تقنيات معالجة المخاوف المتعلقة بفيروس كوفيد 19

دبي-الوحدة:
مع استمرار عودة ظهور حالات فيروس كورونا في الإمارات العربية المتحدة، تشاركنا خبيرة الاستشفاء من أبو ظبي، الدكتورة آيات مكي، بعض التقنيات الأساسية التي يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر الشخصي والقلق المرتبط بالتحضير لموسم السفر.

وبينما أوضحت تقارير نشرتها منظمة الصحة العالمية عن زيادة بنسبة 25٪ في القلق والاكتئاب خلال السنة الأولى من الجائحة، إلا أن هناك ازدياد في أعداد حالات اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بين الناجين ومقدمي الرعاية وأقارب ضحايا فيروس كوفيد 19.

شرحت الدكتورة آيات المختصة في أسلوب “ثيتا” للاستشفاء المتقدم (Advanced ThetaHealing®) تقنية للشفاء بالطاقة من خلال التواجد في حالة ذهنية صافية قائلةً: “يزداد القلق نتيجة عدم اليقين والشعور بعدم السيطرة على النفس في مثل هذه الأوقات، مما يجعل ردود أفعالنا تختلف، من عزل أنفسنا أو اتخاذ قراراتٍ غير عقلانية إلى القلق الشديد والأعراض التي يُشبِّهُها بعض الأطباء بعلامات اضطراب ما بعد الصدمة .

“من المهم أن نتذكر أننا كبشر نستطيع التحكم في ثلاثة أشياءٍ فقط: أفكارنا وردود أفعالنا في مختلف الحالات والأفعال التي نقوم بها في مواجهة تلك الحالات. عندما يسيطر علينا القلق والخوف، تفرز أجسامنا هرمون الأدرينالين وتدخل في حالة تسمى استجابة الكر أو الفر، ويمكن أن تتراوح أعراضها من تسارع ضربات القلب والتنفس إلى الارتعاش والتوتر”.

“هذه الحالة والهرمون ضروريان لنبقى في مأمن من أيّ خطرٍ متوقع، مثل فيروس كورونا. يبدأ التحدي عندما نستمر في هذه الحالة لفترات طويلة كرد فعل لما يحدث حولنا، مما يسبب ما يُعرَف بالتوتر”.

وتقول الدكتورة آيات، والتي تحمل أيضًا شهادتي الممارس الرئيسي والمدرب المرخص في البرمجة اللغوية العصبية، أنّ مفتاح إدارة القلق والتوتر هو التمسك وممارسة ما هو مؤكد وتحت سيطرتنا.

وكشفت قائلةً: “هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها أن تدعم نفسك أثناء مواجهة التحديات ومن أجل التحكم في التوتر. على سبيل المثال، من أهم ما تفعل به هو كيف تبدأ يومك، فهناك العديد من المنبهات التي تتميّز بكونها تحتوي على أصوات الطبيعة والأصوات الهادئة، والتي يمكن أن تبدأ في تشغيلها لمدة تصل إلى 15 دقيقة قبل الوقت المحدد للاستيقاظ بحيث توقظ جسدك من النوم برويةٍ وهدوء. أما إذا كان نومك ثقيلاً، فيمكنك ضبط المنبه المعتاد بعد انتهاء الأصوات الهادئة”.

“إذا كان أول شيء تفعله عند الاستيقاظ هو استخدام هاتفك أو مشاهدة الأخبار أو الرد على الرسائل، فإنّك تُعِد نفسك لتقوم بردود فعل لا إرادية بدلاً من القيام بردود فعل موزونة، وستجد ذلك يتكرر طوال يومك. لذا، بدلاً من ذلك، أجِّل النظر إلى الهاتف حتى بعد الانتهاء من روتينك الصباحي”.

“يمكن أن يكون هذا الروتين طويلاً أو قصيرًا حسب رغبتك، ويمكن أن يختلف بناءً على الوقت الذي تملكه كل صباح. كما يمكنك اختيار ما يناسبك في مختلف الحالات سواء كنت موظفًا بدوام كامل أو صاحب شركة أو ربة منزل”.

“يكمن الحل في دمج ممارساتٍ سهلة ومستمرة تساعدك على مواجهة يومك، على سبيل المثال، يمكن أن يتضمن روتين الصباح السريع أخذ بعض الأنفاس العميقة وممارسة الامتنان والاستماع إلى تأمل سريع مسجّل لمدة خمس دقائق وتناول الإفطار. ويمكنك فعل كل هذا قبل استخدام الهاتف”.

تقترح الدكتورة آيات الاعتراف بما تشعر به كعاملٍ مهمٍ آخر للمساعدة في التحكم بالتوتر، وتقول: “إن تجاهل أو كبت ما تشعر به هو حلٌ مؤقت لمشكلةٍ مستمرة، ولن يساعدك في المدى الطويل أبدًا”.

“اعترف بما تشعر به وتحدى أفكارك وتواصل مع نفسك بشأن ما يوترك، لأن هذا يساعدك على أن تصبح أقوى داخليًا وسيحميك من الآثار الجانبية للكبت، مثل قلة النوم وتقلبات المزاج والتفكير غير العقلاني واتخاذ القرارات غير المنطقية والقيام بردود أفعال لا إرادية”.

توصي الدكتورة آيات أيضًا بالتركيز أكثر على ما يمكنك التحكم فيه، وتنصح ببناء مناعتك بشكلٍ طبيعي واتخاذ الاحتياطات اللازمة وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة والاعتناء بالذات جيدًا، فكلها قرارات يمكنك اتخاذها والسيطرة عليها”.

“ركز على التفكير الإيجابي والاعتناء بصحتك العقلية كأولوية. تعلم أن تطلب الدعم والمساعدة من أخصائي الصحة العقلية إذا وجدت نفسك غير قادرٍ على التأقلم. أخيرًا، كن متفائلًا وعش كل يومٍ بيومه كي لا تغلب هموم الحياة”.