أمه اغتيلت وجده أعدم.. من هو وزير خارجية باكستان الجديد؟

دبي – وكالات

عُيّن بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو، التي اغتيلت في 2007، أمس الأربعاء، رسمياً وزيراً للخارجية في الحكومة الجديدة برئاسة شهباز شريف، ليصبح بذلك الشاب البالغ 33 عاماً أحد أصغر وزراء الخارجية في العالم.

وبيلاوال هو نجل الرئيس السابق آصف علي زرداري وحفيد رئيس الوزراء الأسبق ذو الفقار علي بوتو الذي أُعدم في 1979.

فعلى مدى نصف القرن الماضي، سيطرت عائلة بوتو زرداري على السلطة في باكستان، حيث كان ذو الفقار علي بوتو وابنته بينظير أكثر حكام باكستان ذكاء ورؤية وليبرالية.

والده آصف زرداري

ونبدأ من آصف علي زرداري، الذي حقق بعد اغتيال زوجته بينظير ما لم ينجح فيه أي زعيم باكستاني آخر، إذ قضى فترة ولايته الكاملة وسلم السلطة إلى مدني منتخب آخر، وفق تقرير لموقع The Wire.

شاهناواز.. جد بينظير

في موازاة ذلك، كان جد بينظير، السير شاهناواز بوتو، شخصية قوية تصالح مع قوة عالمية مثل بريطانيا، بالطريقة التي سعت إلى القيام بها مع الولايات المتحدة.

وتأخر في تأييد الحركة لجعل السند مقاطعة منفصلة، والتي تم تحقيقها في عام 1936، ولكن يمكن اعتباره أول رئيس وزراء إقليمي للسند إذ كان قد بذل جهدًا للفوز بالمقعد الذي خاضه في انتخابات مجلس السند الأولى.

إعدام ذو الفقار

أما ابن شاهناواز ووريثه السياسي هو ذو الفقار علي بوتو (جد وزير الخارجية الجديد)، فقد ولد في لاركانا عندما كانت السند لا تزال جزءاً من رئاسة بومباي ونشأ في مدينة بومباي.

كان وزيراً في عمر الـ 31، ووزير خارجية في الـ 35، ورئيساً لباكستان في عمر الـ 43. ويقول مراقبون إن ذو الفقار يتحمل بعض اللوم عن انفصال الجزء الأكبر من البلاد مع إنشاء بنغلاديش، ولكن بمجرد وصوله إلى السلطة تمكن من استعادة أسرى الحرب، واستعادة الثقة الوطنية بعد فترة طويلة من الحكم العسكري، وفي النهاية الاعتراف ببنغلاديش بدون إعادة فتح الجروح القديمة والعميقة.

إلا أن فشل ذو الفقار الكبير كان عدم قيامه ببناء مؤسسات ديمقراطية ولم ينل ثقة الجيش، وفق البعض.

كما كان ضياء الحق الذي اختاره بنفسه قائداً للجيش هو الذي أطاح به في البداية ثم أعدمه.

وفي أيام السجن المظلمة التي سبقت الإعدام شنقاً، وبإصراره على عدم طلب الرأفة، أظهر بوتو سمات متسقة للسلالة وهي الشجاعة الفجة وقوة الشخصية.

اغتيال بينظير

أما ابنة ذو الفقار، بينظير بوتو وهي والدة وزير الخارجية الجديد، فقد ولدت عام 1951 بعد حصولها على درجات علمية في السياسة من جامعتي هارفارد واكسفورد عادت إلى باكستان عام 1977 قبيل سيطرة الجيش على السلطة بعدما أطاح بوالدها، بحسب وكالة “رويترز”.

وورثت زعامة الحزب عن والدها بعد إعدامه عام 1979 خلال حكم الحاكم العسكري الجنرال محمد ضياء الحق.

في عام 2006 انضمت لتحالف استعادة الديمقراطية مع خصمها اللدود نواز شريف غير أنهما اختلفا بشأن استراتيجية التعامل مع الرئيس العسكري برويز مشرف.

وعادت إلى باكستان في أكتوبر عام 2007 بعدما قضت ثماني سنوات ونصف السنة في منفى اختياري بعدما منحها مشرف حماية من المحاكمة بخصوص قضايا الفساد القديمة. وكانت بوتو تتفاوض مع مشرف بشأن تحول باكستان إلى ديمقراطية تقودها إدارة مدنية.

ولدى عودتها وبينما كان موكبها يتحرك في شوارع كراتشي فجر مهاجم انتحاري نفسه فقتل 139 من أنصارها وأعضاء فريقها الأمني.

يشار إلى أن وزير الخارجية الجديد سيقوم بأول رحلة له إلى الخارج اليوم الخميس، إذ سيرافق رئيس الوزراء في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام إلى المملكة العربية السعودية.

وكان بيلاوال بوتو أدى اليمين الدستورية، أمس الأربعاء، وزيراً للخارجية بعيد أسبوعين من مساهمته في إسقاط رئيس الوزراء السابق عمران خان الذي أطيح به في 10 أبريل إثر تصويت في البرلمان على حجب الثقة عنه.

Exit mobile version