أخبار رئيسية

ماسح الأحزان.. ومجدد الأفراح.. للشاعر العتيبة

بقلم: محمد عوض الجشي

كعادته الشاعر مانع بن سعيد العتيبة (المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة) يستخلص من الخطوب والاحداث الجسام عبرة وموعظة، انه شاعر من الطراز الرفيع الأول الذي عاصر زايد وخليفة طيب الله ثراهما. شاعر يمتاز بجزيل اللفظ وحسن التعبير ودقة الملاحظة وشمولية المعاني.وها هو في رحيل خليفة بكاه في حرقة وألم الفراق، واختمرت مناجاته لواعج وحشرجات الشجن. وفاضت شاعريته يبكي ويبكينا في هذا الحدث الجلل. فكانت قصيدته: (ماسح الأحزان) من حسابه على (الانستغرام) وهي مهداة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – رئيس الدولة حفظه الله. وهذه قراءة للقصيد.

نعم مناجاة وجدانية يعتصرها فحوى وجدوى فراق زعيم عظيم كبير، نهض بالأمة واعلى شأنها بين الأمم قاطبة. ونهج على خطى الآباء والأجداد الأفذاذ في عزيمة وقوة وحكمة واقتدار. وفاض في أريحية باني الاتحاد زايدنا القائد الهمام الذي صنع مناهل التاريخ ليخلد اسمه مع الابرار العظماء على مر الزمان والمكان. بلى.. فراق خليفة الخير القائد التاريخي الذي حمل الأمانة ونصح الامة ومضى بالنهج القويم ورفع لواء الأشرعة تلوح في الفضاءات العذرية السماوية الى قمم المجد والايثار. إلا أن الحزن عم الديار والقفار والجوار والبلدان في شتى أرجاء المعمورة شمالها – وجنوبها، شرقها وغربها. غير أن شاعرنا العتيبة قد مزج بلسم (الحزن) إلى (فرح) يدمع العيون وينضح في مقلها حين جاء النبأ الطيب الكريم المبارك عبر الأثير ووسائل الإعلام ومسموعات شعب الإمارات الكريم الممثلة في القبائل المتحابة المتكاتفة بمبايعة قائد المسيرة وطيب السيرة وحامي الديار وناصحٌ للشعب والأمة. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – رئيس الدولة حفظه الله. وكأن لسان الحال يصدح عاليا مفتخرا يًسمع الدنيا وما عليها (انت زايد بعد زايد وانت للدولة خليفتها)

من كان غيرك يمسحٌ الأحزان ويعد للفرح الفقيد حزانــــى
ظل الفؤاد بدمع عينى ناضحا حتى سمعت على الأثير بيانا
الكل بايع ليثنا بوخالد ليقود فينا الصيد والفرسانا
لم يبقَ في طول البلاد وعرضها من لم يقل: مرحى لمن وافانا

قمة الترحيب

ثم يعقب العتيبة في خبر تقريري خلاق حري القدوم ينتشي سروراً مهللاً مرحباً مستبشراً بشوشاً متوهج الأسارير عطر نير .انه محمد بن زايد – القائد ذو النظرة الشمولية البعيدة المرامي في حكمة مجبولة بالشجاعة والإقدام والعزم. نعم يمسح الدموع التي فاضت من الأعين ساخنة، فرادى و جماعات. حزينة يلوكها لوعة الفراق على الشيخ خليفة طيب الله تربته السندسية مع نزل الشهداء الأبرار الطيبين المغفور لهم. وها هو صاحب السمو الشيخ محمد قد واسى تلك الدموع وجفف الاحزان ولثم لواعج انين الفراق .ولله در هذا التصوير البليغ:

أهلا محمدٌ بن زايد الذي مسح الدموع وجفف الاجفانا
أبكى إماراتي رحيل خليفة لكن حضور محمد واسانا
الموت حق والحياة حقيقة يا رب زدنا بالهدى إيمانا.

وقبل ان ننتقل الى الفقرة الأخرى ،لنتأمل التجانس اللفظي والطباق الجميل البديع الذي جاء مع سليقة الشعر في انسيابية شمولية تتسم في مفردة لا ينفصم عراها على الإطلاق. وهذا يدل على صدق العاطفة وجياشة الفكرة وانصهار المعنى في خلاصة لا محدودية لتجلياتها. (وجفف الاجفانا) – (الموت حق والحياة حقيقة)

التلوين المٌكنى

أجل كما يتضح آنفا نبرة الشجن ديدنه الشِعرْ، كيف لا ..وفراق قائد مٌلْهِم قد مليء الافئدة لوعة وأسى. بكى الجميع في سر وعلانية.مشهد يغص القلوب ألما – وها (بوخالد) صاحب السمو الشيخ محمد..في طلعته البهية الازهرية الندية العطرة النيرة .. ينير لنا الدرب ويحط الركب في أمن وسلام ووئام. نعم يجفف الدموع ويواسينا في قلب متقد وهمة عالية ثابتة وثابة ، انه نجل زعيم الامة وصانع الامجاد طيب الذكر (الشيخ زايد) طيب الله ثراه. نمضى معك يا محمد في قوة وشجاعة ونشد على أياديكم البيضاء نشيد الأوطان ونبنى الأجيال في همم الرجال الاوفياء الميامين.الذين سطروا مناهل ومناهج الإنسانية الممتدة منذ قديم الزمان الى يومنا هذا…و لنردد النشيد نفتخر في أبناء زايد وما اجملها من كنية خالدة باقية هي السموحة في عينها والدماثة برمتها والوداد في معطياته السامية.:

بوخالد يا نجل أسمى قائد اليوم نقهر كلنا الأشجانا
ونسير معك بقوة وشجاعة حتى نشيد بعزمنا الأوطانا
أنت الحبيب لكل من يحيا هنا في موطن لا يَظلم الإنسانا

التكاتف الوحدوي المتعاضد

الشاعر العتيبة يأخذنا دائما الى تجليات وجدانية مملوءة صورة شتى واضحة جلية – تٌجلى الحدث والواقع في مصداقية القول والمشاهدة ودقة اللحظ ،حيث لا يترك واردة او شاردة الا وقد اوفى تصويرها وتبيانها، انها براعة اللفظ وجزالة التعبير وتوليفة محورية للمعاني، وهذه الشمولية ليست غريبة على مانع الشاعر، انها سليقة التمرس في نظم الشعر وإذكاء روح منافسة الألفاظ و اشتقاق المفردات المطروحة في الطرقات وتحويلها الى كائن حي ينطق بالحياة والنماء والوفاء والفداء. إنه الشِعر الذي يموج في الافاق ،يتلمس الرائح والغادي، الطائر والماشي الحضر والمضر الرمل والتراب الهواء والفضاءات الرحبة، التي تفجر الأنهار وتروى الأحجار الظمأ والخمائل المترامية في أيك وارف الظلال والتلال..إنها جموع العالم أجمع قبائل وعشائر وأرباب الدول وزعماؤها يهيبون في قائدنا وزعيمنا رئيسا لدولتنا الحبيبة الامارات العربية المتحدة .التي تنتشي حبوراً وسروراً ،عزة وسؤدد إنها إمارات المحبة التي تسابق الأزمان والامكنة .ويا لها من تهنئة مباركة الى شعب الإمارات وشعوب الأرض قاطبة بتولي سموه سدة الرئاسة الذي هو اهلٌ لها ولسيرتها..(ما كان غيرك بوخالد) يمسح الأحزان. ونختم ما شدا به العتيبة الشاعر.. انها قلائد ذهبية إماراتية: –

وترى جميع العالمين قبيلة يحييون فوق رمالنا إخوانا
بوخالد حتى حجارة موطني ورماله تلقى إليك عنانا
وتقول : أنت رئيسنا وحبيبنا ومقالها بو خالد أحْيَانَا
اسمع إمارات المحبة تعتزى وتقول: سر واسبق بنا الأزمانا
وبكم أهنىء كل شعبي قائلا: ما كان غيرك يمسحٌ الأحزانا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى