الأكلات الإماراتية التراثية مقصد ضيوف القرية العالمية في شهر رمضان

دبي / سمير السعدي:
تشير الحفريات التاريخية إلى أن حبوب القمح والشعير والذرة كانت طعاماً أساسياً لأهل المنطقة منذ سبعة آلاف عام, وكانت تُطحن وتخبز في التنور “الفرن” الذي يُشبه تماماً التنور في يومنا هذا.. والأكلات التقليدية في الإمارات تتميز بكثرتها وتنوعها فضلا عن طعمها الطيب ورائحتها الزكية المميزة حيث تتفنن النساء في صنعها وبخاصة مأكولات الأفراح والأعياد.. واعتمد المطبخ الإماراتي منذ القدم على ما تجود به البيئة المحيطة ويشكل البحر أهمها, إذ اشتهر الإماراتيون بطهي السمك من مختلف الأنواع والأحجام بالإضافة إلى المأكولات البحرية الأخرى, ويعتبر السمك من أشهر المأكولات التي تطبخ في وصفة تحمل اسم الجشيد.
ويعتبر الأرز والسمك واللحم من الوجبات الأساسية في دولة الإمارات في وجبة الغذاء, ويقبل المواطنون على الأطباق البحرية الشعبية مثل المجبوس والسمك المقلي مع الأرز الأبيض والثريد وبرياني الدجاج واللحم.. أما الإفطار الصباحي فيكون الإقبال فيه على اللحم الناشف والقيمة والبيض بالطماطم والخضار.. فيما تتميز فترة ما بعد الظهر بالإقبال على النخي والباجلا والهريس, إضافة إلى المشروبات الساخنة كالشاي بالزنجبيل أو بالحبهان وشاي الكرك والقهوة العربية والتركية والأجنبية والزعتر إلى جانب المرطبات الغازية والعصائر الطازجة.
ومن أشهر الأكلات التقليدية المتداولة هي الغوزي والمالح والمكبوس والهريس والثريد والمضروبة والبلاليط والرز المحمر والخبيص والبرياني وصالونة اللحم والجشيد.. أما المخبوزات فهي خبز الصاج والرقاق والجباب والخبز المحلي, ومن أشهر الحلويات اللقيمات بأنواعها والخبيص والساقو والعصيدة والخرنفوش والبثيثة.. وأما المشروبات فهي القهوة العربية الإماراتية وحليب النوق “حليب البوش”, وشاي الكرك والشاي الأحمر بالجنزبيل أو بالزعفران أو بالحبهان, والزعتر والليموناضة والتمر هندي والعصائر الطازجة بأنواعها وغيرها.. وفي القرية العالمية بدبي يتواجد الكثير من هذه المأكولات, وهناك بعض المطاعم والأكشاك المتخصصة فيها.. لهذا كان لا بد من التعرف عليها وما يطلبه ضيوف القرية العالمية من هذه المأكولات الإماراتية التقليدية وخاصة في شهر رمضان المبارك:
= البداية مع سيد كمال الدين.. من مأكولات الفريج بجوار جناح الكويت ومعه وزينب صديق وتاج بيبي لعمل الرقاق وصديق البلوشي, وريحانه محمد ورشيدة عبد الحق ونور محمد لعمل اللقيمات الطازجة, ويقول سيد أنه يقدم لضيوف القرية العالمية بعض الأكلات الخفيفة الإماراتية التقليدية مثل خبز الرقاق الإماراتي الذي كان سائدا في الزمان الأول, وهو عبارة عن خبز صاج بالبيض أو بالجبن أو بشبس عمان أو بالمهياوة أو بالسمن ويتم تجهيز كل ذلك وعمله بالكامل في القرية العالمية, كما يقدم الثريد والهريس باللحم ويتم تجهيزها بالبيت وإحضارها للقرية العالمية داخل آنية حفظ الحرارة لتقديمها ساخنة للضيوف, ويقدم النخي والباجيلا أيضا بالإضافة إلى اللقيمات بدبس التمر وبالعسل وبالسمسم أو المحشوة بالجبن.. وأن إقبال الضيوف على هذه الأطباق يزداد في شهر رمضان المبارك سواء من المواطنين أو المقيمين.
= وشوكت علي.. من مطعم باندو خان ويقول أن المطعم مشهور ومعروف بتقديم بالوجبات الإماراتية التقليدية الى جانب الوجبات الباكستانية المشابهة لها, والمطعم يقدم للضيوف البرياني بأنواعه باللحم أو بالدحاج أو بالتكة والثريد والهريس باللحم أو بالدجاج, وصالونة اللحم وصالونة الدجاج والنخي والباجيلا, وخبز التنور وخبز الرقاق وخبز الصاح وخبز البوري, ومن المشروبات يقدم الشاي بالزنجبيل أو بالزعفران أو بالخيل وشاي الكرك والعصائر الطبيعية.. ويقول أن معظم الضيوف خصوصا في شهر رمضان المبارك يقبلون على هذه الأطباق والأكلات الإماراتية التقليدية وهي أكثر ما يطلبه الضيوف عن غيرها من الأطباق التي يقدمها المطعم.
= وأحمد عبد الغني.. من مأكولان إماراتية في شارع الأكشاك ومعه خالدة محمد لعمل الرقاق وخديجة جاشي وأميرة أحمد وفاطمة عبد الواحد لعمل اللقيمات, ويقول أحمد أنه يقدم لضيوف القرية العالمية مأكولات وحلويات إماراتية تقليدية مثل خبز الرقاق بالمهياوة أو بالجبن أو بالبيض أو بشبس عمان.. ويقدم أيضا الثريد والهريس الذات يتم عملهما بالبيت ثم يحضره للقرية العالمية تقديمه للضيوف طازجاً ساخناً, ويقدم أيضا النخي والباجيلا التي يتم تجهيزها داخل القرية ليقدمها للضيوف, ومن الحلويات يقدم للضيوف اللقيمات الطازجة والساخنة والتي يتم عملها أمام الضيوف ويضاف اليها دبس التمر أو العسل أو السمسم, وإن إقبال الضيوف على هذه المأكولات وخاصة في رمضان يزداد عن الأوقات العادية.
= ونورا نور.. من محل كاميل لاتيه وتقدم للضيوف حليب الجمال بجناح الإمارات, وتقول أن حليب الجمال “حليب البوش” يأتي من مزرعة ولي عهد دبي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ويكون مخلوطاً بالقهوة العضوية, وأن الإماراتيين كانوا وما زالوا يتناولون حليب الجمال فقط منذ الزمن القديم لأنه مفيد لتقوية العظام وبه كل العناصر التي يحتاجها الجسم أكثر من أنواع الحليب الأخرى, وأن الضيوف منذ بداية الموسم يحضرون للمحل لشراء هذا الحليب, وازداد الطلب عليه في شهر رمضان الكريم سواء من المواطنين أو المقيمين من كل الجنسيات.
= وإسماعيل البلوشي.. من محل مأكولات إماراتية بجوار ميدان البولة ومعه أم سعيد لعمل الرقاق وأم محمد وأم علي وأم حمدان وأم إبراهيم لعمل اللقيمات, ويقول ‘نه يقدم لضيوف القرية العالمية خبز الرقاق بالجبن أو بالبيض أو بالمهياوة, وأيضا شاي الكرك والشاي بالزعفران أو بالهيل وكذلك حلوى اللقيمات, ويقول أن اللقيمات حلوى قديمة وتعتبر من الأكلات الإماراتية التراثية الشعبية وتؤكل مع دبس التمر أو العسل, وفي دولة الإمارات وكل دول الخليج يتم أكلها دائماً, كما أنها تكون حاضرة في الولائم والمناسبات والتجمعات الأسرية وهي تعتبر جزء من المائدة الرمضانية في شهر رمضان المبارك, وفي القرية يتوافد عليها الضيوف لتذوقها بالنوتيلا أكثر من دبس التمر أو العسل وخاصة السياح والقادمين من الخارج الذين يحبون تجربة الأكلات الشعبية الإماراتية.