إجراءات الصين ضد كوفيد تسبب الإحباط للشباب
تؤدي الإجراءات الصينية الحازمة لمواجهة كوفيد -19 إلى نتائج قد تبدو لوهلة أن لا ارتباط مباشرا لها بالفيروس أو محاولات بكين لوقفه، مثل قرار زوجين شابين في شانغهاي أنهما “لن ينجبا أطفالا” على الأقل في الفترة المقبلة.
وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إن “الأمر لم يقتصر على العزلة والعيش تحت تهديد النقل إلى مركز الحجر الصحي، حيث يصف كثيرون كيف أن التحول القسري إلى وضع البقاء على قيد الحياة خلق شعورا عميقا بعدم الأمان.
وفي وقت سابق من هذا العام، كانت ساندرا شين، البالغة من العمر 27 عاما والتي تدرس البيانو من شقتها، تناقش مع زوجها، ما إذا كانا سينجبان أطفالا قريبا.
في الماضي كانت مترددة، أما الآن فقد قررت إنها لن تقوم بالإنجاب.
وتقول للصحيفة إن قرارها بني على مجموعة من العوامل، أولها قرار السلطات بإغلاق المدينة بأكملها، ثم جاءت صعوبة تأمين توصيل البقالة عبر الإنترنت والدخول القسري من قبل المسؤولين إلى الشقق التي تم نقل سكانها إلى مراكز الحجر الصحي.
كما أن شين، التي لديها كلبان، شاهدت لقطات فيديو لكلب يتعرض للضرب حتى الموت من قبل عامل صحي بعد نقل مالكه إلى الحجر.
خطتها الجديدة هي السفر والتقاعد المبكر، ربما في سن 40.
وتظهر نسخ من إجراءات إغلاق شنغهاي في جميع أنحاء البلاد، مما يزيد من القلق بين العديد من الصينيين الشباب.
وتقول الصحيفة الواقع أن العديد من مواطني الطبقة المتوسطة الذين آمنوا بأنهم إذا عملوا بجد واتبعوا القواعد فإن يمكنهم أن يتوقعوا بمستقبل أكثر إشراقا قد أصبحوا يدركون الآن أن “حلم الصين”، كما حدده الرئيس شي جين بينغ، قد لا يشملهم.
وتقول الصحيفة إن استمرار عمليات الإغلاق والاختبارات الجماعية والحجر الصحي أدى إلى شكل من أشكال الوعي لدى الصينين بأن “حياتهم ممكن أن تنقلب بسهولة” لتتناسب مع إملاءات الحكومة، مما أدى إلى تبديد رغبتهم في تأسيس أسر أو شراء شقق أو بدء أعمال تجارية.
وتقول الصحيفة إن التشاؤم والإحباط من تدابير كوفيد الصارمة، خاصة بين الشباب الصينيين، يتبلور في مقطع فيديو خاضع للرقابة الآن يظهر محادثة بين شاب في شنغهاي والسلطات التي كانت تحاول نقله إلى مركز الحجر الصحي.
وردا على تحذير العاملين في مجال مكافحة الجائحة من أنه إذا لم يطيع الأوامر فإن “العواقب يمكن أن تنتقل إلى الأجيال الثلاثة المقبلة من عائلته”، قال الرجل “نحن الجيل الأخير”.
وتقول مديرة مسرح تبلغ من العمر 36 عاما في شنغهاي كانت عزباء لسنوات إنها الآن تلغي تماما أي أفكار حول الزواج.
وانتقلت المرأة، التي وافقت على الحديث بشرط عدم الكشف عن هويتها إلى شنغهاي في أواخر عام 2020 من بكين، حيث تعرضت شركة الأداء التي عملت بها لأزمة بسبب ضوابط كوفيد الصارمة.
وقد جذبها نجاح شنغهاي في إبقاء الحالات منخفضة مع تجنب المدينة الاضطرابات الكبيرة في الأعمال التجارية وحياة الناس، وكانت تأمل في نهاية المطاف في بدء شركتها المسرحية الخاصة.
وفي مارس، عندما بدأت حالات الإصابة بمتغير أوميكرون من الفيروس في الظهور، افترضت أن سلطات شنغهاي ستسيطر على تفشي المرض في غضون أسبوع أو أسبوعين.
وقالت السيدة يوان إن شدة الإغلاق كانت صدمة.
وبعد شهر من الإغلاق كانت ترسل الطعام كل يوم إلى الجيران الذين لم يستطيعوا تخزينه، وبعد أن رأت حتى السكان الأكثر ثراء في مجمعها السكني الراقي يتوسلون للحصول على الطعام، قالت إنها أدركت أنه لا يمكن ضمان حتى الضروريات الأساسية في الصين اليوم.