أعلام‭  ‬وسير‭ ‬

مد‭ ‬الغوص‭ ‬والكحة‭ ‬وليداً‭ ‬وسيباً‭ ‬وغواصاً‭ ‬

الراحل‭ ‬حارب‭ ‬حموده‭ ‬‮«‬بوحمود‮»‬‭ ‬أيقونة‭ ‬رياضة‭ ‬وجماهير‭ ‬الإمارات

‭- ‬الاب‭ ‬الروحي‭ ‬لشباب‭ ‬زعاب‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬أربعة‭ ‬أندية‭ ‬رياضية

‭ ‬

‭- ‬عمل‭ ‬في‭ ‬الدمام‭ ‬والبحرين‭ ‬وعاد‭ ‬مولعاً‭ ‬بحب‭ ‬الكرة‭ ‬

إن‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬الكتابات‭..‬وتخليداً‭ ‬منا‭ ‬لذكرى‭ ‬رجال‭ ‬لهم‭ ‬عطاء‭ ‬إنساني‭ ‬في‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬أثرنا‭ ‬أن‭ ‬نكتب‭ ‬وندون‭ ‬بعضاً‭ ‬من‭ ‬سيرهم‭ ‬الذاتية‭  ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬لي‭ ‬قصب‭ ‬السبق‭ ‬ونيشان‭ ‬التفوق‭ ‬في‭ ‬عنونة‭ ‬مقالاتي‭ ‬بعنوان‭ ‬أعلام‭ ‬وسير‭.‬

حارب‭ ‬حموده‭ ‬الزعابي‭ ‬أحد‭ ‬رجالات‭ ‬قبيلة‭ ‬زعاب‭ ‬الكريمة‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬زعاب‭  ‬1922‭ ‬وتوفي‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬2012‭. ‬

اتجه‭ ‬مع‭ ‬طلوعه‭ ‬الى‭ ‬الغوص‭ ‬فعمل‭ (‬وليداً‭) ‬،ثم‭ ‬غواصاً‭ ‬وسيباً‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬النوخذا‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عمران‭ ‬وعدداً‭ ‬من‭ ‬المحامل‭ ‬الأخرى‭ .‬

ويقال‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬قوة‭ ‬بدنية‭ ‬هائلة‭ ‬لايعجز‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭  ‬ال300‭ ‬كجم‭ ‬على‭ ‬ظهره‭ ‬وكان‭ ‬ذو‭ ‬خفة‭ ‬وحركة‭ ‬سريعة‭.‬

عاش‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬زعاب‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬خت‭ ‬بين‭ ‬النخيل‭ ‬والعيون‭ ‬والمسكر‭ ‬

وأقربائه‭ ‬في‭ ‬الجزيرة‭ ‬أسرة‭ ‬اميلي‭ ‬الزعابي‭ ‬وأسرة‭ ‬خميس‭ ‬بن‭ ‬فيروز‭ ‬الزعابي‭ ‬

رحمهم‭ ‬الله‭ ‬جميعاً‭.‬

ثم‭ ‬اتجه‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬الدمام‭ ‬وثم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭.‬

وعاد‭ ‬مولعاً‭ ‬بحب‭ ‬الكرة‭ ‬وقام‭ ‬مع‭ ‬شباب‭ ‬قبيلة‭ ‬زعاب‭ ‬بتأسيس‭ ‬نادي‭ ‬النسر‭ ‬الرياضي‭  ‬وكان‭ ‬محبوباً‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬الصغير‭ ‬والكبير‭ ‬وكان‭ ‬غيوراً‭ ‬محباً‭ ‬لبلده‭ ‬وربعه‭.‬

ذهب‭ ‬إلى‭ ‬أبوظبي‭ ‬وعاش‭ ‬فيها‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬نادي‭ ‬الوحدة‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬زعاب‭. ‬

‭ (‬وشاهدنا‭ ‬ونحن‭ ‬أطفالا‭ ‬قيام‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الشعبي‭) ‬وشاهدنا‭ ‬دوري‭ ‬أبوظبي‭ ‬وفريق‭ ‬الطائرة‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬بكأس‭ ‬حاكم‭ ‬أبوظبي‭.‬

‭ ‬ثم‭ ‬شارك‭ ‬بتأسيس‭ ‬نادي‭ ‬أبوظبي‭ (‬المدمج‭) ‬وكان‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬لكل‭ ‬الأعضاء‭ ‬واللاعبين‭ ‬والجماهير‭ ‬حتى‭ ‬شارك‭ ‬برأيه‭ ‬الروحي‭ ‬في‭ ‬دمج‭ ‬وتأسيس‭ ‬نادي‭ ‬الوحدة‭  ‬الحالي‭ . ‬فوقف‭ ‬وقفة‭ ‬روحية‭ ‬وحانية‭ ‬وأبوية‭ ‬لصعود‭ ‬الفريق‭ ‬ثم‭ ‬تحقيق‭ ‬بطولات‭  ‬الأمجاد‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬والكاس‭.  ‬فكان‭ ‬أيقونة‭  ‬النادي‭ ‬وتميمته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منازلات‭ ‬الدوري‭  ‬لكرة‭ ‬لقدم‭ ‬والسلة‭ ‬والناشئين‭ ‬والأشبال‭ . ‬فكان‭ ‬معروفاً‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬ويحث‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬التفاني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النادي‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬أبوظبي‭.‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬بوحمود‭ ‬فقد‭ ‬كان‭  ‬رمزاً‭ ‬للأبوة‭ ‬الحانية‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬الوحدة‭.‬

ويعد‭ ‬أبوحمود‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬مشجعي‭ ‬نادي‭ ‬الوحدة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وارتبط‭ ‬اسمه‭ ‬بنادي‭ ‬الوحدة،‭ ‬واعتبره‭ ‬الكثيرون‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬لجماهير‭ ‬ولاعبي‭ ‬العنابي‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأجيال،‭ ‬وظل‭ ‬حريصاً‭ ‬على‭ ‬مشاهدة‭ ‬مباريات‭ ‬نادي‭ ‬الوحدة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الملعب،‭ ‬سواء‭ ‬أقيمت‭ ‬المباراة‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭. ‬وكانت‭ ‬فرحته‭ ‬الكبرى‭ ‬عندما‭ ‬فاز‭ ‬الوحدة‭ ‬بأول‭ ‬بطولة‭ ‬دوري‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬98‭/‬،99‭ ‬وكرّمه‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬سعيد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬رئيس‭ ‬النادي‭ ‬آنذاك،‭ ‬وطلب‭ ‬من‭ ‬لاعبي‭ ‬الفريق‭ ‬تسليمه‭ ‬الدرع،‭ ‬ليكون‭ ‬أول‭ ‬وحداوي‭ ‬يرفع‭ ‬درع‭ ‬أول‭ ‬بطولة‭ ‬دوري‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬النادي‭. ‬وفي‭ ‬الموسم‭ ‬نفسه‭ ‬حرص‭ ‬فريق‭ ‬الكرة‭ ‬بنادي‭ ‬الوحدة‭ ‬بطل‭ ‬الدوري‭ ‬بقيادة‭ ‬كابتن‭ ‬الفريق‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬أحمد‭ ‬على‭ ‬إهداء‭ ‬درع‭ ‬الدوري‭ ‬لأبوحمود،‭ ‬وزاروه‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬والتقطوا‭ ‬معه‭ ‬الصور‭ ‬التذكارية‭.‬

وكان‭ ‬أبوحمود‭ ‬قد‭ ‬انقطع‭ ‬عن‭ ‬الحضور‭ ‬للنادي‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬السبع‭ ‬الأخيرة‭ ‬لظروف‭ ‬مرضه،‭ ‬لكنه‭ ‬ظل‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬دائم‭ ‬بالنادي‭ ‬ومعرفة‭ ‬أخباره‭ ‬ومشاهدة‭ ‬مبارياته‭ ‬تلفزيونياً‭ ‬حتى‭ ‬وفاته‭  ‬في‭ ‬2012‭/‬10‭/‬23‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭.‬

بقلم‭  ‬الشاعر‭ ‬والكاتب

أنور‭ ‬بن‭ ‬حمدان‭ ‬الزعابي‭ ‬