قبل 11 عاما فقط، تراجع منتخب ويلز لكرة القدم إلى المركز الـ117 بالتصنيف العالمي للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة /فيفا/ ليكون ضمن المراكز الأوروبية الخمس الأخيرة بالتصنيف العالمي.
لكن الفريق قدم في غضون 11 عاما قصة نجاح رائعة عاد من خلالها إلى الساحتين الأوروبية والعالمية ويستعد للمنافسة بقوة في بطولة كأس العالم 2022 مثلما وصل للأدوار النهائية في البطولة الأوروبية قبل سنوات.
ولحق منتخب ويلز بركب المتأهلين إلى كأس العالم 2022 إثر فوزه على نظيره الأوكراني 1-0 في ختام الملحق الفاصل بالتصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال .
وهذه هي المرة الثانية فقط للمنتخب الويلزي التي يخوض فيها المونديال والأولى منذ 64 عاما، لكنها ستكون البطولة الثالثة الكبيرة للفريق في غضون 7 سنوات فقط حيث خاض الفريق آخر نسختين من بطولة كأس أمم أوروبا /يورو 2016 و2020/ علما بأنه لم يسبق له أن شارك في البطولة الأوروبية قبل هاتين النسختين.
وبدأت قصة “الصعود” الويلزي في 2011 بقيادة المدرب الراحل جاري سبيد والذي كان أحد نجوم الكرة الويلزية على مدار تاريخها حيث بدأ سبيد في خطته لتطوير منتخب ويلز قبل وفاته بشهور وحقق معه بعض النتائج الجيدة ليقفز بالفريق من المركز الـ117 عالميا في أغسطس 2011 /وهو الترتيب الأسوأ في تاريخ ويلز/ إلى المركز 45 .
ولكن سبيد توفي في 27 نوفمبر 2011 بعد 15 يوما فقط من الفوز على النرويج 4-1 وديا ، وقبل أن يصدر تقرير الفيفا المرافق لآخر نسخة تصنيف في 2011 مؤكدا أن منتخب ويلز هو صاحب أفضل قفزة وطفرة في التصنيف لعام 2011 ، وذلك في 21 ديسمبر 2011 .
ورغم رحيل سبيد، لم تتوقف حركة تطوير منتخب ويلز في السنوات التالية حتى جنى الفريق ثمارها في السنوات القليلة الماضية وتوجها ببلوغ مونديال 2022.
وأشار تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية ” بي.بي.سي ” إلى أن عملية تطوير المنتخب الويلزي شهدت بعض الملامح منها التوظيف الجيد للمواهب التي لم تفتقر إليها الكرة الويلزية على مدار التاريخ. وكان سبيد بدأ هذه الخطوة بالفعل من خلال منح شارة قائد الفريق إلى اللاعب آرون رامزي وهو لا يزال في الرابعة والعشرين من عمره .
ومن الملامح الأخرى التي أشار إليها التقرير اتخاذ استاد “كارديف” معقلا لمباريات الفريق، وبالفعل حقق منتخب ويلز العديد من الانتصارات على هذا الملعب ، وكانت مباراته أمام أوكرانيا أمس الأول الأحد هي التاسعة عشرة للفريق بلا هزيمة على هذا الملعب بل إن الفريق تعرض للخسارة مرة واحدة فقط في التصفيات على هذا الملعب في غضون 9 سنوات.
ومن هذه الملامح أيضا، كان ارتباط اللاعبين العاطفي بالمنتخب الويلزي بشكل ربما يفوق ارتباطهم بأنديتهم، ومن الإشارات الحديثة على هذه الروح ما فعله جاريث بيل /32 عاما/ نجم الفريق الذي فضل اللحاق بمعسكر المنتخب في البرتغال بعد انتهاء ارتباطاته مع ريال مدريد الإسباني بدلا من السفر إلى بولندا مباشرة حيث مباراة منتخب ويلز مع مضيفه البولندي بدوري أمم أوروبا، وفضل اللاعب أن يكون سفره برفقة الفريق.
ومن خلال هذه الملامح وغيرها، قدم منتخب ويلز قصة نجاح حقيقية على مدار السنوات القليلة الماضية حيث تأهل الفريق لنسختين متتاليتين من بطولة كأس الأمم الأوروبية ثم إلى مونديال 2022.
وخلال مشاركته في يورو 2016، قدم الفريق بقيادة نجمه الشهير بيل نتائج مميزة توجها بالفوز على بلجيكا في دور الثمانية قبل أن يخسر في المربع الذهبي أمام المنتخب البرتغالي الذي توج بعدها باللقب.
وفي النسخة التالية، التي أقيمت في منتصف عام 2021، تأهل الفريق إلى دور الستة عشر لكنه خسر أمام المنتخب الدنماركي القوي.
وساهمت البطولتان ونتائج الفريق على مدار السنوات العشر الماضية في زيادة شعبية اللعبة في بلد تحتل فيه رياضة الرجبي صدارة أكثر الرياضات شعبية.
والأكثر من هذا أن الفريق تقدم إلى المركز الثامن في تصنيف الفيفا الصادر في أكتوبر 2015 كما كان صاحب الترتيب الأفضل بين منتخبات بريطانيا في تصنيف الفيفا عقب يورو 2016، والذي احتل فيه المركز الـ11.
والآن، أصبح التحدي الجديد لمنتخب ويلز هو مونديال 2022 الذي سيخوض فعاليات الدور الأول فيه ضمن المجموعة الثانية مع منتخبات إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران علما بأن الفريق يحتل الآن المركز الـ18 بتصنيف الفيفا فيما يأتي منافسوه الثلاثة في المجموعة على الترتيب في المراكز 5 و15 و21 بتصنيف الفيفا.
المصدر-وكالة أنباء الإمارات