أخبار عربية ودولية

انقطاع الكهرباء يثير غضب المواطنين في ليبيا ويشعل الاحتجاجات

طرابلس/ بنغازي-رويترز:
عندما انقطعت الكهرباء عن مدينة بنغازي الليبية الأسبوع الماضي انطلق هيثم الغول إلى الشارع مع ابنه عثمان (خمس سنوات) للبحث عن مكان لتوصيل جهاز تنفس صناعي يحتاجه الطفل المصاب بالربو بتيار كهربائي.

وانتشرت سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا صورة الغول وهو يحتضن عثمان في الشارع وجهاز التنفس موصل بمولد خاص لدى أحد المتاجر كرمز على أزمة الكهرباء التي أثارت غضب الليبيين من مختلف الأطياف السياسية.

وقال الغول “عانينا كثيرا من انقطاع الكهرباء في بنغازي. أنا مجرد حالة من العديد من الحالات”.

وتحول الاحباط الناتج عن انقطاع الكهرباء وإخفاقات أخرى لا تعد ولا تحصى للزعماء المتناحرين إلى احتجاجات يوم الجمعة على المؤسسات السياسية التابعة لجميع أطراف الصراع تقريبا.

وفي طرابلس تظاهر مئات في ساحة الشهداء في أكبر احتجاج منذ سنوات، وفي طبرق اقتحم محتجون مقر البرلمان وأضرموا النار في أجزاء منه.

وعلى الرغم من أن الاحتجاجات كانت تتعلق بمشكلات أخرى أيضا، كانت المظاهرة الرئيسية تتعلق بانقطاع الكهرباء فيما يظهر كيف لمشكلات البنية الأساسية أن تتصاعد في الأجواء السياسية المضطربة في ليبيا.

ويعاني قطاع الكهرباء منذ سنوات من مشكلات تتعلق بالصيانة وآثار الحرب وسرقة المعدات والفساد، وفي الفترة الأخيرة من حصار الفصائل الشرقية لمنشآت نفطية وقطعها إمدادات الوقود عن بعض محطات توليد الكهرباء.

وتعمل شركة الكهرباء العامة مع متعاقدين أجانب على تشغيل ثلاث محطات كهرباء إضافية هذا الصيف لكن العمل يسير بوتيرة أبطأ من المتوقع. حتى خارج مبنى رئيسي لشركة الكهرباء العامة في وسط طرابلس هناك مولد ضخم للإبقاء على تشغيل المكاتب وقت انقطاع الكهرباء.

وعندما غرقت أحياء كاملة في طرابلس في الظلام في ليالي الصيف الحارة طغى هدير المولدات الخاصة على أي أصوات أخرى في حين تصاعد الدخان من محركاتها التي تعمل بوقود الديزل.

وحتى من يقدرون على تحمل تكلفة المولدات الخاصة يجدون صعوبة في شراء الوقود ويقفون أحيانا لساعات كل مرة في الطوابير. وكثيرا ما تتعطل المحركات وتشاهد أكواما من المحركات القديمة خارج ورش ظهرت فجأة لإصلاحها.

وانقطاع الكهرباء الذي يدوم في بعض الأحيان لأربع وعشرين ساعة عادة ما يقطع معه القدرة على الدخول على خدمة الإنترنت في أحياء بكاملها ويؤثر ذلك تقريبا على كل مناحي الحياة.

* انقطاعات

عندما قرر مطعم مجموعة الفصول الأربعة في طرابلس، وهو مطعم لا صلة له بسلسلة الفنادق، توفير مساحة مجانية تعمل بمولد كهربائي للطلبة الذين يستذكرون دروسهم للامتحانات، استقبل عددا كبيرا من الشبان ومعهم حقائب الكتب وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

وقالت آية مكي شريف، الأستاذة المحاضرة في المعهد العالي للتقنية الهندسية والتي أحضرت ابنها الزروق البالغ من العمر 11 عاما إلى المطعم لتدريس الرياضيات له، “المولدات تحتاج إلى صيانة مستمرة، وأنا أخاف من أن يتم سرقتها”.

وأضافت “عندما تنقطع الكهرباء، أشعر أن كل شيء يتوقف”.

وعلى طاولة أخرى في المطعم، قالت ديباج الطرابلسي، طالبة العلوم السياسية، إن الكهرباء تعمل في منزلها بمنطقة صلاح الدين ساعتين فقط يوميا، مما يجعل من المستحيل الدراسة في طقس الصيف الحار.

وأضافت “هذا يؤثر على مستوى تعليمي”.

ومنذ احتجاجات يوم الجمعة، اتهمت الفصائل المتناحرة في ليبيا بعضها البعض بالمسؤولية عن الأزمة ووعدت بالعمل على تحسين الوضع.

وقال حسام بن زيتون، صاحب مجموعة الفصول الأربعة، “يعدوننا بالكهرباء كل عام ومن ثم لا شيء يتحقق”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى