مع ضربة البداية بكل من بطولتي الدوري الإسباني والإيطالي يوم الجمعة ، تكون فعاليات الموسم الجديد قد انطلقت في جميع بطولات الدوري المحلية الكبيرة بأوروبا بعدما بدأت فعاليات الموسم يوم الجمعة الماضي بكل من ألمانيا وإنجلترا وفرنسا.
ومع بداية الموسم الجديد، تبدأ جولة جديدة من الصراع والمنافسة القوية بين المدربين في كل مسابقة حيث تلعب إمكانيات وخبرة المدير الفني دورا بارزا في العديد من الفترات على مدار الموسم خاصة مع اشتداد المنافسة على اللقب في أكثر من بطولة.
وفيما يفرض المدرب الأجنبي سطوته على بعض بطولات الدوري ، تظل طموحات المدرب الوطني صامدة في مواجهة الاجتياح الأجنبي لفرق العديد من بطولات الدوري المحلية في أوروبا.
وعلى مستوى بطولات الدوري الـ5 الكبيرة في أوروبا /إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا/ ، كان اللقب في الموسم الماضي من نصيب المدرب الأجنبي في 3 من هذه الدوريات وهي إنجلترا /الإسباني جوسيب جوارديولا مع مانشستر سيتي/ وإسبانيا /الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد/ وفرنسا /الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو مع باريس سان جيرمان/ .
وفي المقابل كان اللقب من نصيب المدرب الوطني في بطولتي الدوري الألماني /جوليان ناجلسمان مع بايرن ميونخ/ والإيطالي /ستيفانو بيولي مع ميلان/ .
وبعد التغييرات التي شهدتها الأسابيع الماضية على مستوى الإدارة الفنية في عدد من الأندية استعدادا للموسم الحالي ، تتسم كل بطولة بشكل مختلف عن الأخرى فيما يتعلق بالمنافسة بين المدرب الوطني والأجنبي وعدد كل من ممثلي الطرفين في هذه البطولة.
وفي إنجلترا ، تستمر الهيمنة للمدرب الأجنبي على مقعد المدير الفني لفرق المسابقة؛ حيث يتواجد 5 مدربين إنجليز فقط في فرق المسابقة مقابل 15 مدربا أجنبيا.
وعلى مدار الـ30 موسما الماضية منذ بدء إقامة المسابقة بنظامها الحالي ، كان اللقب من نصيب المدربين الأجانب ولم يسبق لأي مدرب إنجليزي الفوز باللقب.
وتبدو فرص المدرب الأجنبي في المنافسة على اللقب هذا الموسم أكبر كثيرا من المدربين الوطنيين؛ ليس فقط بسبب نسبة عدد كل من الطرفين إلى الآخر ولكن أيضا لأن أبرز المرشحين للقب يخوضون المسابقة بقيادة مدربين أجانب.
ويبرز منهم جوارديولا في مانشستر سيتي حامل اللقب والألماني يورجن كلوب /ليفربول/ والإيطالي أنطونيو كونتي /توتنهام/ والإسباني ميكيل أرتيتا /أرسنال/ والألماني توماس توخيل /تشيلسي/ .
وعلى مستوى الدوري الإسباني ، وبعد فوز أنشيلوتي باللقب مع ريال مدريد في الموسم الماضي ، سيواجه المدرب الألماني صعوبة أكبر في الموسم الحالي حيث سيكون المدرب الإسباني تشافي أكثر استعدادا مع فريقه برشلونة للمنافسة على اللقب.
ولكن هذا لا يمنع دخول مدربين آخرين في المنافسة على اللقب مثل الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد.
ويتفوق عدد المدربين الوطنيين على الأجانب مع بداية الموسم الحالي في الدوري الإسباني؛ حيث يوجد 6 مدربين أجانب فقط في المسابقة ، وفي مقدمته أنشيلوتي وسيميوني والمكسيكي خافيير أجيري المدير الفني لمايوركا والإيطالي الآخر جينارو جاتوزو المدير الفني لفالنسيا.
ومع المنافسة القوية المتوقعة بين قطبي مدريد وبرشلونة ، يصعب التكهن بجنسية المدرب الذي سيتوج باللقب في نهاية الموسم.
وفي ألمانيا ، تبدو النسبة مقاربة لما هو عليه الحال في إسبانيا، حيث يتواجد 7 مدربين أجانب فقط من بين 18 مدربا في المسابقة، ويبدو أشهرهم هو الكرواتي نيكو كوفاتش المدير الفني الأسبق لبايرن ميونخ والحالي لفولفسبورج وكذلك المدرب الإيطالي دومينيكو تيديسكو مع لايبزج.
ولكن الترشيحات القوية التي تصب في صالح بايرن ميونخ هذا الموسم أيضا ، بعد احتكاره للقب الدوري الألماني على مدار المواسم العشرة الماضية ، تجعل نسب فوز المدرب الوطني بلقب المسابقة أعلى كثيرا من نظيرتها لدى المدرب الأجنبي خاصة وأن الفريق الأقرب للمنافسة مع بايرن، هو بوروسيا دورتموند ، يخوض المسابقة بقيادة المدرب الوطني إيدن تيرزيتش.
وعلى النقيض تماما من بطولة الدوري الإنجليزي، انطلقت فعاليات الدوري الإيطالي يوم الجمعة بهيمنة واضحة للمدرب الوطني سواء على مستوى العدد أو على مستوى الترشيحات الأقوى للمنافسة على اللقب.
ومن بين 20 مديرا فنيا في المسابقة ، يوجد 3 مدربين أجانب فقط يتقدمهم البرتغالي جوزيه مورينهو في روما.
وعلى مستوى المنافسة ، تبدو فرص المدرب الوطني هي الأكبر حيث تصب معظم الترشيحات في صالح فرق ميلان، الذي يقوده المدرب ستيفانو بيولي، وانتر ميلان /سيموني إنزاجي/ ويوفنتوس /ماسيميليانو أليجري/ ونابولي /لوتشيانو سباليتي/ .
ويتشابه الدوري الفرنسي مع نظيريه الإسباني والألماني حيث يفوق عدد المدربين الوطنيين نظيره بالنسبة للأجانب بشكل نسبي في ظل وجود 7 مدربين أجانب من بين 20 مدربا في المسابقة.
ويتقدم كتيبة الأجانب في هذه المسابقة كل من الكرواتي إيجور تيودور مع مارسيليا والبلجيكي فيليب كليمون مع موناكو والهولندي بيتر بوش مع ليون والبرتغالي باولو فونسيكا مع ليل.
ورغم الترشيحات القوية التي يحظى بها سان جيرمان للدفاع عن لقبه في الموسم الحالي بقيادة مديره الفني الجديد الوطني كريستوف جالتييه ، قد ينجح المدربون الأجانب في تحقيق المفاجأة لاسيما وأن موناكو وليون ومارسيليا من المرشحين لمنافسة سان جيرمان على اللقب هذا الموسم.
وبهذا ، تكون الغلبة في الدوريات الـ5 الكبيرة مجتمعة لصالح المدرب الوطني حيث تضم هذه الدوريات 60 مدربا وطنيا مقابل 38 أجنبيا ولكن الشهور المقبلة هي التي ستحدد لمن ستكون الغلبة على مستوى حصد الألقاب في هذه البطولات بغض النظر عن الترشيحات في كل من هذه الدوريات.
أبوظبي-وام: