مال وأعمال

هل آن الأوان للشرق الأوسط أن يتحول إلى السيارات الكهربائية؟ كيف ولماذا؟

أبوظبي-الوحدة:
يجتمع المعنيون في قطاع المركبات الكهربائية في الشرق الأوسط للمرة الأولى في أبوظبي من 23 إلى 25 مايو لعام 2022 في مؤتمر و معرض EVIS بنسخته الأولى. وهو منصة تهدف إلى تسهيل المناقشات وحشد الإجراءات لتسريع انتقال منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى التنقل المستدام.
انطلاقاً من حقيقة أن النقل يتسبب بما يقارب الـ 15 ٪ من انبعاثات الغازات المتسببة للاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم (GHG) ، تعتبر كهربة النقل وسيلة مباشرة وفعالة للحد من انبعاثات الغازات الدفينة ومكافحة تغير المناخ. تشير كهربة النقل إلى استبدال محركات المركبات التقليدية التي تعتمد على الزيت أو الغاز بمحركات كهربائية تعمل ببطاريات قابلة لإعادة الشحن. لا يقتصر المفهوم على سيارات الركاب، بل ويغطي جميع المركبات البحرية والبرية والجوية.
تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من قصص النجاح في القطاع الخاص بقيادته التي بذلت جهوداً واستثمارات ضخمة في تسريع الانتقال إلى التنقل المستدام. أودي الشرق الأوسط و M Glory هما مثالان على ذلك:

أطلقت أودي أبوظبي أول طراز لها من السيارات الكهربائية تحت مظلة e-tron منذ حوالي عامين ، وقد لاقت استجابة مشجعة للغاية منذ ذلك الحين. قال مارك أوستن، المدير العام لأودي أبوظبي: “أودي هي واحدة من العلامات التجارية الرائدة في مجال السيارات الفاخرة التي أدخلت السيارات الكهربائية إلى العاصمة. ونحن في “أودي” نعتبر الاستدامة والكهربة ركيزتين أساسيتين، حيث يتم دمجهما في كل جانب من جوانب الأعمال وقد اتسعت مجموعة المركبات الكهربائية لدينا لتشمل أربع طرازات ، وقد عرضنا أحدثها خلال مؤتمر EVIS “.
وأضاف أوستن: “كنا قد أجرينا دراسة استطلاعية العام الماضي للتعرف على مشاعر المستهلكين ومخاوفهم تجاه تبني السيارات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة. وكشف 40٪ ممن شملهم الاستطلاع عن اهتمامهم بشراء سيارة كهربائية، وكان القلق حيال التغير البيئي هو الدافع الأكبر (36٪). متبوعاً بالقيمة مقابل المال، حيث يعتقد 29٪ أن المركبات الكهربائية تقدم قيمة أفضل على المدى الطويل، مقارنة بالسيارات التي تعمل بالبنزين / الديزل. تُظهر هذه المؤشرات تحولاً أساسياً في سلوك المستهلك، والذي سيكون مفيداً في النهاية للمستهلك والدولة”

قدمت شركة <إم جلوري> سيارة الدماني DMV300 كأول سيارة كهربائية بالكامل، يمكنك قيادتها لمسافة 405 كيلومترات بعد مدة شحن لـ 30 دقيقة. وأضاف مسؤولو الشركة أن المجموعة تهدف إلى الاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة والاستدامة من خلال توظيف تقنيات المستقبل والروبوتات في تصنيع المركبات الكهربائية.
وقالت الدكتورة ماجدة العزعزي، رئيس مجلس إدارة شركة “إم جلوري”: “نفتتح اليوم منشأة صناعية إماراتية بمواصفات عالمية، حيث سنقوم بتصنيع سيارات كهربائية صديقة للبيئة، مما يساهم في الجهود العالمية لخفض انبعاثات الكربون ودعم التنمية المستدامة”.
أوضحت العزعزي أن منشأة إم جلوري الجديدة ستشمل دورتي إنتاج كل عام، مستفيدة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. ستكون المنشأة الجديدة للشركة امتداداً لملف أعمالهم، والتي تشمل هندسة الروبوتات والذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى العقارات المستدامة.
EVIS هو منصة ستجمع بين مختلف أصحاب المصلحة في السيارات الكهربائية من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم بما في ذلك القادة والمسؤولون الحكوميون وصناع السياسات والمدراء التنفيذيون في القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والباحثون وغيرهم في مكان واحد لمناقشة الوضع والتوقعات والتحديات والفرص في سوق سيارات الطاقة الجديدة على مستوى العالم وعبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. سيشمل EVIS العديد من الدورات الصناعية والتقنية والأكاديمية، وسيعرض الابتكار الرائد في سوق سيارات الطاقة الجديدة ويوفر منصة ممتازة للتواصل وتطوير الأعمال “- السيد ناصر البحري ، مدير EVIS.

تضاعفت المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية (EV) ثلاث مرات بحلول عام 2021، حيث وصلت إلى 6.6 مليون سيارة: مما يُشير إلى نمو هائل في الصناعة. كما أن عدد تسجيلات الحافلات والشاحنات الكهربائية قد ارتفع بنسبة تزيد عن 10٪ وفقاً لوكالة الطاقة الدولية (IEA) وبالتالي، لم تعد كهربة النقل تقنية مستقبلية؛ إنها تقنية حاضرة وناضجة بما يكفي ويتوجب على الحكومات أن تتبناها وتيّسر دخولها إلى الأسواق.

في هذا السياق، تعد الصين الأسرع في تبني كهربة النقل، تليها أوروبا والولايات المتحدة.
يؤكد الوضع الحالي في أوكرانيا على الضرورة القصوى للتبني العالمي لكهربة النقل لأن النفط هو بطاقة سياسية رئيسة تلعب دوراً هائلاً في النزاعات المشابهة.
وعليه، يجب على دول الشرق الأوسط الإسراع في خططها لتبني مثل هذه التقنيات وتوفير البنية التحتية اللازمة لنموها. يمكن للعديد من الإجراءات تسريع اعتماد المركبات الكهربائية في الشرق الأوسط. نقدم هنا بعض الأفكار المفيدة حول هذه التدابير:

• السياسات واللوائح:

o وضع ونشر خارطة طريق واضحة وصارمة لتطور المركبات الكهربائية على مدى العشر إلى العشرين سنة القادمة؛ أعلنت المملكة العربية السعودية خلال مبادرة الشرق الأوسط الخضراء العام الماضي أن 30٪ من المركبات يجب أن تكون كهربائية بحلول عام 2030 في مدينة الرياض وأن تصل إلى 100٪ بحلول عام 2060.
o جذب مصنعي السيارات الكهربائية إلى الشرق الأوسط من خلال الاستثمارات المباشرة أو التخفيضات الضريبية؛ أعلنت الحكومة المصرية بالفعل عن تأسيس مشروع مشترك مع القطاع الخاص لتصنيع السيارات الكهربائية المحلية بأسعار معقولة بالإضافة إلى محطات الشحن، كما أن المملكة العربية السعودية هي أحد
o المستثمرين الرئيسيين في شركة Lucid Motors المصنعة للسيارات الكهربائية وتهدف إلى بناء أول مصنع للسيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية.
وفي السياق نفسه، أعلنت شركة M Glory في الإمارات العربية المتحدة للتو عن أول مصنع لها لتصنيع المركبات الكهربائية قبل أيام قليلة وهي شركة محلية رائدة.
o تحفيز اعتماد المركبات الكهربائية من خلال الحوافز المالية، مثل محطات الشحن العامة المجانية أو المخفضة، وغيرها من المحفزات. حددت دبي أن 5٪ من أماكن وقوف السيارات العامة مخصصة للسيارات الكهربائية وتلتزم الحكومة المصرية بتقديم تخفيض في التكلفة قدره 50،000 جنيه مصري لأول 100،000 مركبة كهربائية مجمعة محلياً.
o فرض لوائح جديدة تعزز اعتماد المركبات الكهربائية والقيود التي تمنع نمو مركبات البنزين
تروج مصر لاعتماد المركبات الكهربائية من خلال مطالبة شركات القطاع العام باستبدال 5٪ من أسطولها سنوياً بالمركبات الكهربائية.
• البنية التحتية: إنشاء البنية التحتية اللازمة للعمليات المرتبطة بالمركبات الكهربائية كشبكة كهربائية متصلة بمحطات شحن عامة أو خاصة كافية.
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة توسيع شبكتها العامة للشحن مع أكثر من 450 محطة شحن عامة في دبي كجزء من مبادرة “الشاحن الأخضر ” التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا).
• تثقيف العامة:
o زيادة وعي المستهلك بأهمية كهربة النقل وتأثيرها على تغير المناخ.
o المشاركة في المبادرات الدولية التي تدعم كهربة النقل. تستضيف مصر والإمارات الجولتين المقبلتين من مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 و COP 28 على التوالي.
o توعية الجيل القادم بمزايا كهربة النقل لأن الجيل القادم سيكون المستخدم الأساسي للسيارات الكهربائية.
يمثل سوق الشرق الأوسط بيئة خصبة للغاية ومتعددة الاستخدامات للاستثمارات المتعلقة بكهربة النقل بسبب قاعدة العملاء الكبيرة ودعم الحكومات.

ومع ذلك، ينبغي النظر في نماذج اعتماد المركبات الكهربائية المختلفة لكل دولة وفقاً لحالتها وخصائص مستهلكيها. فعلى سبيل المثال، تختلف القوة الشرائية للعملاء في مصر والإمارات. ففي مصر وعلى عكس الإمارات العربية المتحدة، من المتوقع أن تتفوق مبيعات السيارات الكهربائية ذات العجلتين والثلاث عجلات على مبيعات السيارات الكهربائية بسبب انخفاض متوسط القوة الشرائية في مصر.
في ضوء ذلك ، فإن عقد مؤتمري الأمم المتحدة لتغير المناخ 2021 و 2022 في مصر والإمارات العربية المتحدة (CO27 و COP28 على التوالي) يسلط الضوء على الموقف الواضح للشرق الأوسط تجاه مكافحة التغيرات المناخية وتسريع تبني المركبات الكهربائية.
انضم إلينا في EVIS 2022 في أبو ظبي للتعرف على أحدث التطورات في قطاع السيارات الكهربائية إقليمياً وعالمياً، والتواصل مع صانعي السياسات واللاعبين الأساسيين في القطاع الخاص والترويج لمنتجات وحلول شركتك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى