أكد أخصّائي وخبير طبي في أمراض الكبد من مستشفى كليفلاند كلينك أن جميع حالات الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد /C/ قابلة للشفاء تقريباً مع ضرورة الالتزام بالتشخيص المبكر للمرض ومعالجة الأضرار التي يمكن أن تصيب الكبد بعد علاج الالتهاب الفيروسي نظراً للتأثير السلبي الذي يمكن أن يحلقه الفيروس بصحة الكبد.
ويشير مرض التهاب الكبد إلى إصابة الكبد بعدوى التهاب الكبد الفيروسي والذي ينتج عن إحدى السلالات الخمس لفيروسات التهاب الكبد المسماة من A إلى E.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعيش ما يقدر بنحو 354 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مع التهاب الكبد B أو C واللذين ينتقلان عن طريق الدم ويُعدّان السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد والوفيات المرتبطة بالتهاب الكبد الفيروسي وفي الوقت الذي يوجد فيه لقاح للوقاية من التهاب الكبد /B/ لا يوجد حتى الآن لقاح لالتهاب الكبد /C/.
وقال الدكتور عمر مسعود رئيس قسم أمراض الكبد في مستشفى كليفلاند كلينك – بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الذي يصادف 28 يوليو من كل عام – إن علاجات التهاب الكبد الفيروسي /C/ شهدت تحسناً ملحوظاً خلال العقد الماضي حيث أن الأدوية المضادة للفيروسات وذات المفعول المباشر أثبتت فعاليتها في القضاء على فيروس التهاب الكبد /C/ في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر فقط.
وقد أظهرت الدراسات أن معدل الشفاء الذي تحققه هذه الأدوية يصل إلى 98 % – 99 % كما أنه يمكن بشكل عام للأشخاص الذين يتناولونها تحمل تأثيراتها جيداً.
ولفت الدكتور مسعود إلى أن التحدي يكمن في أن مرضى التهاب الكبد الوبائي /C/ لا تظهر عليهم أعراض في كثير من الأحيان وبالتالي لا يقومون بزيارة الطبيب لإجراء الاختبارات التشخيصية اللازمة أو العلاج لهذا السبب من المهم للغاية أن يخضع كل شخص فوق سن 18 عاماً لفحص التهاب الكبد /C/ ولو لمرة واحدة على الأقل وإلا قد يؤدي التأخر في الكشف المبكر عن المرض إلى فوات الأوان ولا سيّما بعد أن تبدأ الأعراض بالظهور وتتطور الحالة إلى الإصابة بتليف الكبد ويحتاج الأفراد المعرضون للخطر بشكل أكبر مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى الخضوع للاختبارات بشكل متكرر.
وشدّد على أهمية أن يدرك المرضى أن رحلة العلاج لا تنتهي بالأدوية المضادة للفيروسات بل يتعين عليهم إجراء المزيد من اختبارات الدم بعد ثلاثة أشهر للتأكد من أنه تم القضاء على الفيروس بشكل كامل والأهم من ذلك يجب أن نتذكر دائماً أن هذه الأدوية في حين يمكنها القضاء على فيروس التهاب الكبد /C/ إلا أنها لا تستطيع علاج الضرر الذي يحدث بالفعل في الكبد.
وأضاف الدكتور مسعود: ” كلما كانت الفترة التي لا يتم فيها اكتشاف المرض أطول تزيد احتمالية أن يتعرض الكبد للضرر لذا بينما قد لا يعاني الشاب الذي أصيب بالتهاب الكبد لمدة عام من أي أضرار في الكبد فإن الشخص الذي يعيش مع الالتهاب لعقود من الزمن قد يُصاب بمرض كبدي خطير.. وفيما يتعلق بتقييم شدة الضرر الذي يلحق بالكبد، يمكن تصنيف تندب أو تليف الكبد ابتداءً من المرحلة الأولى الأقل خطورة إلى المرحلة الرابعة الأشد خطورة وهي تليف الكبد”.
وتابع تتطلب المرحلتان الأولى والثانية أقصر فترات المتابعة ويمكن خلالهما علاج الأضرار التي تلحق بالكبد وعادةً ما يُنصح المرضى المصابين بتندب أو تليف الكبد في المرحلتين الأولى والثانية بتعديل أنماط حياتهم من خلال تجنب المشروبات الكحولية وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي أما في المرحلتين الثالثة والرابعة قد لا يكون الضرر الذي يصيب الكبد قابلاً للعلاج وقد يحتاج المريض إلى مراقبة مستمرة مدى الحياة للتحقق من مضاعفات أمراض الكبد وسيحتاج أيضاً إلى تبني خيارات نمط حياة صحية على الدوام.
ولفت :” إلى أن المرضى الذين يتم تشخيص إصابتهم بتليف الكبد من المرحلة الرابعة يجب أن يعرفوا أن هذا التشخيص لا يعني نهاية العالم حيث يعتقد الكثير من الناس خطأً أنه إذا تم تشخيص إصابتهم بتشمع الكبد فهذا يعني أنهم سيحتاجون تلقائياً إلى عملية زرع كبد وهذا ليس صحيحاً لأنه حتى مع الإصابة بتليف الكبد من المرحلة الرابعة لا يزال بإمكان المريض أن يعيش حياة طبيعية لفترة من الوقت”.
وبيّن الدكتور مسعود أن هناك مجموعة قليلة من مرضى التهاب الكبد الفيروسي /C/ الذين يتم تشخيص إصابتهم بتليف الكبد المتقدم أو المعقّد المعروف أيضاً باسم مرض الكبد في المرحلة النهائية وسيحتاجون إلى زراعة كبد بالإضافة إلى علاج التهاب الكبد /C/.
المصدر : وكالة أنباء الإمارات