السعودية وكازاخستان توقعان اتفاقيات تاريخية واستراتيجية
الاتفاقيات شملت الاستثمار والمالية والإعلام والطاقة والرياضة
– توكاييف يتعهد بدعم مستقبل التنمية وتعزيز التعاون مع “المؤتمر الإسلامي”
نور سلطان-جدة-الوحدة:
وقعت المملكة العربية السعودية وجمهورية كازاخستان عده اتفاقيات استراتيجية شملت الإعلام والرياضة والثقافية والاستثمار والاقتصاد والتنمية والطاقة والقضايا المالية، فيما تعهدت كازاخستان بتوسيع التعاون داخل منظمة التعاون الإسلامي، فيما جدد الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف التزام كازاخستان بتعزيز وتوسيع التعاون الثنائي مع المملكة، وقادة الشركات السعودية الكبرى، ودعا إلى المزيد من الاستثمارات السعودية في بلاده، وكشف أن بلاده تعتزم الوصول إلى 30٪ من مصادر الطاقة المتجددة في بحلول عام 2030.
وسلط الرئيس توكاييف خلال المائدة المستديرة مع قادة الأعمال السعوديين في جدة التي زارها لمدة يومين بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية، الضوء على المجالات الرئيسية للاستثمار، وناقش الجانبان التجارة الثنائية، وتوسيع العبور، والقطاع الحقيقي للاقتصاد، واستكشاف الفضاء، والزراعة، والسياحة كقطاعات ذات إمكانات عالية للاستثمار.
ودعا الرئيس رجال الأعمال السعوديين لإلقاء نظرة فاحصة على مشاريع السياحة والترفيه في كازاخستان، بالإضافة إلى أن كازاخستان قد أوجدت بيئة مؤسسية حديثة للمستثمرين،، ودعا شركة “أكوا باور” لتنفيذ مشاريع مشتركة في إنتاج الهيدروجين الأخضر في كازاخستان.
وأضاف قال الرئيس الكازاخي أن بلاده مسؤولة عن 70٪ من إجمالي الاستثمارات السعودية، وإنه تم التوصل إلى اتفاقيات مهمة لتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري خلال لقائه مع ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مشيرا إلى تشابه وجهات نظر بلداننا حول مستقبل التنمية الاقتصادية.
وأضاف الرئيس:”تتوخى «الرؤية السعودية 2030» واستراتيجيتنا «كازاخستان 2050» التقدم الوطني من خلال تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على السلع الأولية والاستثمار في رأس المال البشري والانضمام في نهاية المطاف إلى مجموعة الدول الأكثر تقدمًا».
وأوضح: «على مدى سنوات الاستقلال، أظهر الناتج المحلي الإجمالي لكازاخستان نموًا بمقدار 17 ضعفًا، واليوم، يعتبر اقتصاد كازاخستان أكبر من اقتصادات جميع دول آسيا الوسطى الأخرى مجتمعة، وتمثل كازاخستان ما يقرب من 60 ٪ من حجم التجارة في آسيا الوسطى، وتبلغ الاحتياطيات الدولية لبلدنا 90 مليار دولار وهي أعلى احتياطيات للفرد في كومنولث الدول المستقلة”.
وأضاف الرئيس توكاييف:”لقد ضخ المستثمرون الدوليون أكثر من 380 مليار دولار في اقتصاد البلاد، وهذا يمثل 70٪ من إجمالي تدفق الاستثمار إلى منطقة آسيا الوسطى، وبدعم من المملكة العربية السعودية في كازاخستان تم تنفيذ عدد من المشاريع المهمة في مجالات التعليم والصحة والثقافة والبنية التحتية بلغت قيمتها أكثر من 120 مليون دولار، ومع ذلك، فإن هذا المبلغ لا يعكس إمكانات التعاون الثنائي”.
وأضاف الرئيس: “بناءً على تحليلنا، يمكن أن تقدم كازاخستان أكثر من 100 نوع من السلع المصنعة تبلغ قيمتها حوالي 400 مليون دولار سنويًا في صناعات مثل الآلات، وإنتاج الحديد والصلب، فضلاً عن تصنيع الأغذية والزراعة، وأن تنويع وتوسيع النقل العابر والفرص اللوجستية هو الاتجاه الثاني المهم، بما في ذلك الممر العابر لبحر قزوين، الذي يربط بين الصين وكازاخستان وأذربيجان وجورجيا وتركيا، وهناك أيضًا إمكانات كبيرة للتعاون في القطاع الحقيقي للاقتصاد.”
كما تحدث الرئيس بالتفصيل عن إمكانات القطاع الزراعي المحلي، وقال: «تحتل كازاخستان المرتبة الثانية في العالم من حيث نصيب الفرد من الأراضي الصالحة للزراعة والخامسة من حيث موارد المراعي (180 مليون هكتار)، حيث تعتبر كازاخستان من بين أكبر 10 منتجين للقمح والدقيق، ونحن مستعدون لأن نصبح أحد الموردين المستقرين على المدى الطويل للقمح عالي الجودة والدقيق والبذور الزيتية للمملكة العربية السعودية.
وكان الرئيس توكاييف قد بحث خلال اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي (OIC) حسين إبراهيم طه على هامش زيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية، القضايا الأكثر إلحاحًا على جدول الأعمال الإقليمي والدولي وكذلك آفاق تطوير المزيد من التعاون بين كازاخستان ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
وأشاد الرئيس توكاييف بنشاط منظمة التعاون الإسلامي باعتباره منصة شاملة لتسهيل التعاون في الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية والإنسانية.
وبعد أن لاحظ بارتياح تطور التفاعل مع منظمة المؤتمر الإسلامي، كرر توكاييف التزام كازاخستان بمواصلة توسيع التعاون مع البلدان الإسلامية داخل المنظمة، فيما دعاه الرئيس حسين إبراهيم طه للمشاركة في المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية المقرر عقده في كازاخستان سبتمبر المقبل في العاصمة الكازاخية نور سلطان.
وأيضا بحث الرئيس توكاييف مع رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية (IDB) سعادة الدكتور محمد سليمان الجاسر تنفيذ عدد من المشاريع المشتركة في مختلف قطاعات الاقتصاد، مشيرا إلى كازاخستان كانت أول بلد من رابطة الدول المستقلة يطور برنامج شراكة مع البنك الإسلامي للتنمية، حيث يعمل المكتب الإقليمي للبنك في ألماتي منذ أكثر من 25 عامًا على تنسيق عمليات البنك في أوروبا الشرقية ورابطة الدول المستقلة ومنغوليا والصين.
وأكد الرئيس توكاييف أن تقدير بلاده للدعم الطويل الأمد الذي يقدمه البنك لاقتصاد البلاد، حيث استثمر البنك على مدار سنوات التعاون، أكثر من 1.6 مليار دولار في القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية وكذلك المشاريع الاجتماعية في كازاخستان.
كما أجرى الرئيس توكاييف محادثات مع رؤساء أكبر الشركات السعودية، ومنها رئيس مجلس إدارة شركة عجلان وإخوانه القابضة عجلان بن عبد العزيز العجلان ورئيس مجلس إدارة شركة أكوا باور محمد أبو نيان التي أعربت عن اهتمامها بالاستثمار في كازاخستان، حيث تقوم الشركة القابضة حاليا برسم خريطة لمشروع في مجال الزراعة في ألماتي.
كما التقى توكاييف، سعادة / ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وأشار إلى أن بلاده مهتمة بإجراء تعاون مربح للطرفين في العديد من المجالات واقترح إقامة تعاون وثيق بين صندوق الاستثمارات العامة ومجلس الأوراق المالية “Samruk-Kazyna” وكذلك “National Management Holding” Baiterek “JSC” لجلبه إلى مشاريع الحياة ذات الاهتمام المشترك، حيث تمت دعوة صندوق الاستثمارات العامة للمشاركة في مشاريع استثمارية كبيرة في قطاع البتروكيماويات والطاقة الخضراء وصناعة التعدين والقطاع الزراعي.
وفي الإطار نفسه قعت وكالة الأنباء الدولية “Kazinform” ووكالة الأنباء السعودية (واس) مذكرة تفاهم وتعاون في مجال تبادل المعلومات، حيث تمهد المذكرة الطريق لتطوير التعاون في مجال تبادل المعلومات مما سيساعد على مواكبة القراء في كلا البلدين حول الأحداث الجارية هناك، كما سيعمل الجانبان أيضًا على تطوير التعاون في مجال تبادل المحتوى والإنتاج بالإضافة إلى الدعم المتبادل للصحفيين.
كما وقعت وزارتا الثقافة والرياضة الكازاخستانية ووزارة الرياضة السعودية مذكرة تفاهم فيما وقعت وزارة الإعلام والتنمية الاجتماعية الكازاخستانية مذكرة تفاهم وتعاون في مجال الإعلام مع زملائهما في وزارة الإعلام السعودية.
ووقع مجمع الإذاعة والتلفزيون التابع لرئيس جمهورية كازاخستان مذكرة تفاهم للتعاون والتبادل الإخباري مع وكالة الأنباء السعودية (واس)، كما وقعت شركة أستانا العالمية للصرافة المحدودة والسوق المالية السعودية (تداول) على مذكرة التفاهم، ووقعت وزارة الطاقة في كازاخستان وأكوا باور مذكرة التفاهم.
كما تم توقيع مذكرات التفاهم بين KazBioSorgo في كازاخستان وOptograd LLP مع مجموعة Ajlan & Bros Holding Group، ووقعت مجموعة عجلان وإخوانه القابضة اتفاقيات تعاون مع JSC Samruk-Kazyna وQazTrade. وقعت QazTrade مذكرة تعاون مع LULU Saudi Hypermarket LLC، وكذلك تم توقيع مذكرة تعاون في قطاع الاستثمار بين شركة كازاخ للاستثمار وشركة الراجحي العالمية للاستثمار، واتفقت Eurasian Invest Ltd. وJamjoom Pharma على شحنات حليب الفرس الجاف من كازاخستان إلى السعودية.
وقال الرئيس توكاييف خلال مشاركته في المائدة المستديرة للاستثمار السعودي الكازاخستاني مع قادة الأعمال السعوديين في جدة أمس: “إن كلا البلدين يهدفان إلى تحقيق “التنويع الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على السلع الأولية، والاستثمار في رأس المال البشري، والانضمام إلى مجموعة معظم البلدان المتقدمة، ويتمتع البلدان بعلاقات اقتصادية وثيقة على مدى عقود مع المملكة العربية السعودية التي استثمرت أكثر من 120 مليون دولار في قطاعات التعليم والصحة والثقافة والبنية التحتية”.
وسلط الرئيس الكازاخي الضوء على العديد من المجالات الواعدة ذات الاهتمام المشترك، وقال: “يمكن أن تقدم كازاخستان أكثر من 100 نوع من السلع المصنعة تبلغ قيمتها حوالي 400 مليون دولار سنويًا في صناعات مثل الهندسة الميكانيكية، وإنتاج الحديد والصلب، فضلاً عن تصنيع الأغذية والزراعة”.
وأضاف الرئيس: “تمتلك كازاخستان أكبر احتياطيات في العالم من التنجستن، وثاني أكبر رواسب من اليورانيوم والكروم، وهي من بين أغنى خمس دول في المنجنيز والفضة والزنك والرصاص، ونظرًا لقربنا من الأسواق النامية بسرعة في الصين وجنوب آسيا، فهذه فرصة استثمارية رائعة. اليوم، يمكننا أن نقدم أكثر من 60 رواسب من المعادن الثمينة وغير الحديدية للتنقيب والتطوير”.
وقال الرئيس توكاييف: “تتمتع كازاخستان بخبرة وموارد واسعة لتطوير صناعة الطيران”، معربًا عن استعداد كازاخستان للتعاون مع الشركات السعودية في هذا المجال، ويمكن أن يوفر قطاع الزراعة أيضًا مجالًا استثماريًا كبيرًا للشركات السعودية، كما تحتل كازاخستان المرتبة الثانية في العالم من حيث نصيب الفرد من الأراضي الصالحة للزراعة والخامسة من حيث موارد المراعي مع 180 مليون هكتار من الأراضي المتاحة.”، وأضاف”:بلدنا هو واحد من أكبر 10 منتجين للقمح والدقيق، ونحن على استعداد لأن نصبح أحد الموردين المستقرين على المدى الطويل للقمح والدقيق والبذور الزيتية عالية الجودة للمملكة”.
وقد منح الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين، أعلى وسام حكومي – وسام “ألتين كيران” لمساهمته القيمة في تعزيز الصداقة والشراكة بين كازاخستان والمملكة العربية السعودية.