القرآن الكريم دستور متكامل للحياة.. ما فرطنا في الكتاب من شئ

بقلم الكاتب والباحث الإماراتي / عادل عبدالله حميد

يقول المؤرخ الامريكي … ، يقول العالم الألماني … ، تقول الكاتبة الانجليزية … ، يقول الروائي الكولومبي … يقول أسطوروة الأدب الروسي … ، يقول المفكر والفيلسوف اليوناني … ، يقول الرسام الهولندي الشهير … ، يقول الفيلسوف الصيني … ، يقول الطبيب النمساوي … ، يقول عالم الأحياء البريطاني … ، تقول عالمة الفيزياء والكيمياء الفرنسية… ، يقول رجل الأعمال والمهندس والمستثمر والمخترع الكندي … ، يقول رجل الأعمال والمبرمج الأمريكي.
مع كامل احترامي وتقديري لكل هؤلاء لكن من هؤلاء ؟ وما مدى نفع أقوالهم وحكمهم وعلمهم وخبرتهم وثقافتهم أمام أقوال وأفعال وحكم الرسل والأنبياء وأمهات المؤمنين والصحابة والخلفاء والعلماء المسلمون والقادة العرب ؟
واعلم أنه سوف يظهر لنا من يقول أنها علوم وحكم وأمثال وخبرات يستفاد منها قدر الإمكان ويؤخذ منها ما هو نافع ويترك ما هو غير ذي نفع ، وأقول نعم صدقتم في اخذ ما هو نافع وترك ما هو غير نافع ، ولكننا نقول ما بال حالكم إذا تعمقتم وتعلقتم وتعجمتم بأقوالهم وأفعالهم وآرائهم واستشرافاتهم ثم نشرتموها تقمصا وإقتداء ؛ أليس هذا دليل على انكم لم تقرءوا ولم تتعمقوا ولم تتبصروا ولم تتفكروا ؛ أو بالأصح أنه دليل على انكم لم تتلمذوا ولم تنهلوا بالشكل الصحيح على مناهج الرسل والأنبياء والصحابة والخلفاء الراشدون والقادة العرب ؛ أو انكم وفي قرارة أنفسكم قد ترون بأنهم لا يستحقون أن يكونوا قدوة ؛ نعم قد لا ترونهم قدوة وهنا تكمن المشكله ، فأما يكون منهج التدريس به علل وخلل أو أن تربية الوالدين بها خطب جلل فتشبعتم وتشعبتم وتفرعتم وتناثرتم على ما هو أضل سبيلا ، ولسوف تورثون ذلك أجيالكم جيلاً بعد جيل فلا لوم عليهم بل أنتم الملومون.
يقول الله تعالى في محكم كتابه : { مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ (38 سورة الأنعام) }
فالملاحظ كثيراً أن كثير من الأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين والقراء من العرب يسترشدون بأقوال وأمثال وآراء وحكم لعلماء الإغريق والغرب .. الفلاسفة منهم والمفكرون والفنانون بأيدلوجياتهم ونظرياتهم ؛ ويتغنون بها فرحاً وفخراً وشرفاً ، في حين أن التاريخ العربي العريق يزخر بالكثير والكثير من الرجال والنساء الذين يعدون من مصاف العباقرة والمبدعين والمؤسسين الذين أسهموا في بناء صروح الحضارات العربية والإسلامية والدول الأخرى بالعلوم والمعارف والاختراعات والابتكارات والاستشرافات الذكية في شتى المجالات ، ولكن على ما يبدو أننا كمن يكتب على الماء أو كمن يؤذن في مالطا ، فالسمة السائدة والبارزة الآن بين الأدباء والعلماء والأساتذة والجهلاء أيضاً ، هو الاستشهاد بما ذكرناه في الفقرة الأولى من هذا المقال . ونحن لا نقول لا تقتبسوا من أقوالهم أو لا تستفيدوا من علمهم وعلومهم وتجاربهم فتلك إذا ضيزى وعنصرية وجهل ،كلا بل يجب أن نستفيد منهم ومن خبراتهم وممارساتهم ونحقق منها أقصى استفادة ولكن دون أن ننصبهم في أفكارنا ومخيلاتنا وتعاملاتنا على أنهم هم آخر الأبطال وأبرز الأدباء وأبلغ الحكماء وأعظم العلماء وأبرع الأطباء ، في حين أن قرآننا – كلام الله سبحانه وتعالى – دستوراً شاملاً وأعلى قيمة لغوياً وأدبياً وبياناً وتبياناً ، وفيه كل العلوم والمعارف ، ويخاطب جميع الأجيال في كل القرون، وآياته نور على نور ، وفيه المعجزات والحكم والعبر والقصص التي تنفع جميع المجالات ؛ وهو الأولى بالاستشهاد والأصدق من الاعتقاد وفيه أجر القراءة والاجتهاد فمتى نستفيق يا عباد ؟ متى نفتخر بلغتنا .. لغة الضاد ؟ متى نستوعب أن كلمات وأقوال وأفعال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي الهدى والسداد والتي لا يجف لها مداد ؟ متى نعتز بأقوال الأنبياء والرسل والقادة العرب الاعزاز ؟ متى نجعلهم يستشهدون ويسترشدون وينشرون أقوالنا وأفعالنا وابتكارتنا والإنجاز .. الإنجاز الذي قادرون عبره أن نوجه بوصلة من نبجلهم من الغرب تجاهنا فخراً وشرفاً واعتزاز . وهي دعوة صادقة من القلب للخروج من ذلك البرواز . ونحن قادرون .. قادرون على الإفاقة دون إعاقة .. بعد إعاقة أذهان تهافتت وتشربت وتغذت على أن الغربيون هم الأبطال الأفذاذ الأفلاذ وفي أقوالهم سحر العلاجات والإنقاذ . والقصد كل القصد من الذي تم ذكره أعلاه هو كشف الغمة عن الكثير بتسليط الضؤ على مكامن الجمال والتبيان نحو ما يقول المولى عز وجل في محكم كتابة .. وإلى ما يقول الرسل والأنبياء والصحابة والخلفاء الراشدون .. وإلى ما يقول العرب الحكماء من قادة ومفكرون وعلماء وأساتذة .. هذا إلى جانب نيل الأجر والثواب في نشر ما هو دينيا ديم وعلميا قيم بإذن الله ، بشرط أن نكون فطنين وحذرين من نقل ونشر كل ما هو ضعيف أو ما ليس له أصل خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكيلا نكون ضمن المساهمين مع من يدسون السم في العسل وحتى لا يلحقنا إثم النقل والنشر والتوزيع.
هذا والصلاة والسلام على من بُعث بجوامع الكلم ؛ نبينا وسيدنا وإمامنا محمد بن عبدالله ، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
حفظكم المولى عز وجل وزادكم علماً ونوراً .. اللهم آمين …