قبل الاقتراع الرئاسي.. مناظرة حاسمة بين ماكرون ولوبان
باريس – وكالات
تترقب فرنسا مناظرة حاسمة بين المرشحين النهائيينللانتخابات الرئاسية الفرنسيةإيمانويل ماكرون ومنافسته مارين لوبان، مساء اليوم الأربعاء.
إلا أن كثيرين يعتبرون أن هذه المناظرة لن تشكل فارقاً كبيراً، أو تقود إلى تأثير حاسم على الناخبين يحقق ثورة في عملية التصويت.
فهي في سياق الانتخابات الحالي ليست مناظرة للإقناع أو لتقوية أحد المرشحين، بقدر ما ستكون تأكيداً على الاتجاه الأساسي لكلا المرشحين وتوضيح بعض نقاط الالتباس في البرنامجين الانتخابيين.
لكن من دون شك، ستكون المناسبة الوحيدة والأفضل لماكرون لكشف أوراق لوبان، وفق محللين.
نقاط ضعف لوبان
وفي نظرة على سلوك وتحركات المرشحين خلال الحملة الانتخابية، تظهر نقاط ضعف لدى لوبان قد يستغلها ماكرون بقوة، أولها قضية حظر ارتداء الحجاب والزي الإسلامي في فرنسا، التي تحولت إلى قضية رأي عام وأحدثت جدلاً لم يتوقف إلى اليوم.
وكانت لوبان قد أعلنت أخيراً أنها لم تعد تعتبر هذه القضية أولوية في برنامجها الانتخابي بعدما واجهت انتقادات حادة، لكن مسؤولين في حزبها مثل عمدة مدينة بربينيون لوي آليو، ألمحوا إلى أن مرشحة أقصى اليمين لم تتخل عن هذا المشروع تماماً وسيتم تنفيذه على مراحل في الوقت المناسب.
ومهما كانت الحقيقة حول هذه المسألة، سيكون هذا الموضوع على قائمة مواضيع النقاش بين المرشحين وفق برنامج المناظرة الذي نشرته قناة “تي اف 1″، ومن هنا سيملك ماكرون فرصة كبيرة لتبيان استحالة تمرير هذه الرغبة قانونياً.
فمشروع القرار هذا تستند فيه لوبان على المادة 11 من الدستور الفرنسي لتنفيذه، إلا أن هذه المادة لا تسمح بتعديل جوهري مثل الذي تسعى إليه لوبان في الدستور.
فالمادة مخصصة لتعديلات محدودة تتعلق بالقرارات الاقتصادية وبعض المعاهدات والاتفاقيات، بمعنى آخر، هذه المادة لا تعطي الرئيس الفرنسي صلاحيات مثل تلك التي يمتلكها الرئيس الأميركي لإصدار قرارات تنفيذية عندما يتولى السلطة.
قضايا جدلية
وأكثرُ من ذلك، تطرح لوبان قضايا أخرى قد تحدث اشتباكاً مع دول الاتحاد الأوروبي من خلال طرحها الأولوية الوطنية وتفضيل القانون الوطني الفرنسي على القوانين الناظمة لدول الاتحاد الأوروبي، وأيضاً إجراء استفتاء شعبي على الهجرة.
وكان ماكرون قد قال قبل أسبوع في مقابلة على “تي اف 1″، إن هذه المناظرة ستكون “مناسبة للوضوح”، معتبراً أنه يملك برنامجاً “يستحق أن يعرف”، مقابل برنامج تمتلكه لوبان “يستحق التوضيح”، في إشارة إلى أنه سيفنّد بعض النقاط فيه خلال المناظرة.
في السياق، هناك مسألة أخرى سيستغلها ماكرون، وهي العلاقة الملتبسة بين بوتين ولوبان، حيث تبدأ من قروض وتمويل حصل عليه حزب مرشحة أقصى اليمين من بنوك روسية مرتبطة بالأوليغارشية النافذة المحيطة بالرئيس الروسي.
ولا تنتهي بزيارات لزعيمة أقصى اليمين إلى موسكو بلغ عددها أربع مرات على الأقل منذ عام 2013، وفي كل مرة حظيت باستقبال رسمي من قبل الكرملين.
وأبرز تلك الاستقبالات كان قبل 4 أسابيع من جولة الانتخابات الرئاسية الأولى عام 2017 عندما اجتمعت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذه اللقاءات جعلتها غير قادرة على إدانة الرئيس الروسي أو القول إنه مسؤول عن حرب في أوكرانيا.
ماذا تشبه مناظرة اليوم؟
وكانت أول مناظرة رئاسية متلفزة في فرنسا عقدت عام 1974 عندما واجه الوسطي فاليري جيسكار ديستان، منافسه الاشتراكي فرانسوا ميتران.
واليوم هناك تيار في فرنسا يشبّه تلك المناظرة بمناظرة اليوم نتيجة الأفكار المطروحة في برنامجي المرشحين.
لكن هذه المقارنة قد تكون ظالمة لمرشحي انتخابات عام 1974، فإيمانويل ماكرون ليس ذلك الرئيس المحبب إلى قلوب الفرنسيين مثلما كان الحال مع جيسكار ديستان.
كذلك، مارين لوبان لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تشبه فرانسوا ميتران في شيء، فهي بنظر كثير من الفرنسيين زعيمة حزب عائلي، تداولت على مركز القرار فيه مع والدها جان ماري لوبان وابنة شقيقتها ماريون ماريشال التي تركتها في النهاية وذهبت لتنضم إلى المرشح الأكثر تطرفاً أريك زيمور.
يذكر أن السباق الرئاسي في فرنسا حصر بين المرشحين إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، حيث ستعقد جولته الثانية في 24 أبريل الجاري.