تعد ” قمح الإمارات ” إحدى المبادرات الرائدة في مجال الزراعة التي انطلقت في عام 2017 وتضم 170 مزرعة لتمثل أبرز الجهود الوطنية في مجال تعزيز الأمن الغذائي حيث تنتج أكثر من 80 طنا من القمح على مستوى الدولة خلال موسم الحصاد.
وتشكل هذه المبادرة – التي تضم عددا من المواطنين ويقودها المزارع حميد عبيد الزعابي – بداية مسار وطني للتوسع في زراعة القمح في مختلف الأراضي الصالحة للزراعة في مناطق الدولة وخصوصا في المزارع غير المستغلة، حيث أثبتت هذه التجربة نجاحها في إمكانية زراعة هذه الغلة الاستراتيجية خلال الفترة من نوفمبر إلى مارس من كل عام بحيث تتم عملية الري من 3 إلى 4 مرات أسبوعياً مما يرشد استهلاك المياه.
وقال الزعابي في حوار مع وكالة أنباء الإمارات / وام / إن مستقبل زراعة القمح في الدولة يدعو إلى التفاؤل ونسعى من خلال هذه المبادرة إلى انضمام أكبر عدد ممكن من المزارعين لدعم جهود الدولة الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي بجانب دورها المجتمعي في نشر الوعي بأهمية زراعة مختلف المحاصيل الزراعية في المنازل لاستدامة الغذاء تدريجيا .
وأضاف ثقافة زراعة القمح يجب أن تتغير، لدينا الإمكانيات اللازمة لزراعة هذه الحبوب التي تمثل محركا أساسيا لأزمة الغذاء التي يشهدها العالم اليوم .. مشيرا إلى أننا في دولة الإمارات نمتلك مساحات واسعة نسبيا صالحة للزراعة إضافة إلى توفر شبكات ري حديثة وأسمدة عضوية لا تحتوي على أي مبيدات أو مواد كيماوية وبالتالي يتفوق الإنتاج المحلي الإماراتي /رغم محدودية الإنتاج/ مقارنة بالمنتج المستورد.
وقال هناك حاجة مُلحة لتغيير هذه المفاهيم المغلوطة ومثال على ذلك أن زراعة القمح تستهلك مياه كبيرة مما يستنزف المياه الجوفية ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما ففي المزارع الحالية في الدولة توجد شبكات معتمدة على الأساليب المبتكرة والحديثة مثل الري بالتنقيط والرش وفي موسم الأمطار لانحتاج لاستخدام هذه الوسائل.
وأضاف حميد الزعابي أنه خلال عام زاد عدد المزارع المشاركة في المبادرة من 145 إلى 170 مزرعة وبلغ حجم الإنتاج نحو 80 طنا بعد أن كان 50 طنا العام الماضي مما يؤشر على أننا نسير في الطريق الصحيح. وتابع قائلا : ” وبمجهود فردي منا كمزارعين إماراتيين بدأنا مبادرتنا التطوعية بمجموعة على تطبيق “الواتس اب” وبمجموعة لا يزيد عدد أفرادها عن 16 مزارعا”.
وحول دور المبادرة التوعوي .. أوضح : ” نستهدف فئة الطلبة لغرس حب الزراعة فيهم منذ الصغر وقمنا بذلك عمليا من خلال قيام عدد من الطلبة بزراعة القمح في إحدى مدارس أبوظبي حيث تابعوا التجربة عن قرب وحصدوا المحصول وقاموا بطحن الحبوب وخبزها وكانت التجربة أكثر من رائعة والهدف الأساسي منها توعية الأجيال بأن غذائنا يجب أن يكون من حصاد مزارعنا”.
وفيما يتعلق بالبذور التي يتم توزيعها مجانا على المزارعين والأسر ..
قال : ” نحرص على توزيع البذور مجانا على المزارعين والأسر والأفراد فقد لاحظنا خلال السنوات القليلة الماضية انتشار الزراعة المنزلية بشكل كبير وبات الكثير يحرص على معرفة المزيد حول آليات الزراعة وطرقها غير التقليدية وكيفية الاعتناء بها “.
وبشأن الأسمدة العضوية الخالية من المواد الكيماوية والمبيدات والتي تستخدم في زراعة القمح .. ذكر حميد الزعابي الذي يمتلك مزرعة للأسمدة العضوية في عجمان : ” نقوم بتدوير 80 طنا شهريا من المخلفات الحيوانية والخضروات والفواكة والمخلفات الزراعية لإنتاج الأسمدة العضوية. ودعم المزارعين في إنتاجهم العضوي”.
الجدير بالذكر أن دولة الإمارات قد استوردت بما قيمته 1.3 مليار درهم من حبوب القمح خلال العام الماضي وذلك وفقا لبيانات إحصائية لوزارة الاقتصاد.
المصدر – وكالة انباء الامارات