تعد تجربة الإمارات في مجال مكافحة التصحر و تخضير الأرض من الأبرز على صعيد المنطقة و التي تجلت نتائجها في مظاهر عدة منها انتشار الحدائق والمسطحات الخضراء على نطاق واسع، وزيادة عدد المحميات الطبيعية إلى 49 محمية في عام 2020 منها 33 محمية برية مساحتها 13 ألفاً و69.8 كيلو متر مربع.
وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف الذي يصادف 17 يونيو من كل عام يسلط التقرير التالي الضوء على الرؤية الاستباقية لدولة الإمارات في التصدي لهذه القضية الملحة وما حققته من نجاحات على الرغم من الظروف المناخية كدرجات الحرارة العالية وارتفاع معدلات الرطوبة وانخفاض معدلات تساقط الأمطار.
و شكلت الرؤية الواضحة للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لملامح الواقع البيئي في الإمارات، واحتياجاته الملحة والمستقبلية، المحرك الرئيس لمنظومة عمل متكاملة لمكافحة التصحر والتي حققت أهدافا وإنجازات اعتبرها الكثيرون حينها صعبة المنال.
وخلال العقود الخمسة الماضية اتخذت الإمارات مجموعة من الإجراءات بهدف حماية الأراضي من التدهور و مكافحة التصحر مثل وضع الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي وكذلك الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر 2014-2021، ومشروع الكربون الأزرق، وخطة رسم الخرائط الجوية للمناطق الزراعية، ومبادرة “نخيلنا”، وخطط دعم الزراعة العضوية، والتوسع في المساحة الكلية وزيادة عددها، فضلا عن مزارع إنتاج المحاصيل العضوية.
و حققت الإمارات طفرة حقيقية في إنشاء السدود التي أسهمت في توفير مياه الري للغابات و الأراضي الزراعية و أسست مراكز بحوث ومحطات تجارب تهتم بأنشطة البحوث و التطوير في مجال مكافحة التصحر ومراقبة المتغيرات المناخية، إضافة إلى إنشاء مركز دولي متخصص في الزراعات الملحية لإجراء البحوث على النباتات المقاومة للملوحة والتوسع في زراعتها.
و نفذت “وزارة التغير المناخي و البيئة ” مشروعا لاستخدام الطائرات بدون طيار في إجراء مسح شامل للمناطق الزراعية في الدولة لتعزيز استعادة المناطق المتدهورة وحماية المساحات الزراعية الحالية وتنميتها في حين وظفت تقنيات الطائرات بدون طيار في نثر و زراعة 6 ملايين و250 ألفاً من بذور الأشجار المحلية “الغاف، والسمر” في 25 موقعاً مختاراً على مستوى الدولة، ويجري حالياً مراقبة ومتابعة عمليات إنباتها.
وضمن تقريرها الثاني إلى أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بشأن المساهمات المحددة وطنياً رفعت دولة الإمارات هدفها الطموح لزراعة أشجار القرم من 30 إلى 100 مليون شجرة بحلول 2030 ما يعزز بشكل كبير حماية التربة والموائل الطبيعية إضافة إلى دور هذه الغابات المستهدف زراعتها في تعزيز قدرات مواجهة تحديات تغير المناخ وخفض مسبباته.
و انطلاقا من إدراكها للطابع العالمي للمشكلات البيئية وضرورة معالجتها في إطار تعددي تعاوني وقعت الإمارات العديد من الاتفاقيات في مجالات مكافحة التصحر منها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر 1994 فيما استضافت وشاركت في اجتماعات على مستويات دولية وإقليمية لمواجهة هذه القضية البيئية الهامة.
المصدر : وكالة أنباء الإمارات