فقدت الامارات العربية المتحدة خليفة الأخيار
إن تقدم الدول بقادتها الاوفياء ، عند خدمتهم لأوطانهم بصدق ووفاء، فقدموا محبة الناس برعايتهم وتحقيق مصالحهم لأنهم أمناء.
إن الانسان لايستطيع في حياته أن يتجاهل عن الواقع الذي نعيشه اليوم من أن بعض الدول رزقها الله قادة صالحين ، هذه الدول قطعت شوطا كبيرا في فترة قصيرة من تاريخ البناء ، فنهضت ثقافيا وسياسيا واقتصاديًا واجتماعيًا ، والآن يضرب بها المثل دون شك ونكران .
وعلى رأسها دولة الامارات العربية المتحدة ، التي هي تعتبر إحدى دول الخليج العربي التي لها وزن ثقيل إقليميًا ودوليًا وإسلاميًا ، والفضل كله بعد الله يعود إلى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان- رحمه الله – المؤسس للامارات وباني نهضتها وقائد مسيرتها من عام ١٩٧٠م لما جعل الإمارات كلها تحت ظل الإتحاد والتعاون المشترك بين كل الإمارات فتم تسميتها بدولة الإمارات العربية المتحدة.
لقد بذل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- رحمه الله- جهودًا كبيرة لأجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وذلك بفتح قنوات التعاون مع العالم ، وفارق الحياة وترك الإمارات تحت الاستقرار والاطمئنان .
وفي ٢٠٠٤م خلفه من بعده ابنه البار ، ذوا الهمم العالية والمواهب العظيمة في صنع القرار ، سمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان ال نهيان ، خير من خلف أبيه في خدمة الانسانية جمعاء ، وحرك عجلة السلام ليعيش الكل تحت جو الأمن والأمان .
أشرف على تطوير قطاعي النفط والغاز والصناعات التحويلية التي ساهمت بنجاح كبير في التنوع الاقتصادي في البلاد.
والإمارات في عهد الشيخ خليفة في احترام الآخر هي في مقدمة الدول التي حرصت على ذلك حرصا شديدا حيث في عام ٢٠١٦م جاء إعلان دولة الإمارات عن وزارة للتسامح ، ولعلها المرة الأولى بالعالم ، التي تخصص فيها وزارة لشؤون التعايش والتسامح .
فمن خلال هذا التوجه السليم استطاعت الإمارات استئصال جذور الارهاب على أراضيها والتحذير من التعامل مع الجماعات المتطرفة التي تبعث الكراهية للغير في المجتمع .
إنه قائد عظيم بنى دولة ذات مسؤولية كبيرة في حياته الشخصية ،
ولكن فوجئ العالم باسره رحيله من دار الدنيا إلى دار الآخرة بعد رحلة طويلة تحققت فيها الانجازات و المشاريع التنموية التي يشهدها القاصي والداني .
وإن كانت الإمارات العربية المتحدة تعيش حدادا وطنيا كبيرا لرحيل خليفة الخير ، ولكن الإنسانية بكاملها تشاركها في الحزن والألم بل وفي الدعاء بأن يرحمه برحمته ، وأن يسكنه فسيح جنانه ، وأن يجعل من خلفه وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايدآل نهيان – حفظه الله- في قيادة الإمارات خير خلف لخير سلف .
بقلم الشيخ:نورالدين محمدطويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا