5 طقوس رسمية للاحتفال بـ عيد الفطر المبارك لا تجدها إلا في مصر

تحتفل مصر بـ عيد الفطر المبارك، بالتزامن مع انتهاء شهر رمضان الكريم ويستعد المصريون للاحتفال بعيد الفطر بعادات وتقاليد لعل أبرزها صناعة الحلويات مثل كعك العيد وهو ما يتم بأشكال زاهية ومختلفة، تعبر عن الفرح بقدوم العيد ويقدم للأهل والأقارب أثناء الزيارات.
ويعرف عن المصريين طقوسهم الخاصة في المناسبات والأعياد ومنها “عيد الفطر” المبارك، حيث يقوم المصريون بعادات وتقاليد وطقوس ميزت مصر الكبيرة عن غيرها من البلدان العربية احتفالا بقدوم أحد أفضل الأعياد لدى المسلمين.
ويتميز عيد الفطر بالتقرب إلى الله وطاعة الله عز وجل وفيه تعظيم الله وذكره كالتكبير وحضور الصلاة في جماعة بعد توزيع زكاة الفطر مع إظهار الفرح.
ويحتفل المصريون بعيد الفطر المبارك، وسط أجواء من السعادة تسود جميع الأسر، التي تحتفل بتلك المناسبة عبر طقوس وعادات تتوارثها جيلا بعد جيل.
ومن أبرز العادات لدى المصريين، في أيام عيد الفطر
صلاة العيد العظيمة
ويقبل المصريون على صلاة العيد بشكل كبير في المساجد والساحات الكبيرة، احتفالا بعيد الفطر، فنجد الآباء والأمهات يصطحبون أطفالهم في الصباح الباكر لأداء صلاة العيد، وسط حالة من البهجة، فضلا عن الحرص على ارتداء الملابس الجديدة التي اشتروها خصيصا لهذه المناسبة.
وعلى الجانب الآخر، نجد بعض المواطنين الذين يوزعون الحلوى والألعاب والزينة على الأطفال عقب أداء الصلاة، ويتم تبادل التهاني والزيارات بين الأهل والأقارب، وتكون فرحة الأطفال كبيرة حيث ينطلقون للحدائق والمتنزهات للعب والمرح.
ويعد الكعك والبسكويت من أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد، وترجع أصوله إلى عصر الفراعنة، فهم أول من عرفوه، وفى التاريخ الإسلامي، يرجع تاريخ كعك العيد إلى الطولونيين، حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها (كل واشكر)، ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين، وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.
وأصبح كعك العيد جزءا ? يتجزأ من مراسم وطقوس ا?حتفال بمناسبة عيد الفطر ليقوم المصريون بصناعة أشكال وأطعمة مختلفة التي تبدأ عادة مع صلاة العيد.
ويوجد في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، قوالب كعك عليها عبارات: (كل هنيئا واشكر) و(كل واشكر مولاك) وعبارات أخرى لها نفس المعنى، ليتحول الكعك بمرور الوقت إلى عادة تحرص السيدات على تقديمها للأسرة والضيوف في العيد.
وتعد العيدية أبرز الطقوس الحميمة لدى المصريين، فعقب أداء الصلاة في المساجد والساحات والميادين، يتبادل المسلمون التهاني بالعيد، وتبدأ مظاهر الاحتفال بتوزيع “العيدية” والهدايا على الأطفال تحديدا، كنوع من رسم البهجة والابتسامة عليهم.
ويقترن الاحتفال بعيد الفطر المبارك، بإقامة الأفراح والمناسبات على مدار أيامه الثلاثة، كنوع من إضفاء المزيد من البهجة والفرح على هذه الاحتفالية، فضلا عن نتيجة غياب مناسبات الأفراح والزفاف طوال شهر رمضان الكريم، وتقوم الأسر بتبادل الزيارات على العرائس الجدد لتقديم ما يعرف بـ”الموسم”، والذي يكون في بعض الأحيان “كعك العيد”، نظرا لاستمرارية الاحتفال بالعيد.
وتعتاد بعض الأسر على الذهاب للمقابر، تحديدا أول أيام العيد، أو على مدار أيامه الثلاثة، كنوع من العادة الثابتة ضمن طقوس المصريين في تلك المناسبة، وذلك للترحم على أمواتهم، وقراءة بعض الآيات القرآنية، وتوزيع الصدقات الجارية على الفقراء والمحتاجين.
وتعتبر صلة الرحم واحدة من المظاهر والعادات الموروثة التي تقوم بها الأسر المصرية في أيام العيد، والتي حث عليها الدين الإسلامي، حيث يعتبر المسلمون، العيد فرصة جيدة للتقارب بين بعضهم البعض.
ومن أبرز الأطعمة التي تميز عيد الفطر والتي يلجأ إليها الكثير من المصريين، لاشتياقهم لها طول شهر رمضان “الكشري” و “الفسيخ والرنجة” والتي تزامنت مع احتفالية شم النسيم مع أيام الصوم في رمضان، وقرر الكثير من المسلمين تأجيل تناوله حتى العيد، لذلك تعتبر من الوجبات الأساسية على مائدة المصريين خلال عيد الفطر.
ومن الوقائع الغريبة التي تميزت بها حقبة الدولة الطولونية قديماً في مصر أن يهتم الوزير أبو بمر المادرالي بصناعة الكعك في العيد، حيث كان يحشوه بالذهب، إلا أن ذلك لا يمنع من القول بأن بداية وجود الكعك تعود إلى عهد المصريين القدماء.
قام الفاطميون بصناعة وعمل الكعك والغريبة والبيتى فور والبسكويت والمعمول وغيرها من حلويات العيد المختلفة، وهي المأكولات التي ظلت موجودة حتى وقتنا الحاضر، وقد تميز الاحتفال بالعيد في مصر بخصوصية كبيرة خلال ذلك العهد حيث كان من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر توزيع الحلوى على جميع موظفي الدولة وإقامة الموائد الضخمة في قصر الخلافة، حيث أنشئ لذلك الغرض مطبخ لصناعة الحلوى أطلق عليه “دار الفطرة”، في عهد الخليفة العزيز بالله.
وخلال حكم المماليك أخذت العيدية الشكل الرسمي وأطلقوا عليها الجامكية وكانت تقدم على شكل طبق تتوسطه الدنانير الذهبية ويحيط به الكعك والحلوي، وتقدم العيدية من السلطان إلى الأمراء وكبار رجال الجيش وتقدر العيدية حسب الرتبة التي تقدم لها.
وفي الدولة العثمانية كان يشهد الاحتفال بعيد الفطر أجواء خاصة حيث كانت مدافع القلعة تطلق أيام العيد الثلاثة في أوقات الصلوات الخمس، وفي اليوم الأول يذهب أمراء الدولة وكبار رجالها إلى القلعة في موكب حافل ثم يتجهون لجامع الناصر محمد بن قلاوون داخل القلعة لأداء صلاة العيد، ثم يصطفون لتهنئة الباشا.
وفي اليوم الثاني تقدم القهوة والحلوي والمشروبات وتفوح رائحة البخور في القلعة التي ينزل الباشا إليها للاحتفال الرسمي بالعيد في “الجوسق” المعد له والذي فرش بأفخر الوسائد والطفافس، ويتقدم للتهنئة الأمراء الصناجق “كبار البكوات المماليك” و”كبار الضباط” و”الانكشارية” كما يأمر الباشا بالإفراج عن بعض المساجين.
أما في العصر الحديث كما ذكرنا في السطور الأولى فتتميز بالعيدية والمراجيح والملابس الجديدة والكعك، وزيارة الأماكن الترفيهية كالحدائق والسينما والملاهي وكذلك الالتقاء بالأصدقاء، وزيارة الأقارب وتبادل التهاني أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد والتي يضاف إليها استخدام الألعاب النارية داخل المناطق الشعبية وغيرها من المناطق فضلا عن الخروج للتنزه وغيرها.