بعد اطلاق سراحه ..أسرة الطفل المختطف تتحدث لـ ( الوحدة)

ظواهر دخيلة وخطيرة ومقلقة تحدث الآن في المجتمع السوداني.. اختطاف وتعذيب وقتل شباب وأطفال بصورة وحشية

كتب ـ محمد خوجلي الكرراوي:

برزت للسطح في الفترة الأخيرة  ظواهر اثارت السخط في الرأي العام السوداني دخيلة وخطيرة ومقلقة وليست من ديننا أو عاداتنا الأصيلة الموروثة، هما نتسأل هل هم عصابات تبتز الموطنين لتاخذ اموالهم بالباطل نظير فدية يدفعونها قسراً ام هي مافيا تتاجر بالاعضاء البشرية تقوم باختطاف أطفال وشباب وفتيات لتبتزهم؟ ام أن هناك وراء الأكمة ما وراءها ؟. 

حكى لنا الطفل المختطف (مزمل كامل العاص8 سنوات) تقريباً والذي عاد سالماً إلى حضن أهله اخيراً، عن حادثة اختطافه من (عصابات تسعة طويلة) المنتشرة في العاصمة الخرطوم من امام داره .  كنت اقف امام منزلي في الشارع العام  وجاء رجلان يركبان(ركشة) وسالوه عن منزل والده كامل العاص فأشار اليهم ناحية منزلهم فطلبا منه أن الصعود لـ(الركشة) وقالا له لابد أن تذهب معنا، وركب معهم ، لكنهم غيروا اتجاه الركشة لجهة غير معلومة وانطلقوا في جوف الشارع الرئيسي فسألهم الطفل كامل ببرأة ألى أاين انتم ذاهبون ؟ لم يردوا عليه ولكنهم عصبوا عينيه ثم كمموه بمنديل به مادة مخدرة لبغمب عليه وينوم على الفور. وعندما استيقظ وجد نفسه في غرفة وسمعهم يتكلمان: ماذا نفعل بهذا  الولد؟ فرد عليه زميله: بمثل ما  اعتدى أخاه على أخي وأصاب عينه بعاهة مستديمة نحن كذلك سوف نثأر لاخينا ونفعل بالطفل نفس الشىء وكانت هذه حادثة سابقة (نهبت فيها العصابة اخ الطفل المخطوف وكانوا يريدون سرقة هاتفه النقال بالاكراه عندما كان في الشارع العام ولكنها لم تفلح فمزقت صدره بسكين لكنه لم يستسلم فأخذ “طوبة” من الارض مدافعاً عن نفسه وأصاب عين المعتدي عليه اصابة بالغة لكن أحد افراد العصابة رد عليه بطعنة قوية اصابت كبده واجريت له بعد ذلك عملية عاجلة). ونعود للطفل مزمل في محبسه فكلما استيقظ يجد نفسه في مكان جديد وكانت العصابة تطعمه بسندويتش فول واحد في اليوم ثم يخدرونه مرة اخرى (تضع المخدر في منديل لتنويمه)  وحاولوا ان يؤذوه لكن عناية الله كانت فوق إرادتهم ودعوات وابتهالات الناس للخالق انقذته كما تقول خالته  من براتن العصابة المجرمة، وفي نهاية الأمر اطلقوا سراحه دون اي أذي وفي آخر يوم تخلصوا منه بأن القوه على قارعة الطريق لان الرعب اصابهم وسيطر عليهم عندما علموا  بأن الراي العام قام بحملات واسعة للبحث عنه وانتشر خبر اختطافه في وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام وكان “حديث الساعة”، وفي اليوم الأخير لإطلاق سراحه استيقظ الطفل مزمل من غفوته ليجد نفسه ملقياً على قارعة الطريق، ووجد أمامه رجلا يبدو أنه من رجال الأمن وأوضح له الطفل مزمل بأنه كان مختطفأً من قبل عصابة. واصيب الرجل بصدمة في البداية ثم سأله عن ماذا حدث له بالتفصيل؟ وسرد عليه الطفل كل الحكاية وأملأ عليه رقم أبيه فاتصل الرجل على الفور بأهله وأبلغهم بمكانه وعاد الطفل مزمل اخيراً لحضن اسرته سالماً معافاً وأجري له كشف طبي للأطمئنان على صحته من أي آثار عنف جسدى قد تكون سلبية أو أي أعراض جانبية اخرى ، ولكن ولله الحمد نطمئن الجميع بأن الطفل مزمل كامل العاص بخير وصحة تامة والحمد لله لم يصبه ضرر .