انتصار جديد لكل من مانشستر سيتي وأرسنال، هزيمة ثقيلة لمانشستر يونايتد، عثرة جديدة لليفربول، ومشادة محتدمة على خط الملعب .. هكذا قدمت الجولة الثانية من مباريات الدوري الإنجليزي لكرة القدم هذا الموسم فاصلا جديدا من الإثارة والمشاهد التي ستظل حاضرة في الأذهان لفترة طويلة.
وعلى عكس الكثير من التوقعات التي سبقت هذا الموسم، لم تسفر بداية المسابقة عن دخول ليفربول بقوة في الصراع مع مانشستر سيتي على الصدارة، وقد يتأخر دخول ليفربول في صراع القمة إلى مرحلة لاحقة من الموسم.
وكان مانشستر سيتي توج في الموسم الماضي بلقب المسابقة للنسخة الثانية على التوالي والرابعة في آخر 5 مواسم، وذلك بعد صراع مع ليفربول امتد حتى الجولة الأخيرة من المسابقة وحسم لصالح مانشستر سيتي.
وبرغم الترشيحات الجيدة التي سبقت ليفربول إلى الموسم الحالي كونه أكثر الفرق استعدادا للمنافسة على اللقب مع مانشستر سيتي مثلما كان الحال في المواسم الأخيرة، كان دور المنافس الأقوى لحامل اللقب على مدار الجولتين الماضيتين من نصيب أرسنال.
وباستثناء مانشستر سيتي وأرسنال، لم يحقق أي من الفرق الأخرى في المسابقة الفوز في كل من الجولتين الأولى والثانية ليشترك «سيتي» وأرسنال في الصدارة ويتفوق حامل اللقب بفارق الأهداف بعد فوزه على بورنموث 4-0 وفوز أرسنال على ليستر سيتي 4-2 في الجولة الثانية.
وواصل مانشستر سيتي عروضه القوية وجاءت أهدافه بتوقيع أكثر من لاعب ليؤكد الفريق مجددا قدرته على الدفاع عن اللقب في الموسم الحالي، ولم تقتصر ملامح تفوق مانشستر سيتي على النتيجة الكبيرة وإنما كانت واضحة أيضا في نسبة الاستحواذ الهائلة على الكرة والتسديدات على المرمى والتمريرات المتقنة، والتي ترجمها الفريق إلى هذا الانتصار.
كما واصل أرسنال نتائجه الكبيرة والمميزة والتي بدأت في فترة الإعداد للموسم وامتدت إلى بداية مسيرته في الدوري هذا الموسم ليدخل مبكرا في المنافسة مع مانشستر سيتي.
وفي المقابل، طرق مانشستر يونايتد الباب الخلفي للتاريخ وواصل أزمته التي ظهرت في الموسم الماضي، وخسر للمباراة الثانية على التوالي في المسابقة هذا الموسم وهي الرابعة على التوالي في المسابقة عبر الموسمين الماضي والحالي.
وجاءت الهزيمة قاسية بكل المقاييس حيث اهتزت شباك الفريق برباعية أمام مضيفه برينتفورد الذي استغل كبوة «يونايتد» صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بلقب البطولة، وحقق عليه أول فوز في أي مواجهة بين الفريقين بمسابقة رسمية منذ أن فاز عليه 2-0 في كأس إنجلترا عام 1938 .
وفيما يتربع مانشستر سيتي على الصدارة، أصبح مانشستر يونايتد في ذيل جدول الدوري علما بأنها المرة الأولى منذ 3 عقود التي يخسر فيها مانشستر يونايتد أول مباراتين له في الموسم بمسابقة الدوري الإنجليزي.
ولم تقتصر خسائر يونايتد في هذه المباراة على الهزيمة الثقيلة وإنما كانت المباراة بمثابة صدمة كبيرة لمانشستر يونايتد في واحدة من أبرز الصفقات التي أبرمها النادي لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي الحالي.
وكان الهولندي إيريك تن هاج المدير الفني الجديد لمانشستر يونايتد جلب إلى «أولد ترافورد» المدافع الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز لاعبه في أياكس الهولندي، ولكن اللاعب كان من نقاط الضعف الواضحة في أداء الفريق أمام برينتفورد.
وفشل مارتينيز في التعامل مع الكرات الطولية التي أرسلها لاعبو برينتفورد إلى زميلهم المهاجم إيفان تومي ليشكل هجوم برينتفورد خطرا مستمرا على دفاع مانشستر يونايتد؛ وتدارك تن هاج المشكلة في الشوط الثاني ودفع بالفرنسي رافاييل فاران بدلا من مارتينيز، ولكن بعد فوات الأوان.
ولكن المشكلة الكبيرة لا تزال قائمة خاصة وأن النادي أنفق الكثير من الأموال لضم مارتينيز من أياكس فيما بدا اللاعب الأرجنتيني صفقة مخيبة للآمال.
كذلك، تلقى ليفربول صدمتين في مباراته أمام كريستال بالاس أمس حيث أهدر الفريق مجددا نقطتين في مسيرته بالمسابقة من خلال التعادل 1-1 بعدما افتتح مسيرته في البطولة بتعادل آخر مع فولهام 2-2 ليقتصر رصيده من أول مباراتين على نقطتين فقط.
والصدمة الأخرى لليفربول في المباراة كانت طرد مهاجمه الجديد الأوروجوياني داروين نونيز ليتأكد غياب اللاعب عن صفوف الفريق في مباراته الصعبة أمام مانشستر يونايتد يوم الاثنين المقبل في ختام الجولة الثالثة من البطولة.
ولكن طرد نونيز لم يكن هو الأكثر إثارة من بين حالات الطرد التي شهدتها الجولة الثانية من مباريات البطولة خلال الأيام الماضية، حيث طغى عليه طرد المدربين الألماني توماس توخيل المدير الفني لتشيلسي والإيطالي أنطونيو كونتي المدير الفني لتوتنهام مع نهاية مباراة الفريقين في ديربي لندني مثير انتهى بالتعادل 2-2 .
واشتبك المدربان الكبيران خلال المباراة وتجدد الاشتباك بينهما خلال المصافحة عقب صفارة النهاية مباشرة ليشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجهيهما بعد مباراة وصراع على الخط كشف مدى الإثارة التي يشهدها الدوري الإنجليزي منذ البداية.
لندن-وام: