بيع هيكل عظمي لديناصور بـ 12 مليون دولار في مزاد
أكدت المبيعات التي شهدها مزاد أقامته دار كريستيز في نيويورك الخميس شهية هواة جمع كل أنواع القطع الفنية، إذ حفلَ بمجموعة أسعار قياسية سجلها عدد من الأعمال، من بينها منحوتة لإدغار دوغا، وأخرى برونزية لبيكاسو، إضافة إلى هيكل عظمي لديناصور كان مصدر وحي لفيلم “جوراسيك بارك” وبيع لقاء 12 مليون دولار.
وبمبلغ 12,4 مليون دولار شاملاً النفقات، بيع الهيكل العظمي لديناصور من نوع داينونيكوس أنتيروبوس أطلقت عليه تسمية “رابتور”، يتكون من 126 عظمة متحجرة ويتجاوز طوله ثلاثة أمتار. وأشارت كريستيز بعد المزاد إلى أن الهيكل كان من نصيب مزايد آسيوي، لكنها لم تفصح عن مزيد من التفاصيل.
وبات هذا الهيكل الثاني في ترتيب هياكل الديناصورات الأعلى سعراً، لكنّ ثمة فرقاً واسعاً بينه وبين هيكل عظمي لديناصور “تي-ريكس” يحتل المرتبة الأولى إذ بيع عام 2020 في مقابل 31,8 مليون دولار.
وأفيد بأن “رابتور” الذي يتميز بأنه في حال جيدة ووًضِع عند مدخل مقر كريستيز في مانهاتن، هو الهيكل العظمي الأكثر اكتمالاً لهذا النوع. وكان اكتُشِف قبل سنوات في وولف كانيون بولاية مونتانا الأمريكية، وبقي مذاّك ملكاً لجهات خاصة.
وأصبحت مبيعات الهياكل العظمية للديناصورات محور عدد من المزادات في الأعوام الأخيرة، على غرار بيع “بيغ جون”، وهو أكبر هيكل عظمي لديناصور من نوع ترايسيراتوبس معروف في العالم، يبلغ طوله ثمانية أمتار، بيغ في مقابل 6,6 ملايين يورو لصالح هاوي جمع أمريكي خلال مزاد في أكتوبر 2020.
وتثير هذه المزادات لدى مسؤولي المتاحف وعلماء المتحجرات أسفاً شديداً لكون هذه الأحافير تصبح جزءاً من مجموعات خاصة بدلاً من أن تكون معروضة في المتاحف.
وشكّل بيع الهيكل مسك الختام لمزاد شهد مبيعات من النمط التقليدي المألوف، ومن أبرزها سعر قياسي سجلته منحوتة لإدغار دوغا (1834-1917)، إذ بيع عمله “الراقصة الصغيرة ذات الأربعة عشر عاماً” مقابل 41,6 مليون دولار، وهو أعلى حققته قطعة للفنان الفرنسي في مزاد.
غير إن هذه المنحوتة البرونزية الدقيقة ذات الزنجار البني التي تمثّل بالتفاصيل وبكثير من الواقعية راقصة باليه صغيرة، ليست العمل الأصلي المعروض في المتحف الوطني للفنون في واشنطن، بل هي نسخة طبق الأصل نفذها سبّاك المنحوتات الفنية أدريان أوريليان إيبار بعد عشر سنوات من وفاة الفنان الانطباعي الفرنسي.
وكان الرقم القياسي السابق لمنحوتة “الراقصة الصغيرة” يعود إلى نسخة أخرى منها بيعت لقاء 24 مليون دولار عام 2015، لكن مزاد الخميس حطم أيضاً الرقم القياسي لأي عمل في المطلق لدوغا تحمله “راقصة ترتاح” التي بيعت لقاء 37 مليون دولار عام 2008.
وكانت منحوتة دوغا المباعة الخميس من بين 112 قطعة من مجموعة سيدة الأعمال الأمريكية آن باس التي توفيت عام 2020 والتي كانت أيضاً زوجة الملياردير سيد باس، وهو وريث إمبراطورية نفطية في ولاية تكساس الأمريكية.
وعندما كانت آن باس لا تزال على قيد الحياة، كانت كل الأعمال معروضة في شقتها الفاخرة في شارع الجادة الخامسة (فيفث أفينيو) في مانهاتن، ومنها لوحتان للفنان التعبيري الأمريكي مارك روثكو (1903-1970)، بيعت إحداهما (“أنتايتلد-شايدس أوف رد”) في مقابل 66,8 مليون دولار، وثلاث لوحات لكلود مونيه (1840-1926)، بيعت منها لوحة “برلمان، سولاي كوشان” بمبلغ 75,96 مليون دولار. وحققت القطع الاثنتي عشرة ما مجموعه 363 مليون دولار.
وسجل رقم قياسي آخر في إطار بيع قطع من القرن العشرين، إذ باتت “تيت دو فام (فرناند)” لبابلو بيكاسو أغلى منحوتة برونزية للفنان الإسباني تباع في مزاد على الإطلاق، إذ وصلت سعرها إلى 48,48 مليون دولار. وكانت متحف متروبوليتان في نيويورك الجهة التي طرحت هذه القطعة في المزاد إذ تلقى نموذجاً آخر لهذا التمثال كتبرع.
ومن بين اللحظات البارزة في المزاد لوحة للأمريكي من أصل أفريقي إرني بارنز (1938-2009) الذي أصبح فناناً بعدما كان لاعب كرة قدم الأمريكية.
وكانت دار كريستيز قدرت سعر لوحته “شوغر شاك” بما يتراوح بين 150 ألف دولار و 200 ألف دولار ، لكنها بيعت فعلياً بسعر أعلى بكثير بلغ 15,2 مليون دولار بعد منافسة استمرت عشر دقائق بين 22 مزايدا. وتوجت في المزاد بمبلغ 550 ألف دولار.
أما الرسام الأمريكي من القرن التاسع عشر إيمانويل لوتز فزاد رقمه القياسي عشرة أضعاف إذ بيعت لوحته “واشنطن كروسينغ ذي ديلاوير” في مقابل 45 مليون دولار.
وبلغ إجمالي مبيعات الأمسية 831 مليون دولار.