علامة واحدة، وقد تتأخر تلك العلامات ليكون البلوغ بالوصول إلى عمر الخمس عشرة سنة.[4] هل يثاب الطفل غير البالغ على صومه؟ إنَّ الطِّفل الذي يصوم ما قبل البلوغ له أجر صيامه كسائر الأعمال الصّالحة والطَّاعات التي يقوم بها، مثل الصيام والحج والصلاة وغيرها، وقد سألت امرأة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ابنها الصغير الذي تصطحبه معها إلى الحج إن كان له أجر، فأجابها عليه الصَّلاة والسَّلام بأنَّ له أجر: “قالَ: نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ”.[5][6] ومن أجل تحصيل الثَّواب في صيام الطِّفل غير البالغ فيلزمه ما يلزم البالغ من الابتعاد عن مفسدات الصَّوم، وبهذا سيكون أجر الصِّيام ثابتًا له إن شاء الله ولوالديه.[4] متى يتم تعويد الطفل على الصيام؟ وعلى والد الطِّفل أو ولي أمره تعويد الطفل على فريضة الصَّوم؛ وذلك بغية أن تألفها نفسه ولا يجد بها صعوبة حينما يبلغ، وهذا نهج النَّبي -عليه السَّلام- وصحابته مع أطفال المسلمين، حيث يبدأ تعويد الطِّفل على فريضة الصَّوم عندما يصبح جسمه قادرًا على هذه الفريضة فلا يجبر عليها إن كان جسمه ضعيفًا أو غير قادر على تحمل المشقة.[7] وبالشَّريعة الإسلاميَّة يؤمر الطِّفل بالصِّيام من غير شدةٍ في عمر السبع سنوات، ويمكن للآباء ضرب الأطفال من أجل الصَّوم في حال تركهم لهذه الفريضة في عمر العشر سنوات،[1] على ألَّا يكون الضَّربُ مبرحًا أو مؤذيًا، وإنَّما ضربًا تقويميًا، ويجب على الأهل الانتباه من هذه المسألة فلا يضرب طفله وهو بحالة الغضب فيؤذيه.[8] كيف أشجع طفلي على الصيام؟ يمكن تشجيع الطِّفل على فريضة الصِّيام التي قد تكون شاقة عليه أكثر من فريضة الصَّلاة، باتِّباع الخطوات الآتية:[9] تشجيع الطِّفل على الصِّيام بالعبارات التَّحفيزيَّة والثَّناء عليه. تشجيع الطِّفل بأن يُعطى هدايا ومكافآت على قيامه بفريضة الصِّيام على الرُّغم من عدم فرضيتها. الإكثار من مدح الطِّفل أمام الأقرباء لتعزيز ثقته بنفسه وإحساسه بأهميَّة فعله. التدرج في تعويد الطِّفل على الصِّيام، فلا يؤمر بالصِّيام بيوم كامل، وإنَّما يؤمر بصيام ساعاتٍ متفرِّقةٍ من نهار رمضان.