المبعوث الأمريكي متفائل بالتوصل لاتفاق في النزاع البحري بين لبنان وإسرائيل

بيروت-(رويترز):
قال آموس هوكشتاين المبعوث الأمريكي الذي يتوسط في نزاع حدودي بحري بين لبنان وإسرائيل يوم الاثنين إنه ما زال متفائلا بإحراز تقدم نحو اتفاق ويتطلع للعودة إلى المنطقة للتوصل إلى “ترتيب نهائي”.

وأدلى هوكشتاين بهذه التصريحات بعد لقائه مع كبار الزعماء اللبنانيين مع مواصلته الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق نادر بين الدولتين من شأنه أن يسمح لهما بتطوير موارد الطاقة البحرية.

وقال هوكشتاين “ما زلت متفائلا بأننا نستطيع إحراز تقدم مستمر كما فعلنا على مدى الأسابيع العديدة الماضية وأتطلع إلى التمكن من العودة إلى المنطقة لإجراء الترتيب النهائي”.

وقال مصدر رفيع في الحكومة اللبنانية إن هوكشتاين نقل اقتراحا إسرائيليا لم يقدم للبنان “أي شيء جنوبي الخط 23″، وهو خط بحري كان في الأصل مطلب لبنان خلال المفاوضات.

وبالإضافة إلى ذلك، ستسمح إسرائيل للبنان بالتنقيب في منطقة قانا بالكامل، وهي منطقة يمكن أن تحتوي على مواد هيدروكربونية تتخطى الخط 23.

وقال المصدر إن لبنان أبلغ هوكشتاين بأنه يسعى للحصول على ضمانات بأنه قد يبدأ التنقيب في بلوك 9 الجنوبي في منطقة مُنحت بالفعل لكونسورتيوم بقيادة شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال بمجرد توقيع اتفاق.

وأبلغ هوكشتاين لمحطة إل.بي.سي.آي المحلية بأنه يتوقع أن يمضي التنقيب قدما في المنطقة بمجرد أن يكون لدى الشركات المعنية “اليقين القانوني والدبلوماسي” الذي سينتج عن الاتفاق.

وأضاف المصدر أن لبنان عارض أي تنقيب إسرائيلي قبل أن يتمكن لبنان من فعل الشيء نفسه وأبلغ هوكشتاين بأنه لا يمكنه تقديم ضمانات بأن إسرائيل ستكون في مأمن من الهجوم إذا فعلت ذلك.

وهددت جماعة حزب الله اللبنانية المدججة بالسلاح – المدعومة من إيران والتي خاضت صراعات عديدة مع إسرائيل – بعمل عسكري إذا مُنع لبنان من استغلال ما تعتبره حقوقه البحرية.

لكنها قالت أيضا إنها ستحترم قرار الحكومة اللبنانية.

* مرونة الطاقة

رفضت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار في بيان خطي لرويترز الرد على “تقارير وسائل الإعلام”.

وقالت في البيان “الاقتراح الذي ذكرناه الأسبوع الماضي جاد وهدفه إنهاء هذه القضية مع الحفاظ على أمن إسرائيل ومرونتها في مجال الطاقة”.

المزيد
الوجه المُتحوّل لجنيف الدولية
تمثل جنيف الدولية بلا ريب مركزا دبلوماسيا مهما لما يُعرف بتعددية الأطراف لكنها تُواجه اليوم عدة تحديات غير مسبوقة.

وتحدث مسؤول إسرائيلي كبير إلى رويترز بشرط عدم الكشف عن هويته يوم الأحد قائلا إن هوكشتاين سيقدم اقتراحا إسرائيليا جديدا “يتضمن حلا يسمح للبنانيين بتطوير احتياطيات الغاز في المنطقة المتنازع عليها مع الحفاظ على الحقوق التجارية لإسرائيل”.

وقال المسؤول الاسرائيلي دون الخوض في التفاصيل إن ذلك سيستلزم “بعض التنقيب هناك” من قبل اللبنانيين.

وكثفت الولايات المتحدة في 2020 جهودها طويلة الأمد للتوسط في اتفاق بين إسرائيل ولبنان عبر محادثات غير مباشرة.

وتصاعد التوتر بشأن هذه القضية في يونيو حزيران عندما وصلت سفينة إلى منطقة يعتبرها لبنان جزءا من المنطقة المتنازع عليها لبدء تطوير حقل لإسرائيل.

ورفع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إبهامه لدى خروجه من الاجتماع الذي عُقد بعد ظهر يوم الاثنين والذي ضم أيضا الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وقال إلياس بو صعب، نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إن المحادثات تتحرك الآن “خلال فترة زمنية قصيرة”.

وأضاف في حديثه إلى الصحفيين بعد الاجتماع “الأجواء إيجابية، خرج الجميع مرتاحين من الاجتماع. إن شاء الله خلال الأسابيع القصيرة المقبلة نبدأ نرى نتيجة”.