بعضها كارثي».. دراسة توقعت 4 سيناريوهات لـ «جدري القرود» منذ شهور
«مع انتشار مرض جدري القرود، مؤخراً في العديد من دول العالم، والإجراءات الاحترازية التي بدأت الأنظمة الصحية في اتخاذها، لمواجهة المرض، فإن العودة قليلاً إلى الوراء، تكشف أن ظهور المرض لم يكن مفاجأة للبعض؛ حيث تم نشر سيناريوهات انتشاره؛ بل وتوقعات بتاريخ ظهوره أيضاً.
الرواية السابقة ليست خيالية؛ بل تم تسجيلها ونشرها على العديد من المواقع، وفقاً لدراسات معلنة، في أكبر الفعاليات العالمية، وصدرت تصريحات حولها من شخصيات عالمية بارزة، توقعت ظهور وباء جديد في غضون فترة قليلة، بعد نجاح العالم في السيطرة على جائحة «كورونا»، والتعايش معها أيضاً.
فعلى سبيل المثال، حذّر رجل الأعمال الأمريكي الشهير بيل غيتس من هجوم مروّع لمرض الجدري، وطالب قادة العالم بالاستعداد لمواجهة هذا الوباء الجديد.
وأشار غيتس، في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام العالمية في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى أن «الحكومات يتعين عليها الاستعداد للأوبئة المقبلة، وهجمات الجدري المروعة، من خلال استثمارات مليارات الدولارات في الأبحاث والتنمية».
وطالب غيتس، رئيس مجلس إدارة شركة مايكروسوفت، بتشكيل فرقة عمل تابعة لمنظمة الصحة العالمية، لمواجهة الأوبئة المستقبلية، وأشار إلى أن هذا الأمر سيكلف مليارات الدولارات كي يؤدي دوره بالفاعلية المطلوبة.
وقال غيتس: إنه في الوقت الذي سيكون فيه البحث مكلفاً للغاية، فإنه يمكن أن يؤدي إلى اكتشافات أخرى، تقضي تماماً على الإنفلونزا، ونزلات البرد المتعارف عليها، وطالب دولاً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا بإنفاق عشرات المليارات من الدولارات، لتمويل البحث.
وتابع: «أتمنى في غضون 5 سنوات أن أتمكن من تأليف كتاب بعنوان: «نحن جاهزون لمواجهة الأوبئة المقبلة»، ولكن هذا الأمر سوف يكلف عشرات المليارات من الدولارات، وسوف تكون الولايات المتحدة والمملكة المتحدة جزءاً من التمويل».
دراسة مدوية وكارثية حول جدري القرود
وفي سياق متصل، أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة أمريكية متخصصة في متابعة التهديدات البيولوجية بالتعاون مع مؤتمر ميونيخ للأمن في مارس/ آذار 2021، وصدرت نتائجها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إمكانية تحول مرض «جدري القرود» إلى وباء عالمي، ووضعت موعداً متوقعاً لظهوره وانتشاره، إضافة إلى 4 سيناريوهات لضحاياه المحتملين.
وأشارت مؤسسة NTI Global Biological Policy and Programs التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، إلى أنها أجرت الدراسة بالتعاون مع مؤتمر ميونيخ للأمن، لوضع خطة واستراتيجية لمنع تفشي التهديدات البيولوجية، وكيفية مواجهتها، وأسفرت تلك الدراسة عن ورقة بحثية منشورة على موقع المؤسسة الأمريكية منذ نوفمبر 2021.
ووفقاً لملخص الدراسة، فإن الفترة التي سيهاجم فيها مرض «جدري القرود» العالم ستكون من 15 مايو/ أيار إلى 5 يونيو/ حزيران.
ووفقاً للسيناريو الأول، فإن المرض سوف ينتشر في تلك الفترة، وسيؤدي إلى إصابة 1421 شخصاً، و4 وفيات فقط، ولن تكون هناك حاجة إلى إصدار تحذيرات على الصعيد العالمي في التعامل معه.
أما السيناريو الثاني، الذي حددت الدراسة توقيته في العاشر من يناير 2023، فإنه يشير إلى انتشار مرض جدري القرود في 83 دولة، وسيؤدي إلى إصابة 70 مليون شخص، و1.3 مليون وفاة، ما يستدعي نشر لقاحات مضادة للمرض، وسيكون لانتشاره تأثير في سلاسل الإمداد العالمية.
وبحسب السيناريو الثالث، في 10 مايو 2023، فإن عدد المصابين بجدري القرود سيصل إلى 480 مليون حالة، و27 مليون وفاة.
ووفقاً للسيناريو الرابع، والمحدد بالأول من ديسمبر 2023، فإن عدد الإصابات سيصل إلى 3.2 مليار إصابة، والوفيات إلى 271 مليون شخص.
وأكدت الدراسة أن التسلسل الجيني لمرض جدري القرود سوف يحتوي على متحورات، تجعلها مقاومة للقاحات الموجودة بالفعل في العالم، في سيناريو مشابه للوضع بالنسبة لوباء كورونا.