مراكز الرعاية الصحية.. سلاح اللبنانيين لمواجهة “محنة الدواء”
بيروت – وكالات
غيرت الأزمة الاقتصادية التي طالت كل القطاعات في لبنان نمط حياة المواطن، فالوضع الصعب الذي يرزح تحته القطاع الصحي يتطلب البحث عن حلول مختلفة عن المتعارف عليها منذ سنوات.
ولمواجهة هذا الوضع المتأزم، بدأ اللبناني يختصر زياراته إلى العيادات الخاصة التي وصلت تكاليف الزيارة الأولى فيها إلى 800 ألف ليرة، بعد أن كانت قبل الأزمة عام 2019 تتراوح ما بين 50 و100 ألف ليرة.
وتحدث وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض لموقع "سكاي نيوز عربية"، كاشفا عن تداعيات خطيرة للأزمة الاقتصادية على الجانب الصحي، وأبرز مؤشراتها "التراجع الكبير في تلقي اللقاحات ضد أمراض مختلفة لتصبح نحو 60 بالمئة بعدما كانت تصل إلى 95 بالمئة".
إلا أن الأبيض ذكر أن "اللقاحات متوفرة في مراكز الرعاية الصحية التابعة للوزارة، والحصول عليها مجانا للبنانيين وغير اللبنانيين".
كما دعا الوزير المواطنين إلى زيارة مراكز الرعاية في مختلف المناطق اللبنانية، للحصول مجانا على نحو 90 دواء من علاجات الأمراض المزمنة.
ما دور هذه المراكز؟
دعت مديرة البرنامج الوطني للرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة في لبنان رندة حمادة، المواطنين والمقيمين للتسجيل في مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة على كل الأراضي اللبنانية، من أجل الحصول على الأدوية والخدمات الطبية التي تقدمها، حيث "تعول عليها وزارة الصحة لتأمين الخدمات الصحية الأساسية بدعم من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف".
وأكدت حمادة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "للمراكز أدوارا عدة، بدءا بمعاينة المريض وتشخيص حالته وصولا إلى إعطاءه المناسب، فضلا عن تقديم الفحوص الدورية للأطفال واللقاحات الأساسية لهم".
وأضافت أن "هذه المراكز، وعددها الحالي 262 مركزا، تعنى بفحوص المواطن الدورية السنوية (الصور الصوتية والصور الإشعاعية)، وتضمن خدمات ذات جودة عالية مثل طب العائلة والأطفال والطب النسائي والتوليد وطب الأسنان، إضافة إلى الفحوص وصور الأشعة المتعلقة بالرعاية الأساسية التي لا تتطلب إحالة للمريض إلى المستشفى".
وبحسب المسؤولة الصحية، تفرض هذه المراكز تعرفة رمزية تتراوح بين 5 آلاف و18 ألف ليرة مقابل الفحص، وتشمل خدماتها حوالي 980 ألف مواطن لبناني و36 ألف مقيم، وتقدم أكثر من 4 ملايين خدمة متنوعة لهؤلاء.
وتابعت حمادة: "توفر هذه المراكز أدوية الأمراض المزمنة وغير المزمنة غير التجارية، مثل الضغط والسكري والشرايين والأمراض نفسية والعقلية، ومئة نوع من الأدوية والمسكنات التي تعالج أمراضا أخرى معتمدة من وزارة الصحة، كالأمراض المعوية وأمراض الأطفال والأمراض الجلدية".
وتمنت حمادة من المواطن "التوجه إلى أقرب مركز رعاية لتسجيل بياناته الشخصية، ثم إجراء معاينة لدى طبيب المركز يتم على أساسها فتح ملف للشخص المعني، وتحديد الأدوية التي يحتاج إليها للحصول عليها مجانا".
وقالت: "يستفيد ذوو الأمراض المزمنة بشكل خاص لأنهم يضمنون الحصول على دوائهم وعلى المتابعة الصحية المستمرة بغض النظر عن جنسيتهم".
وفيما يتعلق بلقاحات الأطفال، لفتت إلى أن "مراكز الرعاية تقدم اللقاحات الأساسية مجانا من خلال اليونيسيف، وبمواصفات منظمة الصحة العالمية ودعم الاتحاد الأوروبي، لأمراض مثل شلل الأطفال الحصبة الألمانية وغيرها".
">وفي لبنان، بات عدد كبير من المستشفيات مهددا بالإغلاق مع الارتفاع الجنوني لتكاليف الاستشفاء تماشيا مع ارتفاع سعر الدولار، مما انعكس قفزات بتكلفة المستلزمات والخدمات الطبية حتى لم يعد المواطن قادرا على دفعها، إضافة إلى هجرة جماعية للأطباء من البلاد سجلت بنحو 3 آلاف طبيب منذ عام 2019 وفق إحصاءات رسمية.
ولمواجهة هذا الوضع المتأزم، بدأ اللبناني يختصر زياراته إلى العيادات الخاصة التي وصلت تكاليف الزيارة الأولى فيها إلى 800 ألف ليرة، بعد أن كانت قبل الأزمة عام 2019 تتراوح ما بين 50 و100 ألف ليرة.
وأضافت أن “هذه المراكز، وعددها الحالي 262 مركزا، تعنى بفحوص المواطن الدورية السنوية (الصور الصوتية والصور الإشعاعية)، وتضمن خدمات ذات جودة عالية مثل طب العائلة والأطفال والطب النسائي والتوليد وطب الأسنان، إضافة إلى الفحوص وصور الأشعة المتعلقة بالرعاية الأساسية التي لا تتطلب إحالة للمريض إلى المستشفى”.
وبحسب المسؤولة الصحية، تفرض هذه المراكز تعرفة رمزية تتراوح بين 5 آلاف و18 ألف ليرة مقابل الفحص، وتشمل خدماتها حوالي 980 ألف مواطن لبناني و36 ألف مقيم، وتقدم أكثر من 4 ملايين خدمة متنوعة لهؤلاء.