مرئيات

الشعر الشعبي الإماراتي زاخر بذكر المناطق البيئية القديمة سواء في المدن أو الصحراء أو الجبال 

أعلام وسير /بقلم : أنور بن حمدان الزعابي

 عرف الشعر العربي  عامة بشعرائه الكبار على مدى العصور منذ العصر  الجاهلي والعصر الإسلامي وثم العصر الحديث. ومع هذا الشعر عرفت   المناطق والبلدات والمدن والأمصار حيث ذكرت في الكثير من القصائد  الاشتياقية الحافلة بعبق الشوق والوله للحبيبة أو للبلاد نفسها . وكما ذكرت   المدن والأمصار في سابق العهود وحاضر الأمم والعصور فقد بقيت

متوارثة بين الأجيال المتعاقبة على مدى العصور حتى وصلت إلى شعراء  الشعر الشعبي منذ ظهوره وحتى يومنا هذا.   

اليوم أمامنا بعض النماذج الشعرية التي ذكرت فيها بعض المواضع والبلدات  وهي لبعض الشعراء الإماراتيين الكبار .وهذه قصيدة الشاعر أحمد الكندي عندما تحسر على رحيل بدو الخويره عندما قال:

وين شدو بدو لخويره

لي عليهم نثني الجية

ليش ما هم بدلوا غيره

واخلفوا يا خادم النيه

عدهم عفيه مصاديره

والمنازل ما لها بيه

وابعدوا به الله ذخيره

راعي العين الذبوحيه

وهنا الشاعرة عوشه بنت خليفة تذكر بدو الخويرة والذين رحلوا عن موضع  الخويرة وهي بئر ماء قديمة يجاورها البدو الرحل وتقع في المنطقة الغربية في بدع زايد في قصيدتها التي تجاري بها:

يا فهيم في تعابيره

عن وداد صافي النيه

لا تخل النفس في حيره

تنشد الطرشان شفجيه

جان شدو بدو الخويره

عندنا خودٍ مداميه

يسكنون بغربي الديره

في المطاييح الشماليه

الشاعر سالم الجمري ذكر في قصيدته أو مقالته الوصفية وهو برفقة حبيبته  عابراً المناطق والقرى والمواضع وقاصداً مدينة العين ومشاكياً للشاعر الكاس  ذكر كل المناطق التي مر بها  مثل موضع الأقرن البري وثم البطحا في إمارة أم القيوين بفضاها البري الواسع ثم ذكر مناطق فلي  والذيد وطوي حمده والمدام وطوي الحصون وكلها مناطق تمثل البيئة الإماراتية.  

مــر بــه لـقـرن وع البطـحـا نـــزل

والفـلـي والـذيـد مــرّن وقــت لـيـل

داس بـه حـمـده وجـريـان السـهـل

في المـدام اصبـح وقيّـل بـه مجيـل

والـعـصـر روّح وسـيــره مـعـتــدل

يمـشـي بـراحــه وفـايــز بالخـلـيـل

عـن طـوي لحصـون ينّبـت المشـل

قاصـدٍ سيـري علـى مطلـع سهـيـل

وقدرجع  عليه الشاعر الكاس قصيدة وصفية أو مقالة أخرى ذاكراً بها بعض مناطق العين مثل منطقة زاخر وواصفاً مدينة العين وكأنها بستان عامر بالخضرة والماء والوجه الحسن وكان قديما يطلق على واحة العين أنها عمان. 

دوّســه زاخــر وعـشّـق لــه دبـــل

كامـل الآلات لــو مــا صــاح ويــل

بالـكـرامـه والـفــراش انـــواع زل

يجلـس الجمـري ومضنونـه عديـل

فـي فرايـا عـمـان يالجـمـري نــزل

فـي حـدود العيـن منـسـوع اليـديـل

وهنا نموذج أخر لشاعر الحكمة المرحوم بن ظاهر حيث يذكر الكثير من المواضع والأمصار والتي يتمنى أن تكتسي بالغيوم وتهل عليها السحب أمطاراً غزيرة مثل الحويمي والغدير وسيح اليلح وطوي تاهل في أم القيوين  وعثمر والغويل حتى تصل واحة المزرع في إمارة راس الخيمة وثم تذهب السحابة الممطرة الى كلباء حتى تغطي كل الجبال العالية ويقصد روس الجبال هي الجبال الشرقية لإمارة راس الخيمة وسلطنة عمان.

على رمل الحويمي والغدير

وسيح اليلح مخضر المثاني

على تاهل وعثمر والغويل

على وادي سلام أو سيهجاني

إلى كفا وما حاز الخرير

مشرجة تباحيل الدباني

على المزرع وخطا والهزوع

مهايفة إلى مريال ثاني

على كلبا وما حاز الجبال

من البلدان من قاصي وداني

وجاد الجود منها في الشمال

على البدوان ساحبة الجنانِ

وجاه السيل من روس الجبال

وجل غفاه وامتلت المغاني

تمنيتها وين أباها ويات

على وادي الذيد ضرب وسيل

تطيب المفالي من أول وتالي

وطاب الزلال عمار النخيل

وهنا أيضاً يتمنى الامطار ان تهل على وادي الذيد ثقيلة  ممطرة .

وبعدها  تطيب بالاخضرار والنسيم العليل.

بقلم الشاعر والكاتب أنور بن حمدان الزعابي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى