أيام ذي القعدة في دليل عبدالرحمن نقي للأيام السنوية
أطلت علينا اليوم غرة ذي القَعْدَةِ الشهر الحادي عشر بالتقويم الهجري الشهر الذي يسبق الحج ، وهو أول الأشهر الحرم والتسمية تقوم على فكرة القعود عن الحرب ومنه وذي القعدة للزومهم منازلهم ولما قيل فيه اقعدوا أو كفوا عن القتال وقيل لقعودهم في رحالهم عن الغزو والميرة وطلب الكلأ وذو القعدة لما ذللوا القعدان والقعدان جمع قعود وهو ابن الجمل.
ومن ابرز أحداثه : غزوة الحديبية ( ذي القعدة سنة 6 هـ ) : وفيها خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف ونيف قاصداً مكة لأداء العمرة ، فلما علم المشركون بذلك جمعوا أحابيشهم ، وخرجوا من مكة صادِّين له عن الاعتمار هذا العام ، فرجع رسول الله بعد أن صالحوه على أن يأتي العام القادم ، وفيه عمرة القضاء ( ذي القعدة سنة 7 هـ ) : وهي التي قاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً عليها في الحديبية ، فخرج من المدينة معتمراً ، وسار حتى بلغ مكة ، فاعتمر وطاف بالبيت ، وتحلل من عمرته ، وتزوج بعد إحلاله بأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها وفيه، خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لأداء حجة الوداع ( ذي القعدة سنة 10 هـ ) : وكان ذلك مع جمع من المسلمين ، صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر بذي الحليفة ركعتين وبات بها ، وأتاه آت من ربه عز وجل في وادي العقيق ، يأمره أن يقول في حجته هذه : “حج في عمرة” ، ومعنى هذا أن الله يأمره أن يقرن الحج مع العمرة ، فأصبح فأخبر الناس بذلك ، وفيه معركة ( الفراض ) بين المسلمين وتحالف جيوش الفرس والروم والعرب ( ذي القعدة سنة 12 هـ ) : وفيها انتصر خالد بن الوليد رضي الله عنه قائد المسلمين وكان ذلك في الجنوب الشرقي على تخوم الشام والعراق والجزيرة ، وقد قتل من جيوش التحالف الرومي الفارسي العربي يومئذ – وبإجماع المؤرخين – مائة ألف ، وفيه معركة فحل بيسان ( ذي القعدة سنة 13 هـ ) : بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد والروم ، وهزم فيها الجيش الرومي هزيمة نكراء ، وقد تراوح جيش المسلمين في هذه المعركة ما بين 26 إلى 30 ألفاً ، مقابل 50 إلى 80 ألفاً عدد جيش الروم ، وفيه فتح مدينة جلولاء ( ذي القعدة سنة 16 هـ ) وكانت جيوش المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وقد ألحق الجيش المسلم هزيمة كبرى بجيوش الفرس ، وكان ذلك بعد سقوط المدائن في أيدي المسلمين قبل ذلك بتسعة أشهر ، وفيه إعلان الخلافة الإسلامية بالأندلس ( ذي القعدة سنة 316 هـ ) وذلك بعد فترة كان حكام الأندلس الأمويون يخطبون لأنفسهم بالإمارة ، فتلقب ” عبد الرحمن بن محمد ” بألقاب الخلافة ، وتسمَّى : الناصر لدين الله ، ليوطد مركزه في داخل الأندلس وخارجها ويفرض هيبته في النفوس ، وفيه اجتياح التتار لبلاد ما وراء النهر ( ذي القعدة سنة 617 هـ ) وكان هذا الاجتياح بمثابة النكبة التي حلَّت بالأقاليم والممالك الإسلامية الواقعة فيما وراء النهر ، وخاصة بلدتي ” الكرج ” و ” تفليس” حيث قتلوا في هاتين البلدتين وغيرهما ما لا يحصى عدده ، وفيه معركة نيكوبلي ( ذي القعدة سنة 798 هـ ) وكانت في شمـال بلغاريا على حدود رومانيـا وبين المسلمين بقيـادة السلطان العثماني ” بايزيدخان الأول ” وبين جيوش تحالف أوروبا الغربية : المجر ، وفرنسا ، وبلغاريا ، وتمكن السلطان ” بايزيد ” من هزيمة جيوش التحالف كلها ، وأسر معظـم قادتهم وأمرائهم ، وفيه سقوط المجر في يد الخلافة العثمانية ( ذي القعدة سنة 932 هـ ) وذلك في معركة تُسمى معركة واري موهاكس ، وقد انتصر فيها السلطان العثماني ” سليمان القانوني ” انتصاراً ساحقاً ، وقُتل ملك المجر في هذه المعركة ، ولذا اضطر أهالي مدينة [ بود ] عاصمة المجر إلى إرسال مفاتيح المدينة إلى السلطان ، وإعلان الخضوع الكامل غير المشروط للسلطة الإسلامية ، وفيه احتلال القوات الروسية لمدينة بوخارست عاصمة الأفلاق ( ذي القعدة سنة 1243 هـ ) ، وفيه بنـاء المشـروع الاستيطاني الصهيوني بجبل أبو غنيم ( ذي القعدة سنة 1417 هـ ) وتحديداً في يوم التاسع من ذي القعدة ، بدأت السلطات الصهيونية تنفيذ مشروعها الاستيطاني الكبير. المصدر: مجلة ( الرسالة ) العدد الأول – رمضان 1422 هـ.
للتواصل : عبدالرحمن نقي
naqirak3@gmail.com