مرئيات

حشد فكري كبير في ملتقى “جابر عصفور.. الإنجاز والتنوير” الذي تنظمه مؤسسة العويس في القاهرة

دبي – الوحدة:
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، انطلقت في القاهرة جلسات الملتقى الدولي “جابر عصفور.. الإنجاز والتنوير”، الذي تنظمه مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة، حيث يستمر لمدة يومين 26 و27 يونيو 2022 وبحضور وفد ثقافي من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية يضم كل من د. فاطمة الصايغ والأستاذ ناصر الظاهري والأستاذ إبراهيم الهاشمي، إلى بالإضافة شخصيات فكرية عربية تمثل الطيف الثقافي العربي من المحيط إلى الخليج.

وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم خلال افتتاح المؤتمر كلمتها: أن عام 2021 أبى أن يمر دون أن يفجعنا بخبر شديد الحزن، وهو رحيل المفكر العظيم الدكتور جابر عصفور، لينهي بهذا الخبر رحلة طويلة لحياة مفكر من طراز فريد كانت حياته كثيرة الجوانب والتصنيف، فهو الأكاديمي، والمفكر البارز الذي أثرى المكتبة العربية بكثير من كتب النقد، وهو أيضًا المترجم الفذ.

وقالت أيضاً لا نستطيع أن ننسى إسهاماته في العمل القيادي بوزارة الثقافة كأمين للمجلس الأعلى للثقافة، ومدير للمركز القومي للترجمة، ووزير للثقافة، وقد استطاع في كل فتراته تلك أن يعطي دروسًا في فنون الإدارة.

مشيرة إلى إجماع المثقفين على أن رحيل جابر عصفور سيترك فراغًا لن يشغله غيره، لذا لم يكن من المستغرب أن تأتي كل تلك الكوكبة من رفاقه وتلاميذه اليوم، والذين استشعروا فداحة الخسارة.

مؤكدة أن ملتقى اليوم ما هو إلا اعتراف وتقدير من وزارة الثقافة لمكانة وقيمة هذا الرجل، واعتراف بدوره في مصر والعالم العربي، وستبقى إنجازاته وبصماته في الساحة الثقافية خالدة على مر العصور تشهد لمسيرة عمل مشرف وعظيم.

وألقت د. فاطمة الصايغ، عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، كلمة المؤسسة، قالت فيها:

انقل لكم بداية تحية زملائي في مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ممزوجة بالشكر والتقدير لهذا الجهد المتميز الذي أثمرت عنه شراكتنا الثقافية ونحن نحتفي بفكر وفلسفة الراحل الكبير الدكتور جابر عصفور الذي امتدت صداقته مع المؤسسة لأكثر من ربع قرن وكان أحد المكرمين في جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية، فضلاً عن كونه محكماً ومستشاراً وصديقاً وفياً.

وتابعت د. فاطمة الصايغ:

لقد سبق للمؤسسة وتعاونت مع المركز القومي للترجمة في ندوة بعنوان (الترجمة وتحديات العصر) في العام 2010 وكان لها صداها الإيجابي لما خرجت به من أفكار وتوصيات هي موضع تطبيق هذه الأيام، وهو ما يؤكد على قيمة الندوات المشتركة التي تنظم بالتعاون مع مؤسسات مماثلة حيث تعم الفائدة وتنتشر المعرفة بشكل أوسع وأسرع، ولطالما كان لمؤسسة العويس هذا النوع من الأنشطة خارج دولة الإمارات العربية إيماناً منا بقوة وقيمة الفعل الثقافي الذي يتجاوز الجغرافيا لأن الثقافة لا تقف عن الحواجز والحدود.

وأضافت الصايغ:

في هذا الملتقى الدولي عن “جابر عصفور.. الإنجاز والتنوير” الذي ينظم بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة هنا في القاهرة تأكيد أخر على قيمة العمل الثقافي المشترك النابع من رغبة أكيدة، وخاصة أن الاحتفاء يطال شخصية ثقافية واسعة الطيف عربياً، حيث كان الراحل جابر عصفور ضميراً ثقافياً تنويراً عربياً، وقد أثر حضوره على كثير من مفاصل العمل الثقافي داخل مصر وخارجها وكان له حضور فكري متميز في المحافل الثقافية وكذلك الأكاديمية مما جعل منه قيمة مضافة استحقت التقدير والعرفان.

وتحدث الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة قائلًا:

نجتمع اليوم لنحتفي بالأستاذ الدكتور جابر عصفور … تلك الشخصية المتفردة التي احتلت مكانةً خاصةً في الثقافةِ المصريةِ والعربيةِ… والتي امتد تأثيرُها ليتجاوزَ حدود مصر إلي العالم العربي الكبير من محيطهِ إلي خليجهِ.. ولم يكن هذا التفرد يقينًا محض صُدفةٍ٬ بل كان نتاجًا لمشوارٍ طويل من العمل الدؤوب والجهد المخلص والفكر الجاد المستنير٬ حتى تبوأ مكانته كواحدٍ من أبرز وأهم المثقفين والمفكرين العرب خلال العقود الخمسة الأخيرة. ويقينًا٬ لقد ترك رحيل الدكتور جابر عُصفور فراغًا استشعره كل منتسبي المشهد الثقافي المصري والعربي٬ وبخاصة زملاءه وتلاميذه ومحبيه٬ بل كل من عرفه واقترب منه وأفاد من مشروعه الفكري والثقافي.

وألقت الدكتورة هالة فؤاد (أرملة الراحل) كلمة الأسرة قائلة فيها:

دعوني أتجاوز كل الأشكال الرسمية لأنني أود أن تكون تلك الجلسة جلسة أسرية تنطوي على الدفء الإنساني، فجميع من في هذه القاعة أصدقاء الراحل العظيم ورفاقه وتلاميذه.

في العادة من المفترض أن أقدم الشكر للقائمين على هذا المؤتمر، ولكن هذه المرة الموقف مختلف، فكيف أشكر البيت على تكريم صاحبه؟

فعصفور هو من منح هذا المكان القيمة، وجعله قبلة للمثقفين العرب، وعمل على استعادة مصر من خلاله مكانتها بين شقيقاتها من الدول، وإني في هذا المقام أشكر القائمين على هذا الجهد الذي قاموا به سواء الصديقة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، أو الصديق الدكتور هشام عزمي، أمين عام المجلس، فجميع القائمين على هذا المؤتمر إما رفاق أو تلاميذ جابر عصفور، والذي علمهم إتقان الجهد والمثابرة.

أما مؤسسة العويس فأرى أن من المنطقي والطبيعي أن تكون تلك المؤسسة من أوائل المشاركين في تكريم جابر عصفور، فهذه المؤسسة تنطوي قيميًّا على الاحتفال بالقيمة، وتحتفي بمن نالوا جوائزها، ومنهم جابر عصفور.

وقالت أيضاً في كلمتها:

لم يكن جابر زوجا وحبيبا فقط، بل كان رفقة العمر الجميل وهو الأستاذ الذي أدين له بالفضل، ووفاء بديني لهذا الرجل الاستثنائي بكل ما في الكلمة من معان أعلن اليوم عليكم الاستراتيجية الثقافية التي أعدها الراحل العظيم مع فريق عمل عظيم، ولا أستطيع قراءتها كاملة لأنها تنيف على 50 صفحة، وسوف تطبع قريبًا، ولكنني أتوقف عند أهم بنودها؛ وأهم نقطة هي كيف تم بناء تلك الاستراتيجية، وقد وضعها عصفور مع فريق كبير عام 2015، ومنهم: الراحل السيد يسين، وطارق النعمان، وعماد أبو غازي، وجمال غطاس، وأحمد عاطف، وسعيد المصري، وأنور مغيث، والراحل سيد حجاب، وسمير مرقص، وكثيرين.

وتم هذا وفقًا لحوارات جادة مع المثقفين وجمعيات المجتمع المدني، وأهم فكرة في الاستراتيجية ليست صناعتها، وإنما المنظومة الثقافية، فعمل كهذا يحتاج إلى التعاون، وقد تم إبرام بروتوكولات مع 16 وزارة، لتأسيس مجموعة وزارية ثقافية، مثلما حدث في التنمية الاقتصادية، وأقيمت الاستراتيجية على “SWOT Analysis”، لتحليل الوضع الراهن.

وفي الختام أعلنت الدكتورة هالة فؤاد عن نية الأسرة في أن يصير منزل الراحل جابر عصفور في مدينة 6 أكتوبر مكتبة ثقافية لطلاب الدراسات العليا، وكذلك لإقامة الندوات والأمسيات الثقافية.

وألقى الدكتور جمال الشاذلي، نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون التعليم والطلاب، كلمة جامعة القاهرة، نائبًا عن رئيس الجامعة الدكتور محمد عثمان الخشت، قائلًا:

إن الدكتور جابر عصفور إذا كان قد رحل بجسده، فإن فكره سيظل باقيًا، ومسيرته العطرة الغنية تكشف عن ثراء منقطع النظير، فجامعة القاهرة تفخر بأن الراحل العظيم أحد أبنائها الأوفياء، فعندما شرعنا في عمل “وثيقة التنوير” بجامعة القاهرة كان عصفور أحد رموزها، فلا يمكن التحدث عن التنوير دون ذكر جابر عصفور.

ثم قرأ بعض بنود تلك الوثيقة، ومنها: عد التعصب لتيار ضد آخر، وتأكيد هوية مصر المستنيرة القائمة على قيم التعايش وتقبل الآخر، وكذلك تحديد مفهوم التنوير، وتكوين خطاب ثقافي ديني جديد، إضافةً إلى تأسيس تيار عقلاني مقاوم للتطرف، والانفتاح على التيارات العالمية، وكذلك بناء نسق علمي مفتوح ومتحرر، في مقابل أنساق جامدة تعوق الإبداع، وبناء بيئة علمية تحفز روح الاكتشاف والإبداع لتختفي معها الطرق القديمة الموصومة بالحفظ والتلقين.

كما ألقى الناشر فخري كريم كلمة المشاركين قال فيها (ستظل مصر أمة دنيانا بغض النظر عن توجهاتنا، مصر قدرنا وقد برز دور الدكتور جابر عصفور عندما تولي الامانة العامة للمجلس الاعلى للثقافة وتفعيل دور العمل الثقافي الإيجابي عبر عشرات الندوات والدورات وورش العمل)

ثم بدأت أعمال المؤتمر الذي يشتمل على الموضوعات التالية (جابر عصفور أستاذًا وناقدًا – جابر عصفور وقضايا التنوير – جابر عصفور رائدًا من رواد الثقافة العربية “شهادات” – جابر عصفور وبناء المؤسسات الثقافية – جابر عصفور وقضايا الترجمة – المشروع الثقافي لجابر عصفور “حلقة نقاشية”، وبمشاركة نخبة كبيرة من النقاد والمبدعين والسياسيين من أصدقاء وتلامذة ومحبي العالم الراحل الجليل من 14 دولة عربية: ليبيا/ العراق/ تونس/ الجزائر / السودان/ المغرب/ لبنان/ البحرين / الكويت / الإمارات/ السعودية/ سوريا/ فلسطين ومصر، ويناقشها كل من: احمد المنصوري – زهور كرام– طارق النعمان – محمد بدوي –عبد العزيز السبيل ـ حسن مدن – نبيل عبد الفتاح – واسيني الأعرج – ناصر الظاهري ـ حسين حمودة – شريف الجيار – عبد الرحيم علام – فخري كريم – فوزي الحداد – نبيل حداد – هشام زغلول –محمد صابر عرب – ـ أمين الزاوي – أنور مغيث – شهرت العالم – مكارم الغمري – محمد شاهين ـ بنسالم حميش – خالد زيادة – طالب الرفاعي – عماد أبو غازي – سعيد المصري أحمد مجاهد -خيري دومة – عبد الرحيم الكردي – فريدريك معتوق – مجذوب عيدروس – هشام زغلول وخليل النعيمي.

ويأتي هذا الملتقى في إطار حرص المؤسستين على الاحتفاء بالرموز الفكرية والثقافية التي أثرت في الحركة الثقافية في الوطن العربي ومن بينهم الناقد الراحل الدكتور جابر عصفور، حيث سبق للمؤسسة ان نظمت ندوة عن الترجمة في القاهرة بالتعاون مع المجلس القومي للترجمة وملتقى عن الأمن الثقافي العربي بالتعاون مع مؤسسة شومان في الأردن والعديد من الندوات والملتقيات الأخرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى