العيد فرحة وبهجة المسلمين

في العيد تتهافت القلوب بالمحبة والرحمة والتصافي

بقلم / أنور بن حمدان الزعابي

العيد هو فرحة المسلمين وبهجتهم بعد شهر الصوم والعبادات.
العيد فرحة للصغير وللكبير فيه التواصل والتزاور بين الأرحام وفيه التقاء وتصالح النفوس وإزالة البغضاء من النفوس.
العيد هو الحب والمحبة والتسامح والفرح والبهجة والسرور الذي يعم على الصغار والكبار على حد سواء فإنّ الله تعالى يحبّ أن تظهر نعمته على العبد عن طريق اللباس الجديد الأنيق، وتناول ألذّ المأكولات وعمل الموائد من الأكلات الشعبية .
ويقوم كبار العائلة بتقديم العيدية إلى الفتيات والصغار في السنّ،
وهو مبلغ من المال حسب القدرة، وهذه من الطقوس التي تبهج الصغار والكبار..
والعيد هو شعاراً لإتمام المُسلمين فريضة الصيام:
وهي طاعةٌ عامّة، وركنٌ من أركان الإسلام، وعِبادةٌ من العِبادات، بالإضافةِ إلى قيام المسلمين في شهر رمضان بالأعمال الصّالحة الأخرى؛ كقيام الليل، وقراءة القرآن الكريم.

ذكريات عيد الفطر السعيد

واليوم نستعيد بعض ذكريات عيد الفطر السعيد من البيئة الشعبية الإماراتية الأصيلة.
تبدأ طقوس التحضير للعيد مع دخول نصف شهر رمضان المبارك حيث تستعد الأسر لشراء لوازم العيد مثل تفصيل الملابس للكبار والصغار وشراء الأحذية الجديدة وتعد النساء كذلك المصاغات والحلي والذهب.
ومع أولى بواكير صباح العيد تسمع التكبير والتسبيح والتهليل.
ويستعد الجميع للذهاب إلى مصليات العيد وغالباً ما تكون في الساحات العامة والأماكن الخالية الواسعة لتبدأ صلاة العيد وتليها الخطبة ومن ثم تبادل السلام والتهاني والتبريكات بين جموع المصلين.
وتتجمع الأسر والعوائل في بيت كبير العائلة للتهاني والتبريكات ، ثم تناول الأكل المعد خصيصاً للمناسبة.


وحسب التقاليد في الإمارات يتم استقبال وإكرام الضيوف كذلك ممن يأتون للسلام والتهاني. وعليه نجد سفرة استقبال الضيوف عامرة بما لذ وطاب من ألذ المأكولات المرتبطة بفرحة العيد السعيد.
ثم يتوافد الأطفال بفرحتهم وضحكتهم الطفولية لأخذ العيدية التي غالباً ما تكون خمسة أو عشرة دراهم وهنا ترى في محياهم الجميل إشراقة الأمل وبسمة الحب وطهارة القلب.
ودرجت العادة في الإمارات على إقامة بعض الفقرات التراثية والفلكلورية في أيام الأعياد . حيث يتنافس الأهالي في الرزيف مثل رزفة العيالة والحربية ولعبة السيف والترس. إضافة إلى انطلاق الشعراء في إبداع قصائد تناسب العيد ومملؤة بالوجد والغزل والاشتياق الى الأحباب والخلان. ولعل أجمل ما قاله الشاعر الشعبي يوماً:

كلٍ نهار العيد عايد حبيبه
وإلتم شمل اهل القلوب المواليف

وانا حبيب غايب الله يجيبه
ياحسرتي ان كان انتهى العيد ما شيف

مصيبتي ياكبرها من مصيبه
لا شفت غيري في اناسه وتكيف

فرقا الاحبه ياجماعه صعيبه
تالي العهد في صويحبي العام فالصيف

ياوين اشوف اللي اوصافه عجيبه
ويلي عليه ولو لحقني تكاليف

ارف قلبي منه يبري لهيبه
لمشاهده ياناس يستانس الكيف

جله نصيبٍ لي وانا من نصيبه
هذا منى قلبي ومن غيره امعيف

المستريح اللي حبيبه قريبه
ماهوب مثلي عيشته بالتكاليف

من لامني في الزين ربي حسيبه
تلوم قلبي في مليح التواصيف

شفت العذل ما اطيع ماهي غصيبه
ما تدري ان راعي الهوى قلبه صخيف

وكذلك درج الفنانين الشعبيين على إنزال ونشر أغنياتهم في مناسبة العيد
وخاصة في زمن الفنان علي بن روغه الذي انتهج إنزال عدد من أغنياته في ليلة العيد وخاصة عيد الفطر وعيد الأضحى.
فتجد الناس تكتظ حول محلات أشرطة الكاسيت لتأخذ الشريط الجديد للفنان علي بن روغه.
وتبعه في هذا السجال كل الفنانيين الشعبيين مثل : سعيد سالم وجابر جاسم
وسعيد الشراري وثم ميحد حمد.
وكانت ليلة العيد بذاك الزمان تضج فيها الأسواق وكل يبحث فيها عن غايته.

Exit mobile version