كرواتيا تدشّن جسراً طال انتظاره

دشنت كرواتيا أول يوم الثلاثاء جسراً طال انتظاره، يربط ساحلها الجنوبي المطل على البحر الأدرياتيكي ببقية أنحاء البلاد، ويتيح الالتفاف على قطاع صغير من الأراضي البوسنية.

ويمتد الجسر على 2,4 كيلومتر من البر الرئيسي لكرواتيا إلى شبه جزيرة بيليساك المتّصلة بالشطر الجنوبي من الساحل الكرواتي والواقعة بين البحر وجبال الألب الدينارية.

وأقيمت احتفالات بالمناسبة، تخلّلتها عروض موسيقية وسباق قوارب، فيما التقط عشرات المارة صورا للجسر الذي دشّن مساء بخطاب ألقاه رئيس الوزراء أندري بلينكوفيتش، كما تخلل احتفال التدشين كلمة عبر الفيديو لرئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، بحسب “يورونيوز”.

وقال يوسو ميليتيتش، البالغ 75 عاما والذي جاء من قرية زادار المجاورة لحضور التدشين “إنه حدث كبير للناس هنا لأنهم لم يكونوا حتى يشعرو بأنهم يعيشون في بلدهم”.

واعتبر أن تدشين الجسر “يدمج” كرواتيا بالكامل.

من شأن تدشين الجسر أن يضع حدا لساعات الانتظار الطويلة التي كان السائقون والباعة والسياح يمضونها عند الحدود البوسنية، وهو يعد واحدا من أهم مشاريع البنى التحتية في كرواتيا منذ استقلال البلاد عن يوغوسلافيا في العام 1991.

أدى تفكّك الاتحاد اليوغوسلافي إلى انقسام أراضيه ونشوء بلدان صغيرة في منطقة البلقان، وقد تحوّلت الحدود بين جمهورياته الست السابقة إلى حدود دولية. واحتفظت البوسنة في نهاية المطاف بمنفذها الساحلي، لكن قطاعها الصغير المؤدي إلى البحر الأدرياتيكي يشق أراضي كرواتيا. وجراء ذلك، بقي حوالى 90 ألف شخص بمن فيهم سكان منطقة دوبروفنيك السياحية معزولين عن بقية أنحاء البلاد.

عقّدت الحدود المادية القائمة عمل التجار ومشاريع السياح الراغبين بالتوجه جنوبا بالسيارة.

وقال سكان المنطقة إن ساعات الانتظار الطويلة عند الحدود والخشية من عدم التمكن من الوصول على الموعد للصعود على متن العبارة، أصبحت أمورا من الماضي.

كانت كرواتيا قد بدأت البناء في العام 2007، لكن بعد خمس سنوات توقفت الأعمال بسبب نقص التمويل. وفي العام 2017 خصّص الاتحاد الأوروبي الذي انضمّت إليه كرواتيا في العام 2013 مبلغ 357 مليون يورو لاستكمال البناء، أي نحو 85 في المئة من كلفة الجسر.

وفي العام 2018 اختيرت شركة صينية لبناء الجسر، في أول انخراط صيني بهذا الحجم في مشاريع البنى التحتية في كرواتيا. إلا أن المشروع أثار حفيظة مسؤولين في البوسنة اعتبروا أنه سيعيق النشاطات البحرية لأنه سيحول دون دخول سفن الشحن الكبرى الميناء الوحيد للبلاد.