شولتس يطالب الاتحاد الأوروبي بتوحيد صفوفه في كل المجالات نتيجة للحرب على أوكرانيا

برلين-(د ب أ):
صرح المستشار الألماني أولاف شولتس بأنه سيعمل من أجل من أن يصبح الاتحاد الأوروبي أقوى و”اتحادا أوروبيا جيوسياسيا” وذلك كنتيجة مترتبة على الحرب الروسية على أوكرانيا.

وفي مقال زائر نُشِر بعد ظهر اليوم الأحد في صحيفة “فرانكفورتر الجماينه تسايتونج” الألمانية، كتب السياسي الاشتراكي الديمقراطي أن على الاتحاد الأوروبي أن يوحد صفوفه في كل المجالات التي لم يتوصل فيها إلى اتفاق حتى الآن ” على سبيل المثال في سياسة الهجرة وبناء دفاع أوروبي وفي السيادة التكنولوجية والمرونة الديمقراطية”.

وأعلن شولتس أن الحكومة الألمانية ستقدم مقترحات محددة بهذا الشأن ” في الشهور التالية”.

ووصف شولتس الاتحاد الأوروبي بأنه “نقيض حي للامبريالية والاستبداد” مشيرا إلى أن هذا هو السبب في أنه يمثل شوكة في الحلق بالنسبة لحكام مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وحذر شولتس من أن ” الخلاف الدائم والشقاق الدائم بين الدول الأعضاء يضعفنا، ولهذا السبب فإن الرد الأهم من أوروبا على التحول الزمني هو الوحدة. ويجب علينا حتما أن نحافظ عليها ونعمقها”.

وطالب شولتس بإنهاء “العرقلة الأنانية لقرارات أوروبية من قبل بعض الدول الأعضاء”.

ورأى شولتس أن الاتحاد الأوروبي لن يكون بمقدوره تحمل حقوق النقض الوطنية (فيتو) إذا أراد استمرار الاستماع إليه في عالم من القوى العظمى المتنافسة.

وتابع شولتس أن ” الاتحاد الأوروبي جذاب بدرجة لم يصل إليها من قبل أبدا، فهو منفتح على أعضاء جدد وسيصلح نفسه في ذات الوقت”.

وكتب شولتس في المقال الذي حمل عنوان “أوروبا في فترات الحرب- بعد التحول الزمني” أن “الامبريالية عادت في أوروبا” ولفت إلى أن الصواريخ الروسية على أوكرانيا لم تتسبب في دمار كبير وحسب، ” بل إنها حولت نظام السلام الأوروبي والدولي الذي تأسس في العقود الماضية إلى حطام ورماد”. وأضاف أن بلاده “ركنت إلى شعور خاطئ بالأمن” بعد انتهاء الحرب الباردة، وقال إن القول المأثور بأن ألمانيا محاطة بأصدقاء فقط، كان قولا خاطئا.

وأكد شولتس مجددا دعم أوكرانيا طالما احتاجت إلى هذا الدعم اقتصاديا وإنسانيا وماليا وكذلك عبر توريد الأسلحة ” وفي الوقت نفسه، سنعمل على ألا يصبح حلف شمال الأطلسي (ناتو) طرفا في الحرب”.

ورأى شولتس أن الاتحاد الأوروبي تقارب من بعضه وأن “عقوباته الصارمة غير المسبوقة” على روسيا تعمل بصورة أكبر كل يوم، وقال إن من الواضح أنه سيتعين الإبقاء عليها لفترة طويلة بشكل أو بآخر ” والواضح بالنسبة لنا أيضا أنه لن يتم رفع واحدة من هذه العقوبات في حال كان هناك سلام بإملاء روسي، وليس هناك طريق أمام روسيا للالتفاف على اتفاق يمكن قبوله من جانب الأوكرانيين”.

واعترف المستشار الألماني بأن إنهاء الاعتماد على روسيا في سياسة الطاقة ليس سهلا حتى بالنسبة لدولة غنية مثل ألمانيا وبأنه سيستمر لفترة طويلة وأردف: ” سنحتاج إلى نفس طويل”.

وتحدث شولتس عن تقديم مساعدات مالية بقيمة تزيد عن 30 مليار يورو للمواطنين في بلاده كما تحدث عن العملية التشاورية التي يطلق عليها اسم العمل المتضافر مع أرباب العمل والنقابات وقال:” يجب أن نتماسك ونتعاضد، وأنا على قناعة بأننا عندئذ سنخرج من الأزمة ونحن أقوى وأكثر استقلالية مما دخلناها. هذا هو هدفنا”.