الجلسة الرابعة من البرلمان العربي للطفل تؤكد أهمية توفير الدعم والأمن الغذائي
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وبمتابعة من معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية شهدت إمارة الشارقة أمس وقائع الجلسة الرابعة من الدورة الثانية للبرلمان العربي للطفل.
وتعد هذه الجلسة الختامية في هذه الدورة وأقيمت بمشاركة 60 عضوا مثلوا 17 دولة عربية هي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الاردنية الهاشمية ومملكة البحرين والجمهورية التونسية والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وجمهورية جيبوتي والمملكة العربية السعودية وجمهورية السودان وجمهورية العراق ودولة فلسطين ودولة الكويت وسلطنة عمان والجمهورية اللبنانية ودولة ليبيا وجمهورية مصر العربية والمملكة المغربية والجمهورية الاسلامية الموريتانية.
وتناولت جلسة البرلمان العربي للطفل وهو أحد مؤسسات الجامعة العربية موضوع الاكتفاء الذاتي من الغذاء في كافة الدول العربية وأهمية زيادة الإنتاج المحلي وسهولة تبادله بهدف الوصول إلى أمن غذائي دائم ومستدام.
وقال سعادة أيمن عثمان الباروت الأمين العام للبرلمان العربي للطفل: “يلتقي اليوم في الشارقة أعضاء البرلمان العربي للطفل وجها لوجه بعد طول غيابٍ في هذه الدورة لمناقشة أحدَ الموضوعاتِ التي ينشغلُ بها العالمُ في هذه الأيام إِذ إنَّ ثقافةَ الأمنِ الغذائي تعتبرُ الخطوةُ الأولى في تحقيقِ المعنى الحرفيِ للأمنِ الغذائي الذي لن يتحققَ إلاَّ بتضافرِ وتعاونِ جميعِ فئاتِ البشر والسكان بمن فيهم فئةُ الطفولةِ التي تناهزُ حَواليِ النصفِ من السكانِ في هذا الكوكب ونأمل أن يطرحَ الأعضاءُ في هذه الجلسةِ أفكاراً خلاقةً وابداعية تؤكد دور البرلمان العربي للطفل وتشجعُ أطفالَ العربِ ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من جهودِ التنميةِ المستدامةِ التي تعتبرُ أهمُ المستنداتِ والمراجع المعتمدة في جميعِ خططِ وفعالياتِ البرلمان العربي للطفل”.
من جانبها قالت الطفلة رتاج العباسي رئيسة البرلمان العربي للطفل في دورته الثانية: “ناقش الأعضاء في هذه الجلسة موضوع ثقافة الأمن الغذائي وهو موضوعٌ شاملٌ ومتداخل ويتأثر ويؤثرُ في حياة الأطفالِ وقد وضع الأعضاءُ إضافتًهم الإبداعية والمتميزة في مناقشةِ هذا الموضوع المهم وصولا إلى توصيات وحلول مقترحة تفيد دعم وترسيخ ثقافة الأمن الغذائي”.
وطرح أعضاء البرلمان من الأطفال العشرات من الآراء تمثلت في أفكار ومبادرات جديدة حول أهمية توفير الدعم و الأمن الغذائي للفئات الأكثر احتياجاً وخلق وعي لدى مختلف الأجيال بشأن الاقتصاد في الطعام وعدم الهدر من خلال وسائل الاتصال الحديثة والاستعانة بالتطبيقات الذكية التي تساعد في نشر ثقافة الأمن الغذائي وعدم الاسراف والتي من شأنها أن تنعكس على جودة الحياة وفق تطلعاتهم لمستقبل أفضل.
وأشاروا في مداخلاتهم التي كشفت عن نبوغهم وثقافتهم الواسعة واطلاعهم الكبير في موضوع الجلسة إلى خطورة العواقب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المترتبة على التغيرات المناخية لاسيما أن التحدي المناخي يتمحور حول الغذاء والزراعة مؤكدين أهمية دعم التكامل العربي العربي بشأن مزيد من التعاون الدولي للتغلب على ما فرضته التحديات التي يواجهها العالم بحلول جذرية في مشكلة الغذاء ونقص موارده بما يمكن الشعوب من إستئناف جهود التطوير والتنمية والانطلاق مجدداً نحو النمو في مختلف قطاعات الأغذية بالعمل على الإنتاج واستخدام التقنيات الحديثة.
وأعرب الإعضاء عن فخرهم بتحقيق مزيد من الإنجازات التي قدمتها أوطانهم العربية في تأمين الغذاء ومساهمة المجتمعات في الحفاظ على مختلف الموارد التي تشكل عنصرا مهما من عناصر تأمين الغذاء في الحاضر والمستقبل تحقيقا لجودة الحياة التي تنشدها كافة أقطار الدول العربية وإيجاد الحلول المبتكرة للتحديات الراهنة والمستقبلية تحت مظلة جامعة الدول العربية فيما يخص الغذاء.
وأكد أعضاء البرلمان العربي للطفل خلال الجلسة أهمية الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال الأمن الغذائي فضلا عن العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030 مع أهمية تطبيق التكنولوجيا لزيادة الإنتاج الزراعي.
وسلطت المداخلات التي قدمها الأعضاء الضوء على أهمية العمل للحفاظ على البيئة وصيانتها واستخدام ما يتاح بها بطريقة سليمة لضمان استمراريتها مع تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية وقياس استهلاك الفرد في الدول العربي ودراسة احتياجاته الغذائية الآنية والمستقبلية مؤكدين أهمية الحرص على إعادة تدوير النفايات العضوية ومخلفات الطعام وتحويلها إلى سماد عضوي بهدف المحافظة على صحة التربة ومنع الصيد الجائر والتجاري للحفاظ على صحة المحيطات والبحار وتعزيز دورها الفعال في مواجهة تحديات الأمن الغذائي.
وأشادوا بتجربة دولة الإمارات في إطلاق مبادرات مختلفة للحد من هدر الطعام وعلى رأسها مبادرة «حفظ النعمة» داعين الأطفال الدول العربية الأخرى لأن تحذو حذو دولة الإمارات في إنشاء برامج موازية ومشابهة لمثل هذه المبادرات الإيجابية التي نستطيع من خلالها الحد من هدر الغذاء.
وأشار الأعضاء إلى ضرورة سن التشريعات الداعمة لتنوع الغذاء والحفاظ على موارده والاهتمام بالتوعية البيئية لكافة شرائح المجتمع خاصة فئة الأطفال ومبادرات زرع الأشجار والأراضي وتقديم التسهيلات لاستزراع مصادر الغذاء كتربية الأسماك في مزارع داخلية واستخدام التقنيات الحديثة لاستصلاح الأراضي وزراعة الخضار والنباتات والاتجاه نحو زراعة القمح وإكثار المواشي وفتح الأسواق عبر الحدود لتبادل الأغذية.
واقترح الأعضاء تنظيم مؤتمرات وملتقيات لتمكين الأطفال والشباب من طرح أفكارهم ومشاريعهم في مجالات الأمن الغذائي وكذلك تخصيص برامج ومنصات إعلامية لنشر هذا الموضوع الهام في المجتمعات.
حضر وقائع انعقاد الجلسة سعادة الدكتورة خولة عبدالرحمن الملا عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة ممثلة عن قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة والدكتور عبدالرحمن الياسي مدير عام ناشئة الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين وشذى علاي النقبي عضو المجلس الوطني الاتحادي وعيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي وعدد من السفراء والقناصل والدبلوماسيين العرب المعتمدين لدى الدولة وشركاء البرلمان والمدعوين.
المصدر : وكالة أنباء الإمارات