الذكرى الـ 28: الروانديون في الإمارات والسعودية والبحرين يحيون ذكرى الإبادة الجماعية لعام 1994 ضد التوتسي
أبوظبي-الوحدة:
اجتمعت الجالية الرواندية في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين في أبوظبي وعن بُعد لإحياء الذكرى الـ 28 للإبادة الجماعية لعام 1994 ضد التوتسي في رواندا – واحدة من أقسى الإبادات الجماعية في تاريخ البشرية. راح ضحية الإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1994 ضد التوتسي أكثر من مليون برئ من التوتسي قُتلوا بوحشية خلال مائة يوم تقريبًا.
انضم المسؤولون وأعضاء السلك الدبلوماسي وأصدقاء رواندا إلى الروانديين في فعالية إحياء الذكرى وهي مناسبة لتذكر الماضي الفظيع وتأمل مسيرة رواندا الشاقة نحو إعادة الإعمار.
“إن نهضة رواندا بعد عام 1994 هي سجل تاريخي يزخر بالتسامح وصمود الشعب والقيادة الحكيمة. هذا لأننا اُختبرنا، واُعتبرنا دولة فاشلة، وفرقّنا لكننا رفضنا الاستسلام وتعلمنا بالطريقة الصعبة”، صرح سعادة إيمانويل هاتيجيكا، سفير جمهورية رواندا لدى دولة الإمارات.
وذكر أن الرجال والنساء الشجعان الذين أوقفوا الإبادة الجماعية أرسوا أساسًا قويًا لرواندا الحديثة بقيادة فخامة الرئيس بول كاغامي لكن التحدي المقبل يكمن في أيدي الشباب.
وأضاف السفير هاتيجيكا: “شرعت رواندا في رحلة جديدة مدتها 30 عامًا نحو تحقيق رؤية 2050 من أجل كفالة العيش في رخاء وكرامة لجميع المواطنين. قبل شبابنا اليوم التحدي وندعوكم أيها الشباب للاستمرار في حمل القيم الرواندية المتمثلة في الصمود وحب الوطن والشجاعة والنزاهة لضمان أن تسود الروح الرواندية أينما كنت وحتى في أوقات الشدة”.
أعرب سعادة خالد الراشد مدير إدارة الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة عن تضامن دولة الإمارات مع جمهورية رواندا حكومةً وشعبًا، قائلًا: “أنضم إليكم اليوم لتكريم وتذكر أولئك الذين فقدوا أرواحهم في الإبادة الجماعية ضد التوتسي ولأتشارك التضامن مع الناجين الذين فقدوا عائلاتهم وأصدقائهم خلال الإبادة الجماعية. واليوم نقف تضامنًا مع شعب رواندا لتذكّر أصعب فترة في تاريخهم”.
وقال الدكتور فرانسيس جودرولت، الأستاذ في جامعة زايد العسكرية بدولة الإمارات العربية المتحدة وباحث مشارك في مركز دراسات الحوكمة في جامعة أوتاوا، والذي تحدث كصديق لرواندا، تحققت معجزة رواندا من خلال الشعب الصامد والقيادة الملهمة. “صمود رواندا هو أمر مذهل حقًا. إذا تحدثنا عن الدولة نفسها، ما يسمونه المعجزة الرواندية، تمامًا كما نقول عن معجزة دول شرق آسيا، والقدرة على تطوير البلاد بهذا الشكل، فكم عدد الدول التي أحدثت تغييرًا مثل ذلك بعد أحداث مماثلة؟ أعتقد أننا يجب أن نتحدث عن شعب رواندا، والحكم الرواندي، والقيادة الملهمة حقًا”.
وكانت مبادئ الوحدة والمساءلة والتفكير بطموح هي الأساس لخطة تحول رواندا بعد عام 1994 في ظل قيادة فخامة الرئيس بول كاغامي.
قال فخامة الرئيس كاغامي في 7 أبريل 2022 في كلمته خلال مراسم إحياء الذكرى الوطنية الـ 28 للإبادة الجماعية لعام 1994 ضد التوتسي: “لا ينبغي إضاعة فرصة الاستفادة من هذه الدروس الصعبة والمؤلمة، فكل عام يمر يجعلنا أشخاصًا أقوى وأفضل”.
كما تضمنت فعالية إحياء الذكرى الـ28 في دولة الإمارات رسائل أمل قدمها الشباب وشهادة مؤثرة شاركتها بولين كايتاري موكاييرانجا، إحدى الناجيات من الإبادة الجماعية التي عاشت في كارونجي خلال الإبادة الجماعية لعام 1994 ضد التوتسي.
وستستمر فترة إحياء الذكرى، التي بدأت في 7 أبريل 2022، لمدة 100 يوم حتى 4 يوليو تحت شعار “ذكرى ووحدة ونهضة”.
ملاحظة للمحررين:
• لم تكن الإبادة الجماعية ضد التوتسي مجرد حدث عارض أو من قبيل المصادفة بل كانت الهدف من خطة إبادة طويلة مدبرة ضد التوتسي على يد نظامَين متتاليين اتبعا السياسات الشنيعة التي بدأت في الفترة الاستعمارية لبث الفرقة.
• في ليلة السادس إلى اليوم السابع من شهر أبريل في عام 1994، بعد إسقاط طائرة فالكون 50 التي كانت تقل الرئيس جوفينال هابياريمانا، بدأت الحكومة على الفور في تنفيذ خطة الإبادة الجماعية التي أعدتها منذ فترة طويلة لإبادة التوتسي. واُغتيل أكثر من مليون شخص في الإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1994 ضد التوتسي في رواندا.
• نص قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 955 الصادر عام 1994 بشأن إنشاء المحكمة الجنائية الدولية لرواندا بوضوح أن ما حدث في رواندا كان إبادة جماعية. كما خلص الإقرار القضائي الصادر عن دائرة الاستئناف في المحكمة الجنائية الدولية لرواندا لعام 2006 إلى أن ” المعروف لدى الجميع” أنه “في الفترة الفاصلة بين 6 أبريل و 17 يوليو 1994، وقعت إبادة جماعية في رواندا ضد جماعة التوتسي العرقية.”
• اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 7 أبريل 2004 بالفظائع التي ارتكبت في رواندا على أنها “يوم دولي للتفكّر في الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا”.