لا يمكن فصل الألم او الحزن العاطفي عن جوانبه الجسدية والحسية. وبحسب تقرير لموقع “بولدسكاي”، فقد كشف بعض الدراسات أن الضائقة العاطفية يمكن أن تتسبب في ألم أكثر من الإصابات الجسدية.
حيث أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الألم العاطفي لديهم مستويات أعلى من الألم من أولئك الذين يعانون من الألم الجسدي. كما أن الألم العاطفي يمكن أن يتكرر مرارًا وتكرارًا، في حين أن الألم الجسدي يتسبب في الضرر مرة واحدة فقط. ومن الآثار السلبية للألم العاطفي:
وكشفت نتائج دراسة علمية أن الحالات المعرفية، مثل الذاكرة والانتباه، يمكن أن تقلل الألم أو تزيده. فعلى عكس الألم الجسدي، يترك الألم العاطفي وراءه عددًا من محفزات ومثيرات الألم تتمثل، على وجه التحديد، في الذكريات، التي تعيد الشعور بالألم في أي وقت يواجه فيه المرء ظرفًا مشابهًا له أو مرتبطًا به.
وهناك علاقة معقدة بين التوتر النفسي وأعراض الألم، حيث تقول بعض الدراسات أن التجارب العاطفية المؤلمة أو السلبية يمكن أن تؤدي إلى حدوث رد فعل يظهر كألم جسدي وأن التركيز على حادث صادم في الماضي يمكن أن يزيد من الشعور بالإجهاد ويقود إلى عدد من المشكلات الصحية مثل كيمياء الدماغ المتغيرة وارتفاع ضغط الدم والسرطان والسكري وضعف جهاز المناعة.
وتكفي نوبة واحدة من الألم العاطفي أحيانًا لإلحاق ضرر جسيم بالصحة النفسية للشخص. ولكي يكون للألم الجسدي تأثير على صحتنا النفسية، يجب أن يكون شديدًا وصادمًا.
ويمكن أن يؤدي الألم العاطفي طويل المدى إلى ظهور أعراض الاكتئاب لدى الأفراد، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مخاطر السلوك التعسفي أو السلوك المنحرف مثل تعاطي المخدرات.
ويمكن أن تؤدي فجوات التعاطف إلى تقليل قدر الألم العاطفي ولكن لا يمتد التأثير إلى الألم الجسدي. لذلك، فإنه عندما يظهر الألم العاطفي، فإنه يسبب المزيد من الألم مقارنة بالألم الجسدي.
ويوصي الخبراء بضرورة التعامل مع الصحة النفسية بنفس مستوى الرعاية والاهتمام مثل الصحة الجسدية. عندما يعاني الشخص من إصابات عاطفية مثل الرفض أو الفشل أو الشعور بالوحدة أو الشعور بالذنب، يجب أن يكون اهتمامه الأول هو مداواتها، بنفس الطريقة التي يندفع ويسارع بها لتضميد وعلاج الجروح الجسدية.