ابوظبي – وكالات
تخبط ريال مدريد بعدها وغرق في حالة من عدم الاستقرار ومن وقتها لم يتمكن الفريق من الفوز بدوري الأبطال مجدداً بل وتعثر مشواره في البطولة التي يفتخر بكونه الأكثر تتويجاً بها وكانت أفضل نتيجة حققها هي بلوغ نصف النهائي العام الماضي.
ورغم أن الفريق عاد بعدها للألقاب بعدما تولى زيدان تدريبه لفترة ثانية من مارس(آذار) 2019 وحتى مايو (آيار) 2021 وتوج معه الملكي بالدوري الإسباني لموسم 2019-2020 وكأس السوبر الإسباني 2020، لكنه لم يعد مقنعاً أوروبياً قبل أن يحصد الليلة الماضية لقبه الـ14 بدوري الأبطال بعد فوزه على ليفربول بهدف نظيف في النهائي الذي بلغه بعد سلسلة انتفاضات إعجازية ليثبت أنه تجاوز أزمته وطوى نهائياً صفحة كريستيانو والنجوم الآخرين الذين تبعوه في الرحيل وعلى رأسهم قائده السابق وصخرة دفاعه سرجيو راموس والمدافع الفرنسي رافائيل فاران.
وإذا كان الريال قد فقد عدداً من أساطيره، وعلى الرغم من أنه لم يبرم صفقات ضخمة في السنوات الأخيرة واكتفى بضم النمساوي ديفيد ألابا والفرنسي إدوار كامافينغا، فإنه نجح في صناعة أساطير جديدة مثل البرازيلي فينيسيوس صاحب هدف الفوز أمام ليفربول في مباراة أمس والأوروغواياني فيدي فالفيردي صانع الهدف والبرازيلي رودريغو الذي لقبته الصحافة هذا الموسم بـ”مستر تشامبيونز” عن جدارة.
إعادة اكتشاف بنزيما
وبجانب الجيل الجديد من اللاعبين، يبرز النجم الفرنسي كريم بنزيما الذي أعيد اكتشافه بعد رحيل كريستيانو، ما منحه فرصة التألق وإبراز روح القائد التي بقيت لسنوات خلف ظل النجم البرتغالي.
فبعدما كان المهاجم الفرنسي (34 عاماً) هو صانع غالبية أهداف كريستيانو، أصبح هو صاحب اللمسة الأخيرة والحاسمة في الكثير من الأحيان لريال مدريد، لا سيما هذا الموسم الذي كان فيه لبنزيما الكلمة الأولى في الدوري الإسباني الذي توج به الريال وحقق فيه المهاجم الفرنسي لقب هداف الموسم، وكذلك في الانتفاضات الثلاث التي حققها الريال في الأدوار الإقصائية بدوري الأبطال وقادته للنهائي ليصبح أول فريق في التاريخ يفوز بالكأس ذات الأذنين رغم خسارته ثلاث مباريات إقصائية.
ورغم أنه لم يسجل في مباراة النهائي مع إنه أحرز هدفاً بالفعل وتم إلغاؤه بداع التسلل، فإن بنزيمة هو هداف دوري أبطال أوروبا هذا الموسم برصيد 15 هدفاً، كان معظمها حاسما لتقدم فريقه في المسابقة: إذ سجل ثلاثة أهداف في مواجهة باريس سان جيرمان في مدريد ، وأربعة ضد تشيلسي (ثلاثة في لندن وواحد في مدريد)، بالإضافة إلى أهداف ثلاثة استقبلتها شباك مانشستر سيتي (هدفان في إنجلترا وواحد في مدريد).
وإجمالا سجل بنزيمة، الذي بات قريباً أكثر من وقت مضى من الفوز بجائرة الكرة الذهبية، أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد له بواقع 44 هدفاً في 45 مباراة، بالإضافة إلى صناعة 15 هدفا، ليصبح بعد 13 موسماً مع ريال مدريد ثاني أفضل هدافي الفريق على الإطلاق، حيث تعادل مع راؤول غونزاليس برصيد 323 هدفاً ويتفوق عليه فقط كريستيانو رونالدو، وهو أيضاً لاعب كرة القدم غير الإسباني الذي لعب أكبر عدد من المباريات بقميص “الميرينغي”.
فينيسيوس ورودريغو وفالفيردي
صعد البرازيلي الشاب فينيسيوس إلى الفريق الأول لريال مدريد في موسم 2018-2019 ولكنه لم يكن مقنعاً بما فيه الكفاية وأثار الكثير من الجدل بسبب إضاعته للعديد من الفرص المؤكدة، حتى انتشرت تقارير صحافية عن أستياء بنزيما منه لدرجة دفعته لتحريض زميله فيرلاند ميندي على عدم تمرير الكرات له.
وتمكنت الكاميرات والميكروفونات في ملعب بروسيا بارك في ألمانيا من تسجيل حديث جمع بين بنزيما وميندي خلال مواجهة بونشنغلادباخ في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، قال فيه بنزيما ” فينيسيوس يفعل ما يراه من نفسه فقط، يا أخى لا تمرر الكرة له، يا إلهى العب معنا”.
ولكن هذا الاستياء كان في الماضي وفينيسيوس (21 عاماً) لم يعد ذلك اللاعب الشهير بإضاعة الفرص بل وبات يشكل مع بنزيما ثنائياً هجومياً خطيراً وأصبح يصنع لزميله الفرنسي العديد من الأهداف.
وخير مثال هو الهدف الذي أحرزه أمس وقاد به الريال للقب دوري الأبطال الـ14 في تاريخه والذي جاء بفضل تمريرة من لاعب الوسط فيدي فالفيردي، اللاعب الآخر الصاعد بقوة في صفوف “الملكي”.
وضع المدير الفني الأسبق للريال جولين لوبيتيغي ثقته في فالفيردي (23 عاماً) ومنحه فرصة اللعب في الفريق الأول عام 2018 وهي الثقة التي استمرت مع زيدان في فترته الثانية على رأس الإدارة الفنية للفريق، لاسيما مع رحيل ماركوس يورينتي.
وبالفعل كان فالفيردي على قدر المسؤولية حتى عندما دفع به زيدان في مراكز غير معتاد عليها مثل مركز الظهير.
أثبت فالفيردي مكانته في الفريق يوما بعد يوم واكتسب أيضا ثقة المدير الفني الحالي للفريق الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
أما رودريغو أو “مستر تشامبيونز” كما اشتهر مؤخراً فبات دعامة أساسية للريال في دوري الأبطال.
سجل رودريجو منذ بداية مشواره مع الفريق الأول للريال 10 أهداف في 26 مباراة بدوري الأبطال مقابل سبعة في 74 مباراة بالدوري الإسباني، وعما إذا كان لديه تفسير عن هذا الفارق أجاب اللاعب البرازيلي: “لا (مبتسماً). أعتقد أنها مسابقة مختلفة تعيش فيها ليال خاصة دائماً”.
وهذا الموسم كان رودريجو (21 عاماً) منقذ الريال في دوري الأبطال وكان حاسما في إياب ربع النهائي بهدف ثمين ضد تشيلسي الذي كان متفوقا بثلاثية نظيفة في معقل مدريد، ليجبر الفريق الإنجليزي على خوض وقت إضافي نجح خلاله الريال في تسجيل هدف ثان لبنزيما والتأهل لنصف النهائي.
وفي إياب نصف النهائي منح رودريجو الأمل للريال وقلب الطاولة على مانشستر سيتي الذي كان متفوقا بهدف وسجل هدفين في 89 ثانية (ق90 وق90+1) ليقود اللقاء لوقت إضافي نجح خلاله بنزيمة في تسديد ركلة جزاء قادت الفريق للنهائي، الذي كان الأول لللاعب البرازيلي الشاب والذي لم يكن أساسيا به ولكنه حظي خلاله ببعض دقائق اللعب.
كورتوا رجل النهائي
وبالإضافة إلى هؤلاء يبرز الحارس البلجيكي العملاق تيبو كورتوا (30 عاماً)الذي كان رجل نهائي دوري الأبطال وتصدى لعدة فرص مؤكدة للمنافس، كما لعب دوراً مهماً في وصول الريال للنهائي وتتويجه بالليغا.
أكد كورتوا قبل النهائي أنه “لن يسمح بأن تكون هناك فرصة ثانية للفوز بالتشامبيونز” وذلك بعدما خسر اللقب أمام الريال عام 2014، بينما كان في صفوف أتلتيكو مدريد، وبالفعل حقق كورتوا غايته وتوج لأول مرة بدوري الأبطال في مشواره.
ومنذ انضمامه إلى الريال عام 2018 حين انتزع من الكوستاريكي كيلور نافاس مكانه في التشكيلة الأساسية اكتسب كورتوا خبرة وثقة مما جعله يستحق أن يكون أفضل حارس مرمى في التاريخ بشهادة الكثيرين.
جدد كورتوا عقده حتى عام 2026 ليصبح لاعباً أساسياً بلا منازع وأحد ركائز الريال في البداية مع المدرب الفرنسي زين الدين زيدان ولاحقاً مع أنشيلوتي.