شمّا المزروعي: تمكين الشباب في الإمارات ثقافة وطنية شاملة

أكدت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب أن دولة الإمارات اهتمت بشكل كبير بدعم الشباب باعتبارهم الثروة الأهم لديها عبر تخصيص منظومة متكاملة من السياسات والاستراتيجيات التي وفّرت لهم سبل النهوض الفكري، والمعرفي، والعلمي، لإدراك جوهريّ بأن المستقبل مرهون بالطاقات الشبابية المتسلّحة بالعلم، والمعرفة.

واضافت أن الدولة تجاوزت اليوم مرحلة التمكين، وأصبحت مرجعاً عالمياً في هذا الإطار حيث إن الشباب الإماراتي باتوا صانعي قرار، وقادة ضمن مناصب عليا، وشركاء في صناعة توجهّات المستقبل نحو الخمسين عاماً المقبلة.

جاء ذلك خلال تكريم معاليها نخبة من المبدعين الإماراتيين في العديد من الحقول الحيوية ضمن فعالية أقيمت أمس في مركز دبي الإبداعي، والكائن في أبراج الإمارات، بالتزامن مع يوم الشباب الخليجي الذي أقره مجلس التعاون الخليجي في الـ6 يونيو من كلّ عام، ليكون مناسبة تعكس حرص قيادات الدول الخليجية على دعم الشباب، وتبنّي المبادرات التي تسهم في رعايتهم، وتوفير البيئة الملائمة لهم ليكونوا عناصر فاعلة في قيادة مجتمعاتهم وأوطانهم في المستقبل، بحضور سعادة سعيد محمد النظري مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب.

وقالت معاليها: “الدور الذي يلعبه الشباب في مستقبل الأوطان محوري فهمّ الأساس للمرحلة المقبلة من التاريخ، والأمم المتقدّمة هي التي تحتفي بشبابها وتشركهم في وضع خططها، وتوفّر لهم الخطط والمشاريع التنموية التي تصقل خبراتهم، ومعارفهم، وتزوّدهم بأدوات العصر، لذا فإن تخصيص يوم للشباب الخليجي يعكس هذا التوجّه من قِبل قيادات الدول الخليجية، ويخدم تحقيق الطموحات المستقبلية ويرتقي بها”.

وتابعت معاليها: “يأتي هذا التكريم في إطار اهتمام قيادة دولة الإمارات بإيجاد منظومة شبابية شاملة يقودها الشباب أنفسهم والتي أحدثت تغيّرات جوهرية على صعيد هذا القطاع، فكان أن أُطلِقَتْ وعلى امتداد السنوات الماضية أكثر من 40 مبادرة شبابية تعزّز من حضورهم الفاعل والجوهري في العديد من القطاعات الحيوية ضمن استراتيجية وطنية شاملة تركّز على الاستثمار في الشباب والارتقاء بمهاراتهم وقدراتهم، ما جعل من مسألة تمكين الشباب في الدولة ثقافة وطنية شاملة تخدم مختلف التطلعات، وتنظر للمستقبل بأمل وتفاؤل كما ينظر شبابها له”.

وثمّنت معاليها مختلف الجهود الخليجية التي تصبّ في مصلحة تعزيز قدرات ومهارات الأجيال الشابة، وتمكّنهم من أداء أدوارهم الفاعلة في شتى القطاعات بثقة وعزيمة كبيرة، مشيرة إلى أن الاهتمام بالقدرات والإبداعات التي يمتلكها الشباب يعكس الرؤى التنموية التي تتبناها القيادات الخليجية في الاستثمار بهذه الفئة المهمّة، لا سيما أن مجتمعاتنا الخليجية فتيّة ويمتلك شبابها خبرات واسعة في العديد من القطاعات والمجالات.

وكرّمت معاليها خلال الفعالية مجموعة من الشباب والشابات الذين تم ترشحيهم ضمن قائمة وضعتها المؤسسة الاتحادية للشباب للأعوام من 2020 – 2022، وهمّ عن فئة العام 2020: المهندس حمد العيدروس، الحاصل على شهاديّ الهندسة الميكانيكية والنووية من جامعة خليفة، ويعمل مشغّلاً لمفاعل في شركة نواة للطاقة، حيث يمتلك العيدروس الكثير من الإسهامات في مجال الطاقة ومجالس الشباب، وفاطمة المعمري، وتملك شهادة العلوم السياسية من جامعة الإمارات ولها العديد من المساهمات الواضحة في المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي وغيرها.

وضمن فئة العام 2021 كرّمت معاليها الدكتور حمدان العامري الحاصل على شهادة عليا في الاقتصاد وله مساهمات فاعلة في قطاعات الثقافة والإبداع، إلى جانب المهندسة الكيميائية ريم مصبح صاحبة البصمة في مجال ريادة الأعمال والمشاريع الاقتصادية التنموية.

كما كرّمت معاليها محمد باعبيد ضمن فئة العام 2022 نظراً لشغفه، وحبّه لمجال العطاء المجتمعي، والشبابي، والذي له العديد من المساهمات اللافتة والفاعلة في مجالات الرياضة والتكنولوجيا وغيره، إلى جانب الشابة فاطمة الحلامي، حاملة لشهادة الماجستير في مجال الدبلوماسية والشؤون الدولية من جامعة زايد، والبكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة الإمارات، لها اهتمامات في مجال الاستدامة وصياغة السياسات والاستراتيجيات في مجال الطاقة والبيئة، تعمل كمهندسة عمليات لثاني أكبر حقل بحري في العالم.

وسيمنح الفائزون شهادة من المؤسسة الاتحادية للشباب، ومكافأة مالية من قبل مجلس التعاون الخليجي، نظراً لإبداعاتهم في مختلف المجالات، وتثميناً لدورهم الذي يعدّ نموذجاً للطاقات الشبابية الأخرى في المجتمع الخليجي.

ويعدّ تخصيص يوم للشباب الخليجي مناسبة تنموية لتعزيز الوعي بأهمية الفئة الشبابية، وإبراز الجهود ذات العلاقة الحكومية بمجلس التعاون بهدف تذليل مختلف العقبات وتسخير جميع الإمكانات لخدمة الشباب، كما يسعى هذا الاحتفاء لتسليط الضوء على قضايا الشباب، وإيجاد المزيد من الحلول لتوفير الدعم اللازم لهم من خلال مبادرات ومحفزات، وبرامج تدريبية وتثقيفية، تخوّلهم المضي قدماً بترسيخ مكانتهم كحجر أساس في بناء مجتمعاتهم ومستقبل أوطانهم، كما يسهم في التعريف بمنجزات الشباب، وإبراز قصص نجاحهم عبر تسليط الضوء على العديد من تجاربهم الملهمة في مجالات مختلفة على صعيد الإبداع، والابتكار، والبحث العلمي، وريادة الأعمال، والفنون والثقافة وغيرها من المحاور.

المصدر-وكالة أنباء الإمارات