تسير الإمارات بخطى ثابتة نحو مئويتها الأولى بإرث ضخم وعريق تؤكده الأرقام المذهلة التي أحرزتها الدولة، فقد اختتمت يوبيلها الذهبي الأول واستهلت الخمسين عاماً المقبلة بإنجازات أثبتت أن عامل الزمن يتحطم على صخرة الإرادة، فقد تصدرت الإمارات دول العالم بإحرازها المركز الأول في 152 مؤشراً تنموياً واقتصادياً.
واليوم تتعالى التطلعات ويرتفع سقف الطموحات مع تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد “حفظه الله” مقاليد الحكم في دولة الإمارات، بخمسين عاماً مقبلة لا تقل في أهميتها عن الخمسين عاماً المنصرمة، بل وتتخطاها بحجم الإنجاز والعمل.
وأكثر ما يدعم هذا التفاؤل اللامحدود بالمستقبل هو الثقة المتجذرة والمتبادلة بين شعب الإمارات وقيادته. فهي الدولة الأولى في العالم على صعيد ثقة الشعب بحكومته، والأولى على مستوى العالم في استقطاب المواهب، واقتصاد الإمارات الاقتصاد الأكثر استقطاباً للاستثمارات الخارجية إقليمياً، فضلاً عن أن التصنيف السيادي لدولة الإمارات هو الأعلى في المنطقة، وهي من الأعلى عالمياً في مؤشر البنك الدولي للشمول المالي وتغطية الخدمات المالية، والأولى على مستوى العالم في نمو صادرات الخدمات التجارية. وتتصدر الإمارات كذلك دول المنطقة في سيادة القانون ومؤشرات الشفافية. وسجلت الإمارات حضورها على الساحة الدولية كأكثر دولة تكيفاً على الصعيد الاقتصادي والصحي في الجائحة الأكبر عالمياً .. كورونا.
وتكتسب الخمسين عاماً المقبلة في التاريخ الإماراتي زخماً كبيراً نظراً للسمعة المحلية والعالمية التي يتمتع بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” كرجل مُلهم وصاحب رؤية استشرافية للمستقبل يحمل في قلبه وعقله فكر استباقي قائم على بناء الإنسان أولاً وآخراً، بوصفه نقطة الارتكاز في أي نهضة، ضمن أطر الانفتاح والتسامح وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة وسيادة القانون واحترام الثقافات وترسيخ الأخوة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية، ومواصلة بناء الاقتصاد المعرفي القائم على التنوع والإبداع والابتكار، وتقديم الدعم المتواصل لبنية تحتية حديثة متكاملة، وذلك ضمن بيئة مستدامة تعزز تنافسية دولة الإمارات وتمكنها من متابعة دورها الفاعل إقليمياً وعالمياً في استشراف المستقبل والإسهام في صناعته.
وفي انعكاس لحالة التفاؤل التي تسود مختلف فئات المجتمع الإماراتي بتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد “حفظه الله” دفة البناء والتطوير لمرحلة الخمسين عاماً المقبلة، تتطلع القلوب والعقول لمستقبل استثنائي تكون فيه الإمارات من أفضل دول العالم على الإطلاق، تحت مظلة القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” من خلال الأثر الاستراتيجي المترتب على الخطط والأهداف الطموحة لدولة الإمارات خلال المرحلة المقبلة والتي جرى الإعلان عنها مع نهاية الخمسين عاماً الأولى في عمر الاتحاد وتحديداً في نهاية العام المنصرم 2021.
إننا أمام محطة جديدة بكل المعايير في مسيرة التنمية والازدهار التي أرساها الآباء المؤسسون رحمهم الله، عنوانها العريض تعزيز وتنويع الفرص في شتى المجالات وفي مقدمتها: الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والابتكار والفضاء والاقتصاد الدائري والصحة والصناعات المتقدمة. ورسم توجه استراتيجي للتعامل المرن مع مخرجات التطور التكنولوجي المتسارع واستيعاب التغيرات المختلفة في القطاعات الاقتصادية والوظائف التقليدية وتحولات هيكل الاقتصاد العالمي
واليوم .. نرى لازماً بحتمية تجديد الوعد والعهد لقيم الإمارات الراسخة التي تأسست عليها، والسير خلف القيادة الحكيمة للوصول إلى الأهداف الطموحة التي تتطلب تضافر الجهود والعمل سوياً لما فيه خير الإمارات والإنسانية جمعاء.