رام الله -وكالات
شنت القوات الإسرائيلية، يوم الأحد، حملة اعتقالات واسعة ببلدة سلوان بحثا عن منفذ العملية المسلحة بالقدس التي أسفرت عن إصابة مستوطنين، فيما باركت فصائل فلسطينية العملية دون تبنيها.
وأفاد مركز معلومات وادي حلوة بأن “قوات الاحتلال حاصرت بلدة سلوان ومنعت الدخول أو الخروج منها، واقتحمت مجموعة كبيرة من المنازل، وأخضعت سكانها لتحقيق ميداني”، لافتا إلى أن “أعدادا كبيرة من مخابرات الاحتلال والشرطة والقوات الخاصة ووحدة “اليمام” استنفرت في أزقة حي البستان، وعلين اللوزة، والحارة الوسطى، وبطن الهوى، واقتحمت عشرات المنازل وفتشتها وأخضعت قاطنيها لتحقيقات ميدانية لساعات”.
وأوضح المركز أن “شرطة الاحتلال، معززة بالوحدات الخاصة، اعتقلت مجموعة كبيرة من سكان سلوان، وخاصة في صفوف الشبان”، وذلك للاشتباه بأن منفذ عملية إطلاق النار في القدس، والتي أدت لإصابة 10 مستوطنين، هو من سكان البلدة، كما أن من بين المعتقلين، المرابطة المقدسية أسماء الشيوخي، وابنتها، و3 من أبنائها الشبان.
وفي الوقت نفسه، باركت فصائل فلسطينية، فجر امس عملية القدس، حيث قالت حركة “حماس”، التي وصفت العملية بـ”البطولية والشجاعة”، إن “العملية تأتي كرد فعل طبيعي على عربدة جنود الاحتلال والمستوطنين وجرائمهم اليومية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية، واقتحاماتهم المتواصلة للمسجد الأقصى”، وفق ما جاء في بيان الناطق باسم “حماس”، فوزي برهوم.
وأكمل فوزي برهوم: “إجراءات الاحتلال القمعية وتشديد القبضة الأمنية على أهلنا في القدس لن توهن عزيتهم ولن تكسر إرادتهم، بل ستشكل الدافع الأكبر للمقاومين لتصعيد وتطوير أدوات المقاومة”.
واعتبر المتحدث باسم حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين، طارق عز الدين، أن “العملية تأتي في سياق استمرار مقاومة الاحتلال في وحدة الساحات ضد هذا المحتل، وتأتي لتؤكد أن الاحتلال ليس له مكان على أرضنا، ولن يشعر بالأمان مادامت المقاومة مستمرة”، مشيرا إلى أن “مكان العملية في قلب القدس المحتلة له دلالة كبيرة أنها ستبقى إسلامية عربية فلسطينية، وكل محاولات التهويد والمصادرات والاجرام ضدنا أهلها لن يغير من واقع فلسطينيتها”.
وأشادت الجبهة الشعبية بالعملية، معتبرة أنها “تؤكد من جديد أن مقاومة شعبنا مستمرة بكافة الأشكال وعلى امتداد الأرض الفلسطينيّة المحتلة”.
وتابعت: “العملية جاءت كرد طبيعي من أبناء شعبنا على جرائم الاحتلال المتصاعدة، بدءا من غزة ونابلس، مرورا بباقي المدن والمخيمات الفلسطينية”.
واعتبرت حركة حماس أن إعلان إسرائيل الاثنين، عن تدمير نفق أرضي يتبع للجناح العسكري للحركة كتائب القسام شرق قطاع غزة “تسويق لانتصارات وهمية”.
وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم ، في بيان صحفي ، إن “من حق المقاومة الفلسطينية العمل بكل الطرق لتعزيز إمكاناتها وتطوير مقدراتها أمام غطرسة العدو (إسرائيل) وإجرامه”.
وأضاف برهوم أن “الاحتلال يهدف للتغطية على جرائمه وتسويق انتصارات وهمية لاستخدامها في البازار الانتخابي”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه أغلق نفقا متشعبا لشقين حفرته كتائب القسام ويمتد من شمال قطاع غزة ويتوغل إلى الأراضي الإسرائيلية.
وذكر ناطق باسم الجيش أن “مسار النفق لم يجتز العائق الأمني الجديد، الذي اكتمل بناؤه قبل نحو عام (عند السياج الفاصل مع قطاع غزة) وبالتالي لم يشكل النفق أي تهديد على المناطق والبلدات في المنطقة المحاذية”.
وأضاف أن اكتشاف مسار النفق “يأتي في إطار الجهود المستمرة لتحديد مواقع الأنفاق وتحييدها في منطقة غزة، بحيث يستمر الجيش بالعمل سرا وعلنا”.