خريج كلية الطب في جامعة سانت جورج يشارك في أول جراحة روبوتية لمعالجة الشريان التاجي على مستوى العيادات الخارجية حول العالم

دبي-الوحدة:
شارك الدكتور آدم بيرزينسكي، خريج كلية الطب في جامعة سانت جورج في غرينادا، ضمن الفريق الذي أجرى أول جراحة روبوتية للشريان التاجي في القلب عن طريق الجلد، وذلك من خلال إدخال أنبوب القسطرة، لاستعادة تدفق الدم الطبيعي إلى الشريان التاجي باعتباره الشريان الرئيسي المغذي لعضلة القلب، والتي تعد من أبرز الجراحات الدقيقة الكفيلة بإنقاذ حياة الإنسان.

وقد تناول الدكتور بيرزينسكي شرح توضيحي حول إجراءات الجراحة وريادتها في مجال الطب، كما سلط الضوء على الإمكانيات والقدرات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الروبوتات لنجاح العملية بكفاءة ودقة عالية، كما تحدث عن تجربته العلمية والعملية في جامعة سانت جورج، وكيف ساعده تدريبه الطبي على تحقيق النجاح المنشود. وقال الدكتور بيرزينسكي: “أردت أن أصبح طبيباً، وحرصت أن تكون تلك هي مهنتي في المستقبل. كان جدي كبير الأطباء في دولة غرينادا لفترة من الوقت، وهو دائماً مصدر إلهامي في دراسة الطب وتعلقي بها. لطالما دأبت على دراسة العلوم والاطلاع باستمرار على المعلومات الطبية، بما يمكنني من مساعدة المرضى وتقديم الدعم اللازم لهم”.

وبعد إكمال آدم دراسته الثانوية في غرينادا، انضم لدراسة الطب لمدة 4 سنوات في جامعة سانت جورج عام 2007، ليتمكن من الاحتفاظ بالذكريات الجميلة خلال هذه الفترة. وحول ذلك صرح قائلاً: “قدمت جامعة سانت جورج تجربة رائعة لي، حيث أتذكر شكل الحرم الجامعي المميز جداً في تصميمه. تمتلك الجامعة نخبة من المختصين وأعضاء رائدين من الهيئة التدريسية الذين يقدون دائماً الدعم للطلاب، ومن السهل الوصول إليهم وطرح الأسئلة والاستفسارات. لقد استمتعت حقاً بفترة دراستي في جامعة سانت جورج، وتلقيت الكثير من العلم والمعرفة للتخصص في مجال الطب، لذا أنصح أي شخص يفكر في دراسة الطب، والحصول على المهارة، والخبرة العملية والنظرية التوجه، والانضمام إلى البرامج الرائدة التي توفرها الجامعة”.

لقد تخرج آدم بيرزينسكي من جامعة سانت جورج عام 2011، وبدأ بعدها فترة التدريب العملي في مستشفى لينوكس هيل في مانهاتن، في قسم الطب الباطني. وأضاف بقوله حول ذلك: “حصلت على القبول في برنامج الزمالة العامة لأمراض القلب في مستشفى لينوكس هيل للقلب والأوعية الدموية، ثم تابعت الدراسة بتخصص فرعي آخر في طب القلب التداخلي في نفس المستشفى، حيث استكملت فترة تدريب طويلة ومكثفة حتى شهر يونيو 2018”.

درس الدكتور آدم بيرزينسكي العلوم الطبية، وتابع مسيرته العلمية لتخصص فريد وأعمق، وهو طب القلب التداخلي من خلال استخدام الروبوتات في العيادات الخارجية. كان الدكتور آدم بيرزينسكي من بين الفريق الذي أجرى أول تدخل آلي للشريان التاجي عن طريق الجلد للمرضى في مركز الجراحة المتنقلة في عام 2020.

وتعليقاً على ذلك، أوضح الدكتور بيرزينسكي، قائلاً: “تمد الشرايين التاجية عضلة القلب بالدم، ويؤدي انسداد الشرايين إلى انخفاض تدفق الدم إلى العضلة وموتها مما يتسبب في إصابة الشخص بالنوبة القلبية”. وأضاف: “يهدف التدخل الجراحي للشريان التاجي في القلب عن طريق الجلد إلى استعادة تزويد القلب بالدم عن طريق فتح الشرايين الضيقة التي قد تتسبب في قصور القلب، يتم إجراء التدخل الجراحي من خلال إدخال قسطرة في الشريان في ذراع المريض أو ساقه ما يفتح الانسداد ويسمح للدم بالتدفق عبر الشريان مرة أخرى. عادة، يتم إجراء تلك العملية داخل المستشفى بواسطة الطبيب المسؤول في غرفة العمليات بعد ارتداء الزي الخاص والمصنوع من مواد لحمايته من الإشعاع المستخدم عند إجراء المسح”.

ولعل أبرز ما يميز التدخل التاجي الروبوتي هو استخدام ذراع مؤتمتة آلياً، عند معرفة مكان الانسداد بمساعدة الصور الشعاعية يتم نفخ بالون صغير في مكان الانسداد بواسطة الدعامات لتوسيع الشريان المسدود، يتولى الطبيب المسؤول في غرفة التحكم المجاورة، التحكم في الروبوت لأداء التدخل بدلاً من الاضطرار إلى الوقوف على طاولة العمليات بجوار مولد الإشعاع. لم تستخدم هذه الطريقة سابقاً إلا داخل المستشفى.

وبمناسبة انضمامه إلى الفريق الذي أجرى أول جراحة روبوتية تتم على الإطلاق في عيادات خارجية، قال الدكتور بيرزينسكي: “لقد كانت المرة الأولى التي أشارك بها فريق العمل ضمن عيادة طبية خارجية، وخرج المريض إلى المنزل بعد ساعات بصحة وعافية. لقد واصلت إجراء هذا التدخل الجراحي كلما كان ذلك ممكناً، ومن المتوقع أن تلقى الجراحة الروبوتية انتشاراً أكبر خلال المرحلة المقبلة ليصبح إجراؤها في العيادات الخارجية أمرًا روتينيًا ومعتاداً.”

وأضاف: “أحدث هذا الابتكار ثورة في عالم الطب الحديث خاصة في ظل الجائحة الصحية العالمية، حيث ساهم في تقليل التعامل المباشر بين الأطباء والمرضى، فضلاً عن المساهمة في إنقاذ حياة العديد من المرضى والأشخاص الذين فضلوا البقاء في بيوتهم وعدم التوجه إلى الصحية والمستشفيات خلال فترة الجائحة خوفاً من إصابتهم بكوفيد-19، لكن هذه الطريقة المبتكرة ساهمت في الحد من معاناتهم عبر تحويلهم إلى العيادات الخارجية ﻣﻊ عدم وجود عوامل خطر كبيرة تعرضهم لأي عدوى.”

واختتم: “تمكنت بالفعل من تحقيق إنجاز أفخر به، لأكون أول طبيب أشارك في إجراء جراحي مبتكر في عالم الطب، ستكون دائماً تلك لحظات سعيدة لا يمكنني نسيانها”.