أعلنت مدينة مصدر، الوجهة العالمية للتكنولوجيا والابتكار ومجتمع الاستدامة الرائد في أبوظبي، عن مشروعها الجديد “مجمع مدينة مصدر” الذي سيتم تشييده بالتعاون مع شركتي الاستشارات “وودز باغوت” و”فايثفول+غولد”، وهو أحدث المعالم التي تطوّرها المدينة وينضوي ضمن مساهمتها في المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأقيمت اليوم مراسم وضع حجر الأساس للمشروع في مدينة مصدر بحضور ممثلين عن شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” ومدينة مصدر والشركاء المساهمين في تطوير المجمع، وضمت قائمة الحضور كلاً من أحمد باقحوم، المدير التنفيذي بالإنابة، لمدينة مصدر، وعبد العزيز الشعفار، الرئيس التنفيذي لشركة “إيه إس جي سي”.
ويمتد مجمع مدينة مصدر على مساحة 29 ألف متر مربع ومساحة أرضية إجمالية تصل إلى 50 ألف متر مربع، مما يسهم في تعزيز التزام مدينة مصدر بتحقيق الحياد المناخي، وتطبيق معايير الاستدامة، والتكنولوجيا، والصحة والرفاهية والتوسع في تطوير مجتمع يحتضن العديد من الشركات التي تنسجم طبيعة عملها مع هذه المعايير. وستنطلق عمليات تطوير المجمع خلال العام الجاري ومن المقرر الانتهاء من المشروع في عام 2024.
وسيضم المجمع سبعة مبانٍ للمكاتب مخصصة للإيجار الفردي أو متعدد المستأجرين ومنطقة لمواقف السيارات، وسيتم تشييد جميع المباني وفق تصاميم مبتكرة، حيث ستُبنى ستة منها بالاعتماد على أعلى معايير تشييد الأبنية الخضراء، في حين سيكون مبنى المجمع الرئيسي أول مبنى للمكاتب “صفري الطاقة” في أبوظبي، مما يعني أنه لا يستهلك طاقة أكثر مما ينتج وذلك عبر دمج التصميمات والأنظمة التي تركز على كفاءة الطاقة وتقنيات الطاقة المتجددة. وسيتم تمييز مبنى المقر الرئيسي من خلال تركيب مظلة من الألواح الشمسية الكهروضوئية المبتكرة.
ويشكّل هذا المشروع خطوة مهمة ضمن تنفيذ المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، التي تم إطلاقها العام الماضي والتي أصبحت بموجبها دولة الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تلتزم بتحقيق صافي انبعاثات كربونية.
وتعليقاً على وضع حجر الأساس للمجمع الجديد، قال أحمد باقحوم، المدير التنفيذي بالإنابة، لمدينة مصدر: “تضم المدينة إحدى أكبر تجمعات المباني الخضراء في العالم الحاصلة على شهادات “ليد” وتصنيفات نظام استدامة.
ويعكس مشروع مجمع مدينة مصدر ومبانيه الخضراء السبعة الجديدة بما في ذلك أول مبنى للمكاتب “صفري الطاقة” في أبوظبي، مدى أهمية تطوير مشاريع عقارية وفق أسس مستدامة وذات جدوى اقتصادية وبيئية في آن واحد. وتفخر مدينة مصدر بكونها وجهة لتطبيق واختبار مشاريع التطوير العمراني المستدام، ونتطلع إلى مساهمة المجمع الجديد في ترسيخ دور مدينة مصدر وإمارة أبوظبي ودولة الإمارات ككل في مجال الاستدامة”.
وسوف تنال ستة من مباني المجمع تصنيف 4 لآلئ وفق نظام “استدامة”، والتصنيف البلاتيني من “ليد”، والتصنيف الذهبي من “ويل”. ويعد تصنيف “ليد” البلاتيني أعلى درجة تُمنح من قبل برنامج “الريادة في الطاقة والتصميم البيئي”، الذي يعتبر الأوسع انتشاراً لتقييم أداء المباني والتشجيع على إحداث تحول في السوق نحو التصاميم المستدامة. في حين يعتبر تصنيف “ويل” الذهبي ثاني أعلى درجة تمنح من قبل “ويل”، أول برنامج تصنيف للمباني على مستوى العالم يركز حصرياً على صحة الإنسان ورفاهه. ويقيم نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ ضمن برنامج “إستدامة”، المباني على مقياس من 1 إلى 5 لآلئ وذلك بناء على عدد نقاط الاستدامة التي يحققها المشروع.
وسوف تسهم مباني المجمع المبتكرة في ترسيخ ريادة مدينة مصدر على المستوى الإقليمي من حيث تطوير مباني خضراء وخالية من الانبعاثات الكربونية. فقد أعلنت مدينة مصدر في عام 2017 عن استكمال مشروع الفيلا المستدامة، أول فيلا “صفرية الطاقة” في الإمارات. وقد كانت الفيلا البالغة مساحتها 405 أقدام مربعة أول مبنى في الدولة يحصل على تصنيف “4 لآلئ”، حيث توفر الفيلا استهلاك طاقة أقل بنسبة 72%، ومياهاً أقل بنسبة 35% بالمقارنة مع الفيلات التقليدية ذات الحجم المماثل في أبوظبي، وبالتالي تساهم في الحد من انبعاث ما يقدر بـ 63 طنا من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وسوف يقام المجمع الجديد بمحاذاة مجمع مباني مدينة مصدر القائم الذي يتمحور حول كل من مبنى جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومقر سيمنز في الشرق الأوسط. وسيشمل المجمع الجديد المبنى القائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، كما ستكون هناك حدائق، وحضانة للأطفال، ومدرجا، ومساحات مغطاة للمشاة، ومركزا صحيا، وغيرها الكثير.
وقد حصلت شركة “فايثفول+غولد”، التي تندرج ضمن مجموعة “اس ان سي-لافالين”، على عقد استشاري توفير خدمات إدارة المشروع، في حين سوف تتولى شركة الاستشارات الهندسية العالمية “وودز باغوت” المهام الاستشارية لتصميم المشروع والإشراف على أعمال البناء. ويذكر أن “وودز باغوت” قد قامت سابقاً بتصميم مبنى “آيرينا” القائم في مدينة مصدر.
وتعد مدينة مصدر، التي تم تدشينها في عام 2010، إحدى أكثر المدن استدامة على مستوى العالم ومجمع البحث والتطوير المتخصص والمعتمد في أبوظبي.
وتلبي المدينة معظم احتياجاتها من الطاقة عبر محطة طاقة شمسية بقدرة 10 ميجاواط وأنظمة الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني بقدرة 1 ميجاواط.
وتلتزم كافة المباني داخل مدينة مصدر بتحقيق متطلبات تصنيف “3 لآلئ” كحد أدنى وفق نظام “استدامة”، أي أنها مصممة بحيث تخفض استهلاك الطاقة والمياه بنحو 40% على أقل تقدير مقارنة بالمعايير القائمة.
وتضم مدينة مصدر أكثر من 1000 شركة تركز على تطوير تقنيات مبتكرة ضمن قطاعات الطاقة المتجددة، وتخزين الطاقة، والذكاء الاصطناعي، والصحة، والفضاء، والتنقل. وتشمل هذه الشركات والمؤسسات “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة” /آيرينا/، ووكالة الإمارات للفضاء، وسيمنز، ومجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة والجهتين التابعتين له وهما “معهد الابتكار التكنولوجي” و”أسباير”، وتبريد، وهانيويل، والحرم الجامعي لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
كما تضم مدينة مصدر مجموعة/G42/ الرائدة في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية، التي قامت بافتتاح أحد أكبر المختبرات المتخصصة في إجراء الفحوصات لمواجهة جائحة فيروس كوفيد-19.
وتوفر مدينة مصدر منظومة حيوية تدعم التعليم، وأنشطة البحث والتطوير، والابتكار، والتكنولوجيا، وتمثل منصة استراتيجية تتيح للشركات اختبار التقنيات الجديدة وبناء شراكات مهمة على الصعيدين المحلي والعالمي، إلى جانب جهودها الرائدة لبناء مجمعات عمرانية أكثر استدامة.
المصدر : وكالة أنباء الإمارات