أخبار عربية ودولية

السومو لعبة شعبية تراثية لها مكانة خاصة في نفوس اليابانيين

بقلم / الدكتور محمد الأمين البشرى*

المصارعة اليابانية “سومو” هي من أقدم أنواع الرياضة التي تتضاعف شعبيتها عاماً بعد عام. والسومو لعبة شعبية تراثية لها مكانة خاصة في نفوس اليابانيين، لما تتميز بها من طقوس دينية وتقاليد قديمة يحرص اليابانيون الاحتفاظ بها. وهي الرياضة الوحيدة التي يحرص الإمبراطور وأعضاء الأسرة الإمبراطورية على حضورها ورعايتها.

تقوم الرابطة اليابانية بتنظيم وإدارة رياضة “السومو” بدعم من وزارة التعليم. وتعمل الرابطة التي تنضوي تحتها (30) نادياً وفق قوالنين صارمة وقواعد محكمة تنفذها لجان خاصة ومحاكم وقضاة متخصصون في هذه الرياضة. تنظم الرابطة اليابانية أربعة بطولات كل عام في كل من مدن طوكيو ، أوساكا ، ناقويا وفوكوكا. وذلك في الشهور الفردية من كل عام.

وتستمر البطولة (15) يوماً ولمدة ثلاثة ساعات في كل يوم. وتنقل مباشرة يواسطة التلفزيون الياياني الحكومي الأول. تتنافس فرق الدرجات الدنيا ما بين الساعة الثالثة والخامسة مساءً بينما تتنافس فرق الدرجات العليا ما بين الساعة الخامسة والسادسة مساءً.  تقوم رياضة “السومو” على طقوس تم تنظيمها وتطويرها قبل ثلاثة قرون. ومن تلك الطقوس؛ طريقة تصفيف الشعر بالطريقة اليابانية التقليدية التي كانت سائدة في العصور القديمة وتم حظرها لدى الرجال في عام 1870. وتعرف تلك الطريقة بـ (شون ـ ماقي) ، والحزام الساتر (المواشي) أو لباس الأسد ، الذي يربط في خصر اللاعب .
كما تتميز هذه الرياضة كذلك  بأسلوب حياة اللاعبين وتربيتهم. يعيش لاعبون من صغرهم  في إسطبلات تعرف باسم (هيا) أي الغرفة التي يرأس كل منها أحد، قدماء أبطال “السومو” ويتولى تدريب وتربية الناشئة الذين يتنافسون بإسمه في مختلف درجات رياضة السومو ، حيث تتم تغذيتهم بكميات كبيرة من الوجبات التي تزيد من أوزانهم باعتبار الوزن عنصراً من عناصر النجاح . وتعرف رياضة السومو برياضة الفقراء (الذين ينتقلون إلى طبقة الأثرياء في حالة نجاحهم).

تعتمد رياضة “السومو” على القوة والوزن، لذا يتم تغذية اللاعب منذ صغره بكميات كبيرة من الأرز والسكر والخضروات والبيض مع ممارسة تمارين عنيفة تتكون من الضرب والتناطح والدفع. وتنقسم أندية “السومو” إلى ثلاثة درجات هي الدنيا والوسطى والعليا. ولكل درجة رتب يتم الترقي فيها حتى وصول الرتب العالية في الدرجة العليا. وإذا تراجع أداء اللاعب في أكثر من دورة يمكن أن يتقهقر إلى الدرجة الأدنى ثم يعود مرة أخرى إلى الدرجات الأعلى حسب نتائجه السنوية.

يسعى كل لاعب إلى الوصول إلى الدرجة العليا والتي توجد فيها أربعة رتب هي: “مايقاشرا” و “سكيواكي” و “أوزاكي” و “ياكوذنا”. ورتبة “الياكوذنا” هي أعلى درجات البطولة. والذي يبلغ هذه الدرجة من البطولة يجب أن يكون قد حمل كأس البطولة عدة مرات وهو في درجة “الأوزاكي”. الحصول على كأس البطولة في أي دورة من الدورات السنوية الأربعة يجلب للاعب مبالغ مالية كبيرة ويمهد له الطريق ليصبح بطلاً أعظم “ياكوزنا” ومن ثم يأخذ موقعه بين الأغنياء وذوي المكانة الاجتماعية الراقية. وتعتبر رياضة “السومو” من أصعب الأنشطة الرياضية ، وقلَّ أن تجد من يواصل فيها حتى سن الثلاثين. ولكن يمكن للاعب “السومو” أن يحقق نجاحاً كبيراً خلال سنوات قليلة ويبلغ فيها البطولة العليا ويبقى فيها سنوات قليلة وكافية لتصحيح وضعه ومكانة أسرته. فالاستمرار كلاعب بطل “ياكوذا” لا يطول. لأن “الياكوذا” متى لاحظ تراجع قوته وعجزه عن الحصول على البطولة في المنافسات الدورية يقرر التقاعد ولا يستطيع أحد تخفيض رتبته كما هو الحال في الرتب الأخرى.

• رياضة “البيسبول” أو كرة القاعدة: وهي من الألعاب التي نقلت إلى اليابان مع الثقافة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية. ويأخذ تنظيم رياضة “البيسبول” في اليابان ذات التنظيم المعمول به في الولايات المتحدة الأمريكية. إذ توجد في اليابان مجموعتان من فرق “البيسبول” وهي مجموعة رابطة الباسيفيكي ومجموعة الرابطة المركزية. وتلعب في كل مجموعة ستة فرق ، تتنافس فيما بينها خلال الموسم ليفوز أحدهما ببطولة المجموعة. ثم تقام خمسة مباريات بين بطل الرابطة المركزية وبطل رابطة الباسيفيكي لتحديد بطل اليابان.

• كرة القدم: وقد استحدثت كرة القدم في اليابان مؤخراً حيث بُدئ تنظيم المنافسات الدورية منذ عام 1992. وتنقسم أندية كرة القدم اليابانية، ومعظمها حديثة التكوين بين الدرجة الأولى وعددها (16) نادياً ، والدرجة الثانية وتضم”12″ نادياً. ورغم حداثة لعبة كرة القدم في اليابان إلا أنها تسير بخطوات ثابتة وقوية وبدأ الفريق القومي الياباني يأخذ مكانه وسط الفرق العالمية.

وهنالك أنواع أخرى ومتعددة من الرياضة في اليابان كالمصارعة الحرة، الملاكمة ، الجولف ، الكاراتيه ، الجودو ، التاكوندو ، السباحة ، الكرة الطائرة وغيرها.

تشكل المدارس الثانوية والجامعات مصانع ناجحة لإنتاج الرياضيين، خاصة لميادين البيسبول وكرة القدم و “السومو”. تنظم المدارس والجامعات منافسات رياضية كل عام على مستوى الدولة. وتقوم وسائل الإعلام بتغطية تلك المنافسات التي تستقطب الجمهور. وفي نهاية كل موسم رياضي مدرسي أو جامعي يتم. بيع اللاعبين النجوم في مزادات معلنة تتنافس فيها الأندية للحصول على عقود اللاعبين الأكثر شهرة في الرياضة المدرسية والجامعية.

ويلاحظ عموماً أن اهتمام اليابانيين  بالرياضة كممارسة أكثر من اهتمامهم بها كمشاهدة. فاليابانيون بمختلف فئاتهم العمرية يمارسون الرياضة بأنفسهم من أجل اللياقة البدنية وخفض حالات التوتر وضغوط العمل، وتتجه سياسات الدولة وخططها نحو تشجيع هذه الظاهرة بقوة.

*الأستاذ الدكتور محمد الأمين البشرى محجوب
باحث في الشؤون اليابانية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى