مرئيات

تمثُلات “الذات والمجتمع في شعر أمل دنقل” في دراسة عراقية حديثة

القاهرة – (د ب أ)

عن تمثُلات “الذات والمجتمع في شعر أمل دنقل”، صدرت في العراق دراسة حديثة، للباحثة والناقدة موج يوسف، غاصت من خلالها في العوالم الشعرية للشاعر المصري الراحل، وتوقفت بالدراسة والنقد عن الكثير من دواوينه وقصائده ذات الصلة بثنائية الذات والمجتمع.

وقالت الباحثة والناقدة  العراقية موج يوسف، التي غاصت في دراسة الأنساق الإنسانية، واتخذت من أشعار أمل دنقل نموذجا لدراستها، إن “عتبة الشعر العربي تلوّنت ولم تُصبغ بلون واحد”، وأن “الإسلام جاء وغير المجتمع وعاداته، وجعـل أيديولوجيته تدس نفسها في الشعر، فغابت الأنا والذات، وانتقلـت /نـحـن/ مـن القبلية إلى الإسلامية”.

وبحسب الدراسة، غلب على الشعر في بداية الإسلام أنـه “مـؤدلج، لا فنيـة عاليـة فيه، واحتفى بالتقريريـة الشعراء المخضرمين الذين بقي شعرهم محتفظاً بأنفاسه الإبداعية، بالمقابل غائـب عـن الذاتية والأنا”.

وأضافت الباحثة  في دراستها، التي حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) على نسخة منها، أنه ما أن توسعت رقعة الإسلام، حتى لعب الشعر دوراً اجتماعياً مهماً، وهذا “مـا نجـده في مرحلة الجهاد في زمن الخليفة الثاني”.

ورأت أن “الشعر العربي تناول علاقة الذات بالآخر حبيباً وبالآخر معيقا، علاقة متبادلة بين النقيضين. وانطلاقاً من ذلك، فإن اختلاف الآخر يأتي من اختلاف الذات فيه ، مما يشير إلى أن صورة الآخر على هذا الأساس هي عبـارة عـن مـركـب مـن السمات الاجتماعية والنفسية والفكرية والسلوكية التي ينسبها فرد أو جماعة  إلى الآخرين الذين هم خارجها”.

وطبقا للدراسة، كان الشعر العربي أحد أقطاب الانقسام الذي تخلفها الذات مع الآخر، “فشخصية الشحاذ والكاذب من جهة وشخصية الفرد المتوحد ذي الأنا المتضخمة النافية للآخر، صارت من السمات في الخطاب الشعري، ومنـه تسربت إلى خطابات أخرى، ومـن ثـم صارت نموذجاً سلوكياً ثقافياً يعـاد إنتاجه بما أنه نسـق منغرس في الوجدان الثقافي”.

وأكدت الباحثة والناقدة موج يوسف، في دراستها، أنه “ليس بالإمكان أن نفصل الـذات عـن الآخـر، لأن استدعاء الآخر يساعد على استدعاء الذات وبالعكس، ويمكـن للآخر أن يتحدد على المستوى الاجتماعي  ليبصـر مـن يختلـف عـن لـونـه أو دينه أو اهتمامه”.

وأضافت: “يمكننا القول إن مفهـوم الآخـر ينطـوي في الغالب على فهـم جوهري للذات بمعنى أن الذات هي التي تحدد آخَرَهَا، وترى نفسها هي الأساس الذي تصدر عنه المعايير التي يمكن عن طريقها تحديد من هو الآخر”.

وبحسب الدراسة، “اختلف حضور الآخر فـي الشعر العربـي قـديماً وحديثا، وكـان يـرد بـصـور متعـددة، فقـد يـأتي إنسانا أو حيوانا، لونـا أسـود أو أبيض، أو عربيـا أو أعجميا، أو حاكما وغيرها”.

وتناولت الباحثة والناقدة العراقية، بالدراسة والبحث، حضور الآخر في شعر أمل دنقل، وتوصلت إلى أن الآخر حاضر بشكل مكثف في قصائد “دنقل”، وأنه كان صـاحب الفاعلية في المواقف الإيجابية والسلبية، وأعطى موقفاً حاداً للشعر الثوري.

وتابعت بالقول إن “الذات وردت في النصوص الشعرية ذاتاً فاعلية، في حين الآخر جاء بالمفعولية”، وإن ذات الشاعر هي التي توجد في الآخر وتستدعيه لحاجتها،  لافتة إلى أن العلاقة بين الذات والآخـر في نصوص “دنقل” علاقة قائمة في النصوص على التوازن والتكافؤ في النص.

وخلصت الدراسة إلى أن الشاعر أمل دنقل كان يحمل مرجعية ثقافية، كان الحضور الكبير فيها للدين والأسطورة والتاريخ والأدب والتراث العربـي القـديـم والغربـي أيضـاً، فكانـت هـذه المرجعيات في أغلب نصوص “دنقل” عبارة عن رموز استعملها الشاعر ليعبـر عـن مـوقـف معين، كما شغلت المرجعيات التوراتية مكانـا كبيـراً مـن قصائده، وكانت تحمـل أبـعـاداً سياسية، ولا سيما موقفه من اعتداء اليهود على الأراضي العربية وتحكمهم السياسي في الأمة العربية.

وتناولت فصول الدراسة بالتحليل تمثلات موضوعات عدة في الشعر العربي “شعر أمل دنقل أنموذجا” مثل المضامين الذاتية، والذات والآخر، والذات المقنعة، بجانب المضامين الاجتماعية، والأيديولوجيا المضمرة، والمرجعيات الثقافية والدينية والأسطورية والأدبية والتاريخية.

يُذكر أن موج يوسف، هي أكاديمية وناقدة عراقية، تعمل محاضرة جامعية، كما عملت في عدد من الصحف والمؤسسات العراقية، وهي تمارس الكتابة في مجال النقد الأدبي والثقافي، ولها بحوث منشورة في عدد من الصحف والمجلات والدوريات العراقية والعربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى