أنشيلوتي.. رجل الأرقام القياسية

قبل شهرين فقط ، أحاط الغموض بمستقبل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع فريق ريال مدريد الإسباني لكن الأسابيع الأخيرة كانت كفيلة بنقله من المصير المجهول إلى مكانة متميزة في تاريخ كرة القدم الأوروبية.

فقد مني ريال مدريد في مارس الماضي بهزيمة قاسية 0-4 أمام منافسه التقليدي برشلونة في الدوري الإسباني وهي الهزيمة التي ألقت بظلالها على أنشيلوتي الذي أكد تحمله الكامل لمسؤولية هذه الهزيمة.

ولم تكن الهزيمة هي الأكبر في تاريخ مواجهات ريال مدريد مع برشلونة لكن كون الأخير في مرحلة انتقالية لإعادة بناء الفريق تحت قيادة المدرب تشافي هيرنانديز ضاعف من أصداء هذه الكبوة وإن ظل وضع ريال مدريد في أمان متصدرا الدوري الإسباني في ذلك الوقت.

وفيما أشارت بعض التقارير إلى أن إدارة النادي الملكي في طريقها للإطاحة بالمدرب الإيطالي ، الذي يمتد عقده حتى 2023 ، أكدت صحيفة “ماركا” الإسبانية وطيدة الصلة بالنادي أن إدارة “الملكي” لا تعتزم إقالة أنشيلوتي لكن المدرب الإيطالي بحاجة للفوز بلقب مهم مع الفريق ليثبت أقدامه حتى نهاية عقده في إشارة إلى لقب دوري الأبطال نظرا لعدم جدوى الفوز باللقب المحلي فقط .

لكن أنشيلوتي رد عمليا على هذه التقارير و أخمد أي محاولة للإطاحة به وذلك بعد فوزه باللقبين المحلي والأوروبي محققا أكثر من إنجاز كبير في طريقه إلى خط النهائية هذا الموسم.

و قاد أنشيلوتي ريال مدريد للفوز بلقب الدوري الإسباني في نهاية أبريل الماضي قبل آخر 4 جولات من نهاية المسابقة، ليصبح أول مدرب يفوز بلقب واحد على الأقل في الدوريات الخمسة الأوروبية الكبرى.

وأحرز أنشيلوتي ألقاب الدوري الإيطالي مع ميلان في 2004 والدوري الإنجليزي مع تشيلسي في 2010 ، والفرنسي مع باريس سان جيرمان في 2013 ، والإسباني مع ريال مدريد في 2022 ، والألماني مع بايرن ميونخ في 2017 .

و لم يكتف أنشيلوتي بهذا بل واصل انطلاقته الرائعة في تاريخ دوري الأبطال الأوروبي ، وقاد ريال مدريد ليصبح أول فريق في تاريخ البطولة يبلغ النهائي بعدما خسر مباراة في كل من الأدوار الإقصائية للبطولة و ذلك أمام تشيلسي الإنجليزي، وباريس سان جيرمان الفرنسي، ومانشستر سيتي الإنجليزي ، وجميعها من الفرق التي كانت مرشحة بقوة للفوز باللقب.

و مع بلوغه النهائي ، أصبح أنشيلوتي أول مدرب يخوض نهائي دوري أبطال أوروبا خمس مرات ثم توج المدرب الإيطالي هذه الإنجازات بإنجاز تاريخي آخر بأن أصبح أول مدرب يحرز لقب البطولة أربع مرات بواقع مرتين مع ميلان في 2003 و2007، و مثلهما مع ريال مدريد في 2018 و2022 .

و تغلب ريال مدريد على ليفربول الإنجليزي 1-0 في نهائي المسابقة مساء أمس السبت ليحرز لقبه الـ14 معززا بهذا الرقم القياسي الذي يستحوذ عليه الفريق في عدد مرات الفوز باللقب.. ووصف أنشيلوتي نفسه ضاحكا بعد الفوز في مباراة الأمس بأنه ” الرجل القياسي” .

و تشير الإحصائيات إلى أن أنشيلوتي مدرب يعرف كيفية حصد الألقاب والأرقام القياسية بعدما توج بألقاب أكثر من 20 بطولة مع الفرق التي تولى تدريبها.. ويبدو أنه قادر على زيادة هذه الحصيلة خلال الشهور المقبلة حيث يتبقى له مع الريال موسم كامل على الأقل.

ويقود أنشيلوتي الفريق في مباراة كأس السوبر الأوروبي أمام إنتراخت فرانكفورت الألماني الفائز بلقب الدوري الأوروبي ، كما سيقود الفريق في منافسات بطولة كأس السوبر الإسباني بخلاف تمثيل أوروبا في بطولة كأس العالم للأندية و تضاف إلى هذا البطولات التي سيشارك فيها ريال مدريد في الموسم المقبل سواء محليا أو أوروبيا.

المصدر-وكالة أنباء الإمارات