تمكن باحثون من مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية في جامعة الإمارات العربية المتحدة من الإجابة على سؤال “هل السبخة الساحلية حية أم معدومة؟!” .
واستخلص الباحثون عقب عمليات للتنقيب الجينومي للأراضي المالحة في الدولة وعددها 225 سبخة، أن البيئة القاسية للسبخات تعتبر موطنا لمختلف أشكال الحياة الميكروبية.
وقام بالدراسة التي نشرت في مجلة “سينتفيك ريبوت” العلمية مجموعة من الباحثين برئاسة الأستاذ الدكتور خالد الأميري رئيس قسم علوم الأحياء، ومدير مركز خليفة للهندسة الوراثية والتقانات الحيوية، بالتعاون مع باحثين من جامعة نيويورك وطلبة من قسم علوم الأحياء في جامعة الإمارات.
وأوضح الدكتور خالد الأميري أن هذه الدراسة حديثة جداً طرحت تساؤلا مهما حول الحياة في السبخات، وبالتالي مواجهة التحديات في مجال الزراعة في ظروف صعبة أو شبه معدومة، مما يدعم أبحاث الأمن الغذائي محلياً وعالميا” .. لافتا أن التسلسل الجينومي الكامل للكائنات المستوطنة أظهر العديد من العمليات الأيضية البيولوجية، وتمثل البكتيريا الزرقاء /cyanobacterium/ أساس العمليات الأيضية المعتمدة على الضوء في السبخات عالية الملوحة.
ووجدنا أن التفاعل المتبادل بين البكتيريا الزرقاء مع التجمعات الميكروبية الأخرى من الممكن أن يعد عامل مهما في تطور السبخات خلال آلاف السنين.
وأضاف لقد تم تحديد الجينات المقاومة للإجهاد البيئي والجينات المرتبطة بالتمعدن الحيوي، مثل التحلل الحيوي وجينات أخرى متعلقة بالمعالجة الحيوية. علاوة على ذلك يعد الملح العامل الأساسي الذي شكَّل التنوع الميكروبي في هذه البيئات فيتم استشعار ونقل الجينات المفيدة بين المجتمع الميكروبي لضمان قدرة أفضل للتكيف في هذه البيئة القاسية. ولدى السبخات نطاق نباتي محدود وذلك بسبب ارتفاع تركيز الأملاح والرواسب اللاحيوية الأخرى. ويعد تحديد الكائنات الدقيقة القادرة على الحياة مع النباتات في ظل هذه الظروف القاسية وتعزيز قدرتها على تحمل الضغوط هو بداية لأفاق بحثية جديدة.
ويعمل مركز خليفة للهندسة الوراثية والتقانات الحيوية بفهم ودراسة آليات هذه العمليات ونوعية التفاعلات مما يخوِّلهم في تركيز جهودهم على الكائنات الميكروبية النافعة لزراعة المحاصيل والزراعة الملحية. كما أن دراسة أنواع الميكروبات المستوطنة لهذه الأراضي الملحية يعد منظوراً مبتكراً في التطبيقات الصناعية.
المصدر : وكالة أنباء الإمارات