كبير مفتي دبي يدعو لإطعام الطعام لكل من يحتاجه عبر مبادرة “مليار وجبة”

المبادرة تغيث المحتاجين والجوعى في 50 دولة وتنطلق مع شهر العطاء لمواساة الفقراء والمعسرين

د. أحمد الحداد: من محاسن شريعتنا دعوتها لإطعام المساكين ابتغاء وجه الله تعالى ووفاءً لحق الإنسان الذي يعيش مع أخيه الإنسان في الوطن أو في أي بلد كان

 الله تعالى يدعو جميع عباده للإحسان لخلقه من القليل أو الكثير

 مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لإطعام مليار إنسان هي من الدلالة على الخير وهي فوق ذلك استشعارٌ إنساني راقٍ لحاجة ذوي الحاجة

 لا يكاد يجِفُّ حبر خبر المبادرة الأولى حتى تتبعها مبادرة أكبر وانظر إلى الفارق بين مبادرة إطعام 100 مليون إنسان العام الماضي ومبادرة المليار هذا العام

•باب المساهمة لمبادرة المليار مفتوح عبر موقعها الإلكتروني www.1billionmeals.ae ، أو الحساب المصرفي الخاص بها، أو الرسائل النصية، أو مركز الاتصال

دبي-الوحدة:
أكد الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أن إطعام الطعام للمحتاجين والفقراء والأسر المتعففة ضمن مبادرة “المليار وجبة”، الأكبر من نوعها في المنطقة والتي انطلقت مع أول أيام شهر رمضان المبارك لإغاثة المعسرين في 50 دولة حول العالم، هو من خير الصدقات.
وأشاد فضيلته بدور المساهمين في مبادرات إطعام الطعام وتوفير المعونات الغذائية للجوعى، لأنهم يكونون بتبرعاتهم سبباً في توفير شبكة أمان غذائي للكثيرين ممن لا يجدون قوت يومهم.
وقال فضيلة الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد: “من محاسن شريعتنا الإسلامية، وشِرعتها الإنسانية؛ دعوتها لإطعام المساكين ابتغاء وجه الله تعالى، ووفاءً لحق الإنسان الذي يعيش مع أخيه الإنسان في الوطن، أو في أي بلد كان، فقد أثنى الله تعالى ثناءً بالغاً على المُطعمين إخوانَهم من بني الإنسان، فقال جل شأنه: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}.”

في كل كبد رطبة أجر

وعن جزاء العطاء، أوضح فضيلته أن: “المؤمن شأنُه أنْ يصدق بوعد الله الذي وعده المنفقين في سبيله وابتغاء مرضاته؛ من الإخلاف في الدنيا، والجزاء الأوفى بالأخرى، ومن البركة في المال والصحة والولد وغير ذلك كما وردت بذلك أدلة كثيرة من كتاب ربنا سبحانه وتعالى، وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: “يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام” فهو خطاب لعموم الناس أن يفعلوا هذه الأفعال الجميلة التي هي من مكارم الأخلاق، وإطعام الطعام لكل من يحتاجه؛ ففي كل كبد رطبة أجرٌ كما ورد في الصحيحين.”

استشعار إنساني راقٍ لحاجة المحتاجين

وأضاف فضيلته: “مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حفظه الله تعالى لإطعام مليار إنسان، هي من نفع الخلق الذي يكون سبباً لمحبة الله تعالى، ومحبة خلقه له، لأن الله تعالى إذا أحب عبدا جعل محبته في قلوب عباده كما صح في الحديث، وهي من الدلالة على الخير التي يكون للدال مثل أجر المتصدق، وهي فوق ذلك استشعارٌ إنساني راقٍ لحاجة ذوي الحاجة، والسعي لسد حاجتهم.”
وقال فضيلة الدكتور أحمد الحداد: “هذا الاستشعار الإنساني من محاسن الإسلام، فإنه يدعو لأن تكون الإنسانية فوق كل اعتبار، وسموه حفظه الله يعيش بهمّ الإنسانية، فنراه يوما بعد يوم يسعى جاهدا لرقيها وإسعادها، فضلا عن تخفيف أعباء الحياة عن الإنسان، فهو لا يفتأ من المبادرات الإنسانية؛ تثقيفاً، وتعليماً، وتنميةً بشريةً، وإطعاماً، وتطبيباً، وسُقيا.. بحيث لا يكاد يجِفُّ حبر خبر المبادرة الأولى حتى تتبعها مبادرة أكبر، وانظر إلى الفارق بين مبادرة إطعام 100 مليون إنسان العام الماضي، إلى مبادرة مليار إنسان هذا العام، لترى عظم الفرق بين المبادرتين.”

لفت أنظار لمعاناة الجوعى

وعن الدور التوعوي لمبادرة المليار وجبة قال فضيلته: “إذا كانت الإحصائيات تفيد بأن 800 مليون إنسان يحتاجون الإطعام، فها هو المليار يطعمهم ويفيض، وهو وإن كان إطعاماً لوقت محدد، فإن هذه الزيادة تلفت أنظار الناس أجمعين للمساهمة في إطعامهم حتى يسدوا جوعتهم في سائر الأوقات.”
وأضاف فضيلته: “الإسلام أوجب في مال الأغنياء حقاً للفقراء، من الزكاة، والكفارات، والنذور، والفدية المختلفة الأنواع، فضلا عن حضّه المتكرر بإقراض الله قرضا حسنا، فيأخذ الفقير ذلك كله بيده، أمَّا الغني فإنه يضعه بيد الله تعالى، فينمِّيه له كما ينمي أحدنا فصِيله، كما ورد، وهذا ما ينبغي للإنسان أن يستشعره؛ غنياً كان أم فقيرا، فإن الله تعالى يدعو جميع عباده للإحسان لخلقه من القليل أو الكثير، بل لربما كان القليل أقرب للقبول من الكثير، وكما ورد “سبق درهمٌ مائة ألف درهم”.

دعوة للجميع

ودعا فضيلته الجميع للمساهمة بالعطاء وفعل الخير قائلاً: “فينبغي للناس أجمعين من مسلمين وغيرهم ومن يقدر على الكثير أو القليل؛ ينبغي للجميع أن يسارع في المسابقة للخيرات والمسارعة لما يرضي رب البريات، فإن كل إنسان في ظل صدقته يوم القيامة، كما ورد في الحديث الصحيح، وورد عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قوله: ” اتقوا النار ولو بشق تمرة” وقال ” يا معشر النساء لا تحقرن جارة جارتها ولو أن تهدي لها فرسن شاة” يعني لأن القليل هو عند الله كثير، والعدم أسوأ من القليل، وصدق الله تعالى إذ يقول: { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}.”
وختم فضيلته بالقول: “فشكر الله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على هذه المبادرة العظيمة، لنفع الإنسانية التي يحمل همّها ويسعى لنفعها في كل مجال . ووفق الله الجميع للمسابقة للخيرات والتنافس فيها.”

آليات معتمدة للتبرعات

وتستقبل مبادرة “المليار وجبة” التبرعات عبر أربع قنوات معتمدة هي الموقع الإلكتروني www.1billionmeals.ae والتحويل المصرفي لحساب مبادرة “المليار وجبة” على رقم الحساب المعتمد: AE300260001015333439802 في بنك الإمارات دبي الوطني بالدرهم الإماراتي. أما في حال الرغبة بالتبرع بدرهم واحد يومياً للمبادرة من خلال اشتراك شهري، يمكن إرسال رسالة نصية بكلمة “وجبة” أو “Meal” على الرقم 1020 لمستخدمي شبكة “دو” أو على الرقم 1110 لمستخدمي شبكة “اتصالات” في الإمارات. كما يمكن التبرع بالتواصل مع مركز اتصال مبادرة “مليار وجبة” على الرقم 8009999.

مبادرة المليار وجبة

وتتعاون “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” التي تنظم مبادرة “المليار وجبة”؛ الأكبر على مستوى المنطقة لإغاثة الفقراء والمحتاجين، مع كلٍ من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وشبكة بنوك الطعام الإقليمية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية والإنسانية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبنك الإمارات للطعام، ومؤسسات العمل الخيري والإنساني والاجتماعي في الدول التي تغطيها، وذلك للوصول بأثرها إلى أكبر شريحة من المحتاجين للعون حول العالم.