الدكتورة كفاح حسني الدبق: “التفاني في العمل خلال فترة الجائحة يبعث في نفسي الفخر والاعتزاز”

عملت الدكتورة كفاح حسني الدبق في قسم الممرضات بمستشفى لطيفة في هيئة الصحة بدبي خلال فترة الجائحة، معبرة عن امتنانها لمنحها فرصة لرد الجميل لبلدها الثاني الإمارات

أبوظبي-الوحدة:
بدأت جائحة كوفيد-19 تنتشر بشكل متسارع في كافة أنحاء العالم منذ أكثر من عامين، وعند اكتشاف أولى الحالات في دولة الإمارات، تأهب القطاع الصحي والعاملون فيه للحد من انتشار الجائحة، والعمل على توفير الخدمات الطبية للمرضى. وتصف الدكتورة السورية كفاح حسني الدبق مشاعرها والتحديات التي واجهتها خلال تلك الفترة الصعبة، وتمكنها بفضل إصرارها على تجاوز مخاوفها في سبيل خدمة الإنسانية، ورد الجميل لشعب الإمارات الطيب.

تقول الدكتورة العاملة في قسم الممرضات: “شعرت بالقلق فور بدء تطبيق الإجراءات الاحترازية في دولة الإمارات، كنت بالتأكيد خائفة مثل أي شخص آخر، لأننا لا نعرف ماهية المرض، وليس لدينا تصور آنذاك عما ينتظر البشرية جراء انتشار الجائحة، ففي نهاية الأمر نحن بشر، تراودنا الكثير من مشاعر الخوف والقلق، بغض النظر عن الأدوار التي نؤديها في حياتنا”.

وأضافت بالقول، متذكّرة مخاوفها الأولية في عام 2020: “في تلك الفترة لم يكن الحذر والخوف كافياً للوقاية وحماية أنفسنا ومجتمعنا من الإصابة، بل وقع على عاتقنا رعاية مرضانا عبر تطبيق جملة من الإجراءات الجديدة”.

كما تحدثت الدكتور كيف غيرت الأحداث أسلوب تفكيرها، قائلة: “كنت أعتبر نفسي جندياً في معركة، وبالتالي يجب التغلب على مخاوفي لتحقيق النصر وتجاوز تلك المرحلة الصعبة، فهو الحل الوحيد للمضي قدماً وتقديم الرعاية اللازمة للمرضى”.

وأضافت: “أصبح عملي في الخطوط الأمامية في هيئة الصحة بدبي، مصدر فخر بالنسبة لي”، كما عبرت عن سعادتها في منحها الفرصة لرد الجميل للوطن المعطاء، وذلك من خلال التفاني بالعمل في تلك الأوقات الاستثنائية.

بعد انتقالها من الجزائر إلى دولة الإمارات عام 1997، كانت الدكتورة كفاح على أهبة الاستعداد لتقديم خبراتها والتفاني بالعمل من أجلها وطنها الثاني دولة الإمارات، وأشارت أن العمل في الخطوط الأمامية في هيئة الصحة بدبي جعلها تشعر بالفخر والسعادة، كما أنه يدفعها لتكريس جهودها في خدمة الإنسانية والمجتمع، لرد جزء من الجميل هذا الوطن المعطاء.

وبهذه المناسبة صرحت: “تجسد دولة الإمارات المعنى الحقيقي لقيم التسامح والمحبة، وهذا ما يجعلها مثالاً يحتذى به في نشر روح التعاون والعطاء، لتستحق منا كل التقدير والاحترام والتفاني والإخلاص في العمل. العامل الرئيسي الذي دفعني في الاستمرار بعملي في تلك الفترة الأصعب خلال مسيرة حياتي هو المجتمع وأفراده، من المرضى أو من الأشخاص المتعافين على حد سواء، لأنني كإنسانة لا يمكنني التوقف عن تقديم المساعدة، وكطبيبة كنت أشاهد أشخاصاً بأمس الحاجة للدعم والرعاية، وهذا ما حفزني للاستمرار ببذل قصارى جهدي متغلبةً على كافة التحديات”.

عملت الدكتورة كفاح وكافة زملائها من الأطباء والممرضين في القطاع الصحي، على تقديم الرعاية الصحية لأفراد المجتمع، متسلحين بالعزيمة والإصرار لتجاوز تلك الفترة الصعبة.

أحد أجمل الذكريات التي ذكرتها، والشيء الذي تفخر به أثناء رعاية مرضاها، تمكنها هي وأعضاء الفريق الطبي من أن يكونوا صلة الوصل بين المرضى وأسرهم، وحول ذلك قالت: “أصبحنا صلة الوصل الوحيدة التي تجمع المرضى بعائلاتهم، إذ كنا نتواصل مباشرة عبر برامج الفيديو أو سكايب مع أسرة المريض ونطمئنهم على حالة المريض الصحية، ونترك لهم فرصة التحدث معه. كانت تلك أشد اللحظات التي تشعر بها بقيمة الإنسان وأهمية الدعم والوقوف مع بعضنا والتعاون على تجاوز الجائحة بأمان”.

عملت الدكتورة كفاح بمشاعر مختلطة جمعت بين الخوف، والقلق، والفخر، والثقة على قدرتها بتقديم الرعاية الصحية لمساعدة الآخرين، وتجاوز الأزمة الصحية، وتشعر أيضاً بالامتنان على منحها هذه الفرصة لخدمة الدولة في المجال الطبي.